الإفتاء توضح أدلة مشروعية الاحتفال بذكرى انتصارات حرب أكتوبر المجيدة

الخميس، 03 أكتوبر 2024 10:26 ص
الإفتاء توضح أدلة مشروعية الاحتفال بذكرى انتصارات حرب أكتوبر المجيدة دار الافتاء المصرية
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قالت دار الإفتاء إن من الأمور المشروعة والمندوب إليها: الاحتفال بالمناسبات التي تَفَضَّلَ الله عز وجل بأن جعلها أحداثَ فرحٍ أو انتصار؛ بحيث كلما تداولتها الأعوام وتعاقبتها الأيام، حيث تذكّر الإنسان ما كان بها من مآثر ومنن وإنعام؛ فيتجدّد لديه استحضار مشاعر فضل الله تعالى عليه، فيفرح لذلك في حينها كما كان فرحه أو فرح مَن سَلَفَهُ بها فى يومها.

ويزداد ذلك الاحتفال مشروعية واستحسانًا إذا تعلّق بيومٍ وطنيّ مجتمعيّ؛ كيوم انتصار مصرنا الحبيبة والعالم العربي كله في حرب أكتوبر المجيدة؛ ذلك أنّ الفرح بذلك اليوم يتجاوز الفرد إلى المجتمع كله، حتى اعتُبر عيدًا قوميًّا مصريًّا يسعد فيه جميع المواطنين ويتذكرون بطولاتهم وبطولات مَن سَلَفَهم.

الأدلة على مشروعية الاحتفال بذكرى انتصارات حرب أكتوبر المجيدة


أما وجه مشروعية ذلك الاحتفال استفادةً ممَّا تواردت عليه نصوص الشرع الشريف، وما دلت عليه عبارات الفقهاء: فعدة أمور؛ منها:


أولًا: أنَّ الشرع الشريف قد حثّ الإنسان على أن يفرح بما تفضل الله عليه من النعم، ولم يُضيّق عليه في ذلك بحال دون حال، فاستلزم ذلك الفرح بها على كل حال، حاضرة كانت أو ماضية؛ قال تعالى: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا﴾ [يونس: 58]، وحثه أيضًا على أن يظهر ما لهذه النعم من أثر عليه، لما في ذلك من إظهار شكر الله تعالى عليها، ومن أوَّليات إظهار أثر النعم على العبد: إظهار الفرح وبذل المِنَح؛ كما قال تعالى: ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾ [الضحى: 11].

وعن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ نِعْمَةً، فَإِنَّ اللهَ يُحِبُّ أَنْ يُرَى أَثَرُ نِعْمَتِهِ عَلَى خَلْقِهِ» أخرجه الإمام أحمد في "المسند" -واللفظ له-، والترمذي في "السنن" وحسنه، والبيهقي في "السنن الكبرى" و"شعب الإيمان".

ولَمَّا كان تعلق الإنسان بوطنه من أخص المشاعر الإنسانية وأكثرها تأثيرًا عليه؛ حتى ساوى الله تعالى بين فراق الوطن وبين القتل في أنَّ كليهما مِن أقصى العقوبات التي قررها الله تعالى لأبشع الجرائم وهي الإفساد في الأرض؛ كما قال تعالى: ﴿إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ﴾ [المائدة: 33]، لَزِمَ عن ذلك أن يكون صلاح حال الوطن ورِفعة شأنه وانتصاره والعيش في رحابه مقرونًا بأجزل العطايا من الله تعالى، وأبلغ مشاعر السعادة التي يمكن أن يشعر بها إنسان.

وبيان ذلك: أنه لَمَّا كان مجرد فراق الوطن يعادل إزهاق الروح على الإنسان أَلَمًا وحزنًا؛ كان العيش فيه منتصرًا مرفوع الراية يعادل الحياة كلها فرحًا وسرورًا وغاية، فاستحق بذلك أن يفرح المواطن بنعمة انتصار وطنه، وأن يظهر فرحه لهذه النعمة.

ثانيًا: أن الشرع الشريف قد حثَّ على أن يتذكر الإنسانُ أيامَ الله؛ فقال سبحانه وتعالى: ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ﴾ [إبراهيم: 5]، والمقصود بها: الأيام التي تشتمل على نِعم أو عبر وعظات، ولا يخفى ما في أحداث ملحمة حرب أكتوبر المجيدة مِن نِعم وعبر ومآثر وعظات ممَّا لا ينبغي نسيانها، ولا يحسن تركها أو إهمالها، بل الواجب أن يُعَمَّمَ خبره ويشيع حديثه في كل حين؛ حتى تتوارثه الأجيال جيلًا عن جيل، فيكون ذلك مدعاة لدوام شكر الله تعالى واستحضار عظيم فضله ونعمائه، مع ما في ذلك أيضًا من إثارة العزائم وإشعال طاقات الهمم والمشاعر على أن تكون الأجيال الحاضرة والقادمة كسابقيهم منتصرين، وعلى ما وصلوا إليه مِن مَجد وفخار محافظين.

ولذا فقد عقب سبحانه وتعالى ببيان ما وراء هذا التذكير من مقاصد شرعية وحِكَم مرعية؛ ومنها: أن يكون الإنسان صابرًا في المحنة، شاكرًا في المنحة؛ فيصبر على ما قد يلاقيه من مصاعب ومحن؛ إذ يدرك بتذكر هذه الأيام والاطلاع على أخبارها أنه ما مِن محنة تمرّ به أو بالوطن، إلا وقد سبقها مثلها ممَّا قد تفضل الله بزواله، فيأنس بذلك؛ قال تعالى: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ﴾ [إبراهيم: 5].

وفي خصوص الحث على أن تتذكر الشعوب نعم الله تعالى على بلادهم بالانتصارات أو النجاة من المخاوف -كما في مسألتنا من انتصار شعب مصر العظيم في حرب السادس من أكتوبر عام 1973م على ما كان يلاقي من مهالك الاحتلال- تواردت النصوص الشرعية:

- فمنها: ما ورد من حث سيدنا موسى عليه السلام قومه على أن يتذكروا نعمة نصر الله تعالى لهم؛ إذ نجاهم من قوم فرعون وظلمهم؛ قال تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ﴾ [إبراهيم: 6]، وما كان من حرصهم على مداومة تذكر ذلك؛ حتى صاموا ذلك اليوم في كل عام شكرًا لله تعالى واحتفالًا بهذا النصر، فلما علم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بذلك صام ذلك اليوم وأمر المسلمين بصومه شكرًا لله سبحانه وتعالى على نجاة سيدنا موسى عليه السلام.

فعن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لَمَّا قَدِمَ المَدِينَةَ وَجَدَهُمْ يَصُومُونَ يَوْمًا؛ يَعْنِي عَاشُورَاءَ، فَقَالُوا: هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ، وَهُوَ يَوْمٌ نَجَّى اللهُ فِيهِ مُوسَى، وَأَغْرَقَ آلَ فِرْعَوْنَ، فَصَامَ مُوسَى شُكْرًا لله، فَقَالَ: «أَنَا أَوْلَى بِمُوسَى مِنْهُمْ» فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ. أخرجه البخاري في "الصحيح".

وقوله تعالى: ﴿لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ﴾ [التوبة: 25]؛ يفيد أنَّ ما ذكره عز وجل في كتابه من أيام النصر إنما هو غيض من فيض، كما يفيد مشروعية التذكير بما لم يَذكره سبحانه من أيام النصر، و"هذه مخاطَبةٌ لجميع المؤمنين يَعُدُّ الله نعمه عليهم"؛ كما قال الإمام ابن عطية في "المحرر الوجيز" (3/ 19، ط. دار الكتب العلمية).

ثالثًا: أنه قد جاءت نصوص الشرع معبرة على عظيم نعمة انتصار الوطن، وعلى ما يختلج كيان الإنسان من سعادة غامرة إذا ما انتصر وطنه، أو هزم عدوه، حتى أمكن أن يُعدَّ ذلك الفرح وما يصاحبه من مظاهر الاحتفال من الأمور الجِبِلِّيَّةِ الفطرية التي لا دافع إليها من ضابط أو قانون إلا ما يسري في الدم من محبة الوطن، وما يخالج الوجدان من الميل القلبي والروحي إليه، حتى وافقت نصوص الشرع في ذلك فطرة الإنسان وجِبِلَّتَهُ؛ فجاءت حال النصر مبشرة له ومؤيدة، وحال الهزيمة مواسية ومحفزة ومهدئة.

ولأجل ذلك سَمَّى اللهُ سبحانه وتعالى في كتابه الكريم رجوعَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومَن معه مِن المؤمنين إلى وطنهم مكة المكرمة منتصرين: فتحًا، إشارة إلى أن حال الإنسان عند فقده وطنه هي حال إغلاق وضيق؛ حتى إذا عاد إليه فتحت له بذلك المغاليق؛ فقال تعالى: ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ﴾ [النصر: 1-3].

وأطلق سبحانه وتعالى على ما كان ظاهرُه الخسرانَ أو الهزيمةَ: قرحًا؛ أي: جرحًا، إشارة إلى أن كل ما يمسّ الوطن من جرح، فإنه يمسّ مواطنيه، ويستدعي مواساتهم وتطييب خاطرهم؛ فقال تعالى: ﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ۝ إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ﴾ [آل عمران: 139-140].

ومن أجل هذه المعاني أقرّ النبي صلى الله عليه آله وسلم الناس على الاحتفال بانتصاراتهم ومآثرهم، ولم ينه أن يقال في بيته الشريف من الشعر ما كان يقال في انتصاراتهم من مفاخر؛ بل وأقرّ أن يكون ذلك من الأعياد التي يباح لهم فيها ما يباح في الأعياد من التهنئة والترويح عن النفس والتزاور فيما بينهم؛ فروى البخاري ومسلم في "صحيحيهما" عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: أن أبا بكر رضي الله عنه دخل عليها، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم عندها، يومَ فطرٍ أو أضحى، وعندها قينتان تغنيان بما تقاذفت الأنصارُ يومَ بُعَاث، فقال أبو بكر رضي الله عنه: مزمار الشيطان! مرتين، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «دَعْهُمَا يَا أَبَا بَكْرٍ، إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا، وَإِنَّ عِيدَنَا هَذَا اليَوْمُ». وفي لفظ في "الصحيحين": «دَعْهُمَا يَا أَبَا بَكْرٍ؛ فَإِنَّهَا أَيَّامُ عِيدٍ». وأخرجه أبو عوانة في "مستخرجه على صحيح مسلم" بلفظ: «دَعْهُمَا؛ فَإِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا، وَهَذَا عِيدٌ».

والشاهد من الحديث: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم ينه عن الغناء بما كان من غناء يوم بعاث -وهو يومٌ انتصر فيه الأوس على الخزرج-؛ لكونه من قبيل الأيام الوطنية التي يفتخرون بها فيُحيُون ذكراها ويحتفلون بمناسبة الانتصار فيها.

رابعًا: في خصوص نصر حرب أكتوبر المجيدة يتجلّى أقوى برهان وأنصع بيان على أن الأمة المصرية هي أمة الرباط والحق والسلام والأمان إلى يوم القيامة.

وأن جيشها العظيم بما يتمتع به من عقيدة شريفة وفضائل منيفة هم الجند الذي استحق بجدارة أن ينال شرف الوصف النبوي بأنه «خَيْرُ أَجْنَادِ الْأَرْضِ»، وكانت تلك الحرب التي خاضها ببسالة وشرف الجيش والشعب يدًا بيدٍ مظهرًا ومَجْلًى لتحقيق بشارته صلى الله عليه وآله وسلم فيما جاء عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إِذَا فَتَحَ اللهُ عَلَيْكُمْ مِصْرَ، فَاتَّخِذُوا فِيهَا جُنْدًا كَثِيفًا؛ فَذَلِكَ الْجُنْدُ خَيْرُ أَجْنَادِ الْأَرْضِ»، فقال أبو بكر رضي الله عنه: ولم يا رسول الله؟ قال: «لِأَنَّهُمْ وَأَزْوَاجَهُمْ فِي رِبَاطٍ إِلَى يَوْمٍ الْقِيَامَةِ» ذكره العلامة أبو القاسم المصري في "فتوح مصر والمغرب" والعلامة ابن عساكر في "فتوح دمشق".

ولَمَّا كان الانتصار في حرب أكتوبر المجيدة من أكثر الأحداث التي تعود على الشعب المصري بل والوطن العربي بالسعادة والحفاوة والسرور، وكان يوم السادس من أكتوبر عام 1973م الموافق العاشر من رمضان عام 1393هـ هو اليوم الذي استعاد فيه الشعب المصري الأصيل ما قد سُلب من أرضه بمهارة ليس لها نظير، وجسارة أخضعت لها جيوش المُعَادين، فعادت له بذلك حريته، وألقم من تجرأ على سيادته درسًا لا ينساه له التاريخ، ودقّ بذلك إنذار خطر وتحذير لكل مَن قد تُسوِّل له نفسه المساس بالشعب المصري وسيادة أراضيه على مر الزمان ولو بعد مئات السنين؛ فاستحق هذا النصر لكل هذه المعاني أن تُجَدَّد ذكراه، وأن يكون يومه يوم فرح وسرور واحتفال وتوسعة، وأن يُجعَل عيدًا قوميًّا ووطنيًّا للنصر؛ إذ جَمَعَ مِن معاني النصر أكملَها وأتمَّها وأبلغَها؛ فهو "يوم للنصر" على ما كان من ظلم وطغيان، و"بداية للنصر" حيث كان منطلقًا للعمل والنهضة والعمران، و"عاملًا للنصر"؛ إذ هو جرس خطر وإنذار لكل معتدٍ قبل أن يفكر  في الاعتداء يُعلمه ويُعلن له أن ذلك الشعب منصور بربه وجيشه وقيادته وشعبه؛ فلا مناص من الإقرار والإذعان له بالنصر قبل معاداته، ويشهد لهذه المعاني شعوبُ العالم وقادتُه؛ إذ اتخذوا نصر ذلك اليوم وملحمة حرب أكتوبر المجيدة مادة علمية تدرس في كثير من الجامعات الدولية والأكاديميات العسكرية، فكيف لشعب مصر بعد أن حباها الله بنعم هذا النصر المبين ألَّا يحتفلوا به ويجددوا ذكراه على مرّ السنين.

كما لا يخفى أنَّ في الاحتفال بانتصارات حرب أكتوبر المجيدة، بما تشتمل عليه من الثناء على شهداء الوطن، وتجديد إبراز أبلغ معاني الشكر والتقدير لهم، ببيان عظيم ما قدموا لوطنهم؛ ترسيخًا لمبدأ الوفاء، وامتثالًا لما جاءت به نصوص القرآن الكريم من إكرامهم، والإقرار بدوام حياتهم، وخلود أرواحهم، مع ما هم عليه من الشهادة؛ قال تعالى: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ [آل عمران: 169].

مع ما في هذا الاحتفال من إكرام أهليهم وذويهم ومحبيهم مزيد إكرام؛ إذ إنَّ مِن إكرام الإنسان: إكرامَ أهله؛ تأسيًا وامتثالًا بما عامل اللهُ به الشهداء؛ إذ لم يَقصر جزاء ما قدَّموا من عمل عليهم؛ بل جعله ساريًا إلى من يحبون من أهليهم بالشفاعة في سبعين منهم، فكان تكريم أهليهم في الدنيا -كما يحدث في كل احتفال- تخلقًا بأخلاق الله تعالى، وتحقيقًا لمراده سبحانه بإظهار عاجل بشرى الثواب في الدنيا؛ كما قال تعالى: ﴿لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ [يونس: 64]، وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أرأيتَ الرجلَ يَعملُ العملَ مِن الخير، ويحمدُه الناسُ عليه؟ قال: «تِلْكَ عَاجِلُ بُشْرَى الْمُؤْمِنِ» أخرجه مسلم في "الصحيح"؛ وما ذاك إلا توطئة لجميل فعله في الآخرة؛ إذ عقَّب سبحانه بقوله: ﴿وَفِي الْآخِرَةِ﴾ [يونس: 64]، وبشَّرهم سبحانه وتعالى في موضع آخر بقوله: ﴿بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [الحديد: 12]، وعن أبي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «يَشْفَعُ الشَّهِيدُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ» أخرجه أبو داود والبيهقي في "السنن"، وابن حبان في "الصحيح".

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة