قدم تليفزيون اليوم السابع تغطية خاصة حول زيارة الرئيس الإماراتي محمد بن زايد إلى القاهرة أمس، حيث كانت الزيارة هي الثانية لمصر خلال شهرين، وفي لقاء هو الخامس خلال عام واحد.
تكتسب هذه الزيارة أهمية خاصة على صعيد العلاقات الثنائية، كون القمة -التي تجمع زعيمي البلدين خلال زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي - تعد الـثانية والخمسين التي تجمع بينهما، وهو رقم قياسي يتوج علاقات الأخوة والمحبة بين البلدين.
تتزامن الزيارة -كذلك- مع ذكرى مرور عام على حرب غزة التي اندلعت في الـ 7 من أكتوبر العام الماضي، في وقت يواصل فيه البلدان جهودهما للتوصل إلى وقف إطلاق النار، ودعم غزة على الصعيد الإنساني.
وتدعو مصر والإمارات إلى وقفٍ فوري ودائم لإطلاق النار، وإدخال المساعدات بشكلٍ عاجل وكامل ودون عوائق، وعلى نطاق واسع، وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
كما وتُعد هذه أول قمة تجمع زعيمين اثنين من أهم الدول العربية والعالم، بما تحمله الدولتان من أهمية وثقل استراتيجي، بعد التوترات الأخيرة التي تشهدها المنطقة، الأمر الذي يُضفي أهمية خاصة على القمة.
اما عن العلاقات المصرية الإماراتية, فهي تستند الى أسس وقواعد صلبة أسهمت في استمراريتها بنَسقٍ متصاعد طوال العقود الماضية حتى بلغت مرحلة الشراكة الاستراتيجية الراسخة والعصية على كل المتغيرات والتحديات من حولها.
وتعد الانطلاقة القوية التي شهدتها المرحلة التأسيسية لعلاقة البلدين أحد أهم أسرار النجاح الذي حققته هذه العلاقة على كافة الأصعدة, بفضل التوجيهات الحكيمة والجهود الدؤوبة والنية الصادقة للقيادات المتعاقبة في كلا البلدين في أن تغدو العلاقات الإماراتية المصرية نموذجا يحتذى على الصعيدين العربي والعالمي.
ووصلت خصوصية العلاقات بين القاهرة وأبو ظبي ذروتها خلال الفترة الحالية، فقد شهدت تطورًا كبيرًا ونوعيًا في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية وغيرها، ونموًا ملحوظًا في معدل التبادل التجاري، وزيادة كبيرة في حجم الاستثمارات الإماراتية في القطاعات الاقتصادية المصرية المختلفة.
وشهدت السنوات الأخيرة تنسيقًا وثيقًا حيال القضايا الرئيسة، مثل القضية الفلسطينية والعراقية واللبنانية والليبية واليمنية والسورية، فهناك تقارب كبير في الرؤى والمواقف السياسية تجاه القضايا الإقليمية، فمثلا:
▪ الاتفاق على أهمية التسوية السياسية لتلك الأزمات حقنًا للدماء وحفاظًا على مقدرات الشعوب، وصونًا للسلامة الإقليمية للدول العربية وحفاظًا على وحدة الأراضي العربية وسلامتها.
▪ ضرورة تكثيف العمل العربي المشترك والجهود الدولية للتوصل إلى حلول سياسية لكافة الأزمات الإقليمية خاصة جهود مكافحة الإرهاب، والعمل على وقف تمويل الجماعات الإرهابية وتوفير الغطاء السياسي والإعلامي لها، فضلاً عن وقف إمدادها بالسلاح والمقاتلين.
اقتصاديا واستثماريا،، تمثل دولة الإمارات ثاني أكبر شريك تجاري لمصر على المستوى العربي.
كما وتُعد القاهرة خامس أكبر شريك تجاري عربي لدولة الإمارات في التجارة غير النفطية وتستحوذ على 7% من إجمالي تجارتها غير النفطية مع الدول العربية.
وتعد دولة الإمارات أكبر مستثمر في مصر على الصعيد العالمي.
وتعمل أكثر من 1250 شركة إماراتية في مصر في مشاريع واستثمارات تشمل مختلف قطاعات الجملة والتجزئة والنقل والتخزين والخدمات اللوجستية، والقطاع المالي وأنشطة التأمين، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والعقارات والبناء، والسياحة، والزراعة والأمن الغذائي.
وكذلك، تستثمر الشركات المصرية بأكثر من 4 مليارات درهم في الأسواق الإماراتية وتشمل مشاريعها كذلك القطاع العقاري والمالي والإنشاءات وتجارة الجملة والتجزئة.
كما أن هناك تعاون تعليمي وثقافي وصحي وسياحي واجتماعي وفي العديد من المجالات بين البلدين إذ تشهد مصر والإمارات فترة من أزهي عصورهما حاليا بين زعيمين لأكبر وأهم الدول في المنطقة والعالم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة