قالت الدكتورة رحاب زيتون، أستاذ ورئيس قسم التخاطب بكلية الطب بجامعة الفيوم، إن هناك علامات مبكرة تشير إلى ضعف أو وجود مشكلات فى السمع لدى الأطفال لابد من الإنتباه لها مبكرا، مؤكدة أن الإكتشاف المبكر والتدخل الطبى المبكر لمشكلات ضعف السمع تؤدى إلى نتيجة أفضل فى علاجها.
وأكدت أنه من أفضل ما حدث مؤخرا فى هذا المجال هو وجود كشف السمع وإختبار السمع الإجبارى عند الولادة، مما يساعد على الاكتشاف المبكر لمشكلات ضعف السمع، وهذا لا يمنع أنه قد يحدث على مدار التطورات العمرية للطفل مشكلات أخرى تسبب فقدان السمع، وهناك أنواع أدوية قد تسبب فقدان السمع، وأشهر ما يؤثر بشكل سلبى على حاسة السمع عند الأطفال تكرار إصابتهم بنزلات البرد، مما قد يؤدى إلى تراكم المياه خلف طبلة الأذن، وإلتهابات الأذن المختلفة، كما يؤدى إلى ضعف السمع لدى الأطفال، لذلك لابد من الإنتباه إذا كان الطفل يصاب بنزلات البرد بشكل متكرر أو يقوم بالتنفس من فمه، وصعوبة التنفس من الأنف، فلابد من التوجه إلى الطبيب وفحص الأذن.
ولفتت الدكتورة رحاب زيتون إلى أن هناك تصور خاطئ شائع لدى أولياء الأمور، أن ضعيف السمع يعنى أن الطفل لا يسمع بشكل كامل، ولا ينتبه للأصوات البسيطة، ويطمئنون أنفسهم بمجرد انتباه الطفل للأصوات البسيطة، ولكن هناك درجات مختلفة لفقدان السمع وكلها خطيرة، وتؤثر على تطور اللغة والتطور العقلى لدى الاطفال، ولابد من توقيع الكشف بشكل دورى على أذن الطفل للتأكد من سلامته.
وقدمت رئيس قسم التخاطب بكلية الطب بجامعة الفيوم نصائح لأولياء الأمور، بمناسبة دخول فصل الشتاء بالحفاظ على التهوية بالمنازل والنظافة الشخصية، وهو ما يقلل من نسبة الإصابة بالعدوى المتكررة، والكشف فى حالة وجود حساسية أنف متكررة أو نزلات برد متكررة لدى طبيب الأنف والأذن والحنجرة، وكشف السمعيات، وبمجرد فحص الأذن وفحص ضغط الأذن نكتشف أى مشكلة ونبدأ فى علاجها على الفور، ونقوم بعلاجها أولا بأول.
ولفتت الدكتورة رحاب زيتون أن هناك تطورات سريعة تحدث في طب التخاطب والسمعيات، ومن المهم أن يكون الأطباء على إطلاع دائم ودراية بما يحدث من تطورات وعلامات تطويرية فى اكتساب اللغة والتواصل لدى الأطفال، فمن المفترض أن يكون الطفل فى عمر سنة لديه كلمات كثيرة ووسائل كثيرة للتواصل والتعبير عن احتياجاته الأساسية، وعندما يصل الطفل إلى عمر سنتين لابد أن يكون قادر على التواصل بجُمل مكونة من كلمتين، والوعى بالمهارات التطويرية للأطفال بالأعمار المختلفة مهم، ويساعد على الكشف المبكر عن التأخير، والتدخل المبكر وتحسين المستقبل التعليمي والاجتماعى للطفل.
ولفتت رئيس قسم التخاطب أن الأجهزة المتخصصة في الكشف عن أمراض السمع كل يوم في تطور كبير وملحوظ، وكل سنة تكون هناك أجهزة ووسائل جديدة تساعدنا في التدخل المبكر، والتشخيص المبكر للمشكلات المختلفة، بالإضافة إلى أن مقاييس تطور اللغة والتقييمات المختلفة أصبح فيها مستحدثات، حيث أننا بدأنا نرى الأطفال فى المستشفيات مبكرا على عكس سنوات سابقة، كان يتم الانتظار ليبلغ الطفل سنة وسنتين، ولكن الآن أصبح هناك وعي بمقارنة الطفل بنفسه وفقا لمراحله وتطوره.
وشددت الدكتورة رحاب زيتون على أهمية الدمج بين التخصصات الطبية، وتبادل الخبرات، مثل تخصص الأنف والأذن والحنجرة مع تخصص التخاطب والسمعيات، فكلما كان هناك لقاءات بين الأطباء من تخصصات مختلفة ولها علاقة ببعضها في التشخيص والعلاج، يسهم ذلك في تحسن نسبة العلاج.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة