أحمد إبراهيم الشريف

النصر الخالد..

كيف عبر الشعب المصري عن انتصار 1973 ؟

السبت، 05 أكتوبر 2024 08:14 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نحن الآن في الذكرى الـ 51  على نصر أكتوبر المجيد، اليوم الذي أعلنت فيه مصر حكوما وشعبا وجيشا استرداد الأرض، ولا أريد أن أقول استعادة العزة والكرامة، لأن هاتين الصفتين لم تغيبا أبدا كي تعودان، فالعزة والكرامة أصلان في هذا البلد، ومع ذلك ما حدث  يوم السبت 6 أكتوبر 1973  يوم فارق بين ما قبله وما بعده.

كان الجيش المصري يخوض حربا عظيمة، وأبناء مصر مستعدون عن طيب خاطر أن يقدموا حياتهم فداء من أجل تحرير أرضهم، كان شعارهم النصر أو الشهادة.
وفي القرى والمدن والصحاري كان أبناء الوطن يترقبون الأخبار، ترفع الأمهات أيديهن بالدعاء والرجال متجمعون يبحثون عن الأخبار، هكذا الشعب المصري تحول لرجل واحد وقلب واحد يسعى للنصر، ولا بديل.

وقد رصد الكتاب المهم " الثقافة سنة 1973 - سيرة شعبية بحرب أكتوبر" للباحث في الشأن الثقافي محمد سيد ريان، جانبا من حال المصريين في سنة الحرب، وقد لفت انتباهي توقفه مع عدد من الفلاحين، ومما جاء في الكتاب، اعتمادا عما نشرته مجلة الطليعة في سنة 1973:
"لا تقل رؤية الفلاحين عن العمال في الفرحة والجمال والبساطة والوضوح والوصول لعمق الموضوع، ويظهر ذلك من ردودهم الطبيعية كما رصدتها الطليعة، فيذكر أحمد السيد الصياد فلاح الملكية فدان واحد الدلاتون محافظة المنوفية: "قبل الحرب كنا متبرجلين وحالتنا النفسية تعبانة جدا خصوصًا إن المدة كانت طالت من 1967 لغاية النهاردة، لأن طبعا من ناحية كان فيه إسرائيل محتلة أرضنا والنكسة اللي احنا شفناها في أموالنا وأموال الدولة، وأمريكا، من ناحية ثانية بتساعد إسرائيل من غير حدود.. صحيح كان فيه محاولات لتأييدنا من دول عدم الانحياز والدول الاشتراكية والاتحاد السوفيتي لكن برضه تعبانين لأن ما كانش فيه حل، وكنا عايزين نحارب بأي طريقة زهقنا من الانتظار إحنا عايزين نحارب أولادنا في الجيش عايزين يحاربوا طيب ليه ساكتين؟ لكن مع ذلك أنا كنت متوقع، لكن المعركة إمتى بالضبط؟ ما عرفش لكن عارف إن إحنا لازم نحارب.

وأضاف بفخر: "بلدنا تعدادها حوالي 3 آلاف مواطن منهم حوالي 200 في القوات المسلحة ما بين مجندين ومتطوعين وضباط وما كناش خايفين عليهم لكن كنا بندعيلهم بالنصر أو الشهادة.. والموت لا يمكن حد يمنعه ما احنا هنا بنموت في البيوت وأفضل لنا نموت في الجبهة في سبيل البلد ومن رابع يوم المعركة اتجمعنا وشكلنا فرقة للإنقاذ وفرقة للحرائق وفرقة للدفاع المدني اشترك فيها العمال والفلاحون وبعض الطلبة وقمنا بجمع تبرعات وما زالت العملية دي ماشية وحددنا فصائل الدم لكن قالوا إن المستشفيات استكفت.

ويستكمل: "كان فيه بعض الناس بيحاولوا يقللوا من أهمية الدفاع المدني على أساس إن قريتنا بعيدة عن الميدان. لكن اتصدينا لهم وقلنا لهم إن كل حته في مصر جزء من الميدان.. ولما عملت  إسرائيل غارة على قويسنا وقتلت الفلاحين الناس دي ما قدرتش تتكلم. ولما كان واحد يردد إشاعات راديو لندن وصوت أمريكا كنا بنسكته. لكن برضه مهم قوي إن إذاعتنا تقول لنا على كل حاجة. واحنا أصبحنا غير زمان أصبح عندنا وعي وثقة في جيشنا وفي قيادتنا وعارفين إن الحرب معارك وكر وفر وتضحيات يعني ما هياش حلو على طول وعلينا ندفع ثمن النصر".

أما حسن إبراهيم خميس عامل زراعي من شنوان فقال: "صحيح أنا فوجئت بالمعركة لكن أنا فاهم إن ده شيء طبيعي لأنه لا بد نحارب إسرائيل علشان نحرر الأرض المحتلة وبغير كده إسرائيل مش هتخرج، ولم أكن أتصور أننا ننهزم مرة ثانية لأننا خدنا درس من حرب 1967 علشان كده كان عبور الجيش المصري وتحطيم خط بارليف شرف كبير لنا كلنا. وإذا كانوا جم غرب القناة فاحنا لازم نطردهم ثاني من كل أرضنا وده ما يقللش من البطولات اللي عملوها العساكر والضباط المصريين في سينا".










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة