عم عفيفي واحد من أعظم فناني الخرط العربي في القاهرة، حيث يمتلك تاريخًا حافلًا يمتد لأكثر من 43 عامًا في هذا المجال، يعد عم عفيفي الذي تخرج من مدرسة أحمد ماهر الثانوية الصناعية في السيدة زينب، مثالًا حيًا للإبداع والتفاني في العمل اليدوي، حيث يُظهر مهارات فنية استثنائية تُبرز جماليات التراث العربي.
يُعرف فن الخرط العربي، المعروف أيضًا بـ "الارابيسك"، بكونه شكلًا من أشكال الفن الحرفي الذي يعكس تفاصيل دقيقة وأشكال هندسية متنوعة، ومع أن هذا الفن يعود إلى عصور قديمة، إلا أن العم عفيفي يعكس استمراريته وجاذبيته من خلال أعماله الفريدة.
يقول العم عفيفي: "عشقي للارابيسك هو هدية من الله، وأنا ممتن لهذا الفن الذي يمكّنني من التعبير عن ثقافتي".
تاريخ الخرط يعود إلى أيام الفراعنة، حيث يظهر في العديد من القطع الأثرية مثل كرسي توت عنخ آمون، وقد تطورت أساليب الخرط على مر العصور، ولكن العم عفيفي يفضل الحفاظ على الطرق التقليدية في عمله.
ويضيف عفيفى: "رغم تقدم التكنولوجيا، أؤمن بأن اليدوية تظل تعكس روح الفن بطريقة لا تستطيع الآلات تقليدها".
من بين التحديات التي يواجهها الفنانون اليوم، يتجلى التوجه نحو استخدام الآلات الحديثة في صناعة الخرط، ومع ذلك يفضل العم عفيفي العمل اليدوي، حيث يُشدد على أن كل قطعة تصنع تتطلب لمسة فنية خاصة، مما يضمن جودة عالية لا تضاهى.
يقول: "أنا لا أستخدم أي مواد لاصقة في شغلي، كل شيء مرتبط يدويًا، وهذا يعطي القطعة شخصية فريدة".
العم عفيفي يعمل على أنواع متعددة من الأخشاب مثل الزان والابنوس والجوز التركي، ويقوم بتصميم قطع فنية تتراوح بين الساقية والكنايسي والمفوق، مما يعكس تنوع الخرط العربي.
لقد أبدع في العديد من المشاريع البارزة، بما في ذلك أعمال في مسجد الفتاح العليم والمسرح العربي، مما يعكس تأثيره الكبير في تعزيز الثقافة والفنون في مصر.
إن شغف العم عفيفي بالخرط العربي لا يقتصر فقط على إنتاج الأعمال الفنية، بل يمتد إلى تعليم الجيل الجديد أهمية الحفاظ على التراث، فهو يؤمن بأن الحفاظ على هذه الحرف اليدوية هو جزء من الحفاظ على الهوية الثقافية.
يقول: "أتمنى أن ينتقل هذا الفن للأجيال القادمة، لأن كل قطعة تروي قصة، وتعيد لنا ذكريات الأجداد".
في ظل التحديات العصرية، يبقى العم عفيفي مثالًا يُحتذى به لكل من يسعى للحفاظ على التراث الفني والحرفي، وإن شغفه وإبداعه يذكراننا بأهمية الفنون في تعزيز الهوية الثقافية، ويدعونا للاحتفاء.