هل كان الرئيس جيمي كارتر الذي بلغ في أكتوبر 2024 مائة عام قديسا، أم أنه كان رئيسا غير تقليدي لقوة عظمى تهيمن على قرارها شركات السلاح واللوبي الصهيوني؟ هل قرأ الرئيس السادات شخصية كارتر جيدا، أم أن السياق خدمه مع رئيس كانت لديه الرغبة في إنجاز سلام مصري مع إسرائيل ؟ هل تكررت شخصيتة أم أنه كان استثناء؟
هذه الأسئلة وغيرها كنت أتوقع أن تكون محل نقاش في مصر مع مرور قرن علي ميلاد الرئيس جيمي كارتر الذي لعب دورا في معاهدة السلام بين مصر واسرائيل، فقد ظلم حين منحت جائزة نوبل للرئيس السادات ومناحم بيجن ، لكن سرعان ما حصل عليها عام 2002 لأسباب متعددة كان منها جهوده مع البنك الدولي لمكافحة الجوع ، ومقاومة انتشار العمي في 14 دولة أفريقية بسبب مرض مزمن ينقله الذباب، تنبأ كارتر في كتابة ( فلسطين و ليس الفصل العنصري ) بأن إسرائيل إذا لم ترشد سياستها مع الفلسطنيين ستتحول لدولة فصل عنصري وستصبح دولة منبوذة، وأكد علي حل الدولتين، شخصية كارتر إذا كانت مناسبة لعملية السلام في الشرق الأوسط لأنه استثنائي في التاريخ الأمريكي، ويقترب منه لكن بخطوات بعيدة بيل كلينتون.
كانت خطوات الرئيس السادات إلي تحرير سيناء ترتكز على تحريك حالة الجمود على جبهة الحرب، ثم المفاوضات للحصول علي الأرض، لكن المفاوضات لم تعطه إلا سيناء إلى خط العريش ورأس محمد، وهو ما كان يصعب عليه قبوله كما ذكر كيسنجر في كتابه عن القيادة، لكن كانت زيارته للقدس محركا للضغط القوي على إسرائيل للقبول بما لم تكن لتقبل به، في ظل فقدانها لعمق جغرافي يضمن لها الأمن، فقبلت تحت مناورات سياسية، وضغوط ثم صيغ السلام، في ظل رعاية خاصة ورؤية أتت مع رئيس أمريكي ذا صفات خاصة، فهو في داخله مؤمن بالسلام لا الحرب تبلور هذا أثناء رئاسته فقد كان سابقا لعصره حين أمر بوضع ألواح الطاقة الشمسية فوق البيت الأبيض ليطلق أولي الخطوات الرسمية لتبني الطاقة الجديدة والمتجددة وتبني قضايا البيئة ، كما كان أول من أنهي احتكار خطوط التليفونات في الولايات المتحدة، هذا ما أسهم في ظهور الهاتف المحمول وشركات الاتصالات ومن ثم انتشار الانترنت لاحقا، وهو من أنهى احتكار البريد، وهو ما أدى لظهور شركات البريد السريع وخدمات توصيل السلع للمنازل، لذا فهو يملك رؤية لم تتوافر لدي غيره من الرؤساء الأمريكيين الذين أتوا في إطار الرأسمالية المتوحشة التي كان أولها رونالد ريجان الذي عبر عن شراسة المحافظين والرأسمالية المتوحشة.
خسر جيمي كارتر الانتخابات الأمريكية بسبب فشله في الإفراج عن أسرى السفارة الأمريكية الذين احتجزتهم الثورة الإيرانية آنذاك، وفشل المفاوضات كان بسبب اتفاق خصمه في الانتخابات سرا مع إيران على إفشال المفاوضات، في مقابل حوافز يمنحها ريجان لإيران.. وهذا ما كشف عنه مؤخرا بانز أحد أذرع رونالد ريجان آنذاك .
أسس جيمي كارتر مركزا بحثيا ومتحفا في عام 1982 وإلى جواره متحف يضم مقتنياته على مساحة 37 فدان، وذلك بجوار مدينة أتلانتا في ولاية جورجيا، والمركز لديه مشروعات تصب في مجالات مكافحة الفقر والتنمية والسلام.
إن الحقيقة التي يجب علينا أن ندركها أن الولايات المتحدة ليست وسيط في عملية السلام، بل هي شريك لاسرائيل وضامن لوجودها، وما حدث في معاهدات السلام السابقة استثناء لا يمكن البناء عليه .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة