رحل عن عالمنا منذ قليل الروائي والناقد سعد الدين حسن، والذي يعد أحد الفاعلين في جيل السبعينيات، وصدر له من قبل مجموعة من الأعمال الأدبية والرائدة التي كانت يمارس فيها كل أشكال التجريب التي كانت ممكنة في ذلك الوقت، وقد نعاه الكاتب والناقد الكبير شعبان يوسف عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك.
قال الناقد والكاتب شعبان يوسف: "مات سعد الدين حسن، ذهب دون عودة، كانت أحلامه، أحلامنا، ومأزقه، مأزقنا، مات دون تحقيق ما أراد، مثلنا، وداعا سعد، وكلى حزن وأسى لجيل يلملم بعضه ويرحل، وداعا رفيق التجربة.
وكان الكاتب والناقد شعبان يوسف قد نشر من قبل عن سعد الدين حسن، قائلًا عنه أنه أحد الفاعلين فى جيل السبعينات، وصدرت له مجموعة قصصية ممتازة، بل رائدة، وهى (احترس القاهرة)، وفى تلك المجموعة كان سعد يمارس كافة أشكال التجريب التى كانت ممكنة فى ذلك الوقت -أواخر عقد السبعينات-، وكان مغامرا فى مزج الشعرى مع السردى بشكل يفوق أسطوات الكتابة، ثم أصدر مجموعة أخرى عن سلسلة أصوات أدبية عام 1989 والتى كانت تصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، وفى تلك المجموعة عمل على تطوير أدواته الفنية واللغوية بشكل اصطلح عليه الباحثون بشعرية اللغة، كأن يقول مازجا السردى بالشعرى: (وانت ياقلبى الكليم، يامن تقف عاريا فى خرير الزمن، يامن ترقص على إيقاع هديتك الغارب فى البراح، يامن تنتحب وحيدا بين يدى الحقول، يامن تبحث عن حضن رؤوم فلا تجد)، وهكذا يمزج المناجاة مع الحدث، مع أبعاد المكان، وهذا النوع من الكتابة كان غير سائد فى ذلك الوقت، كان سعد من أعلامه الجدد، وبعيدا عن قصصه التي بدأت تختفى مع اختفاء وجوده فى الحياة الثقافية، كان له دور مهم فى الحياة الثقافية فى مدينة طنطا، وكان من أوائل الذين كسروا حاجز النشر، فأصدر مع مجموعة من المثقفين نشرة غير دورية تحت عنوان (الشرنقة) عام 1975، أتذكر كان معه صالح الصياد، وبنا أبى الدسوقي، ومن يتذكر بقية الأسماء فليسعفنا، ولعبت تلك المجلة فى تحريض الآخرين فى آصدار مطبوعات ثقافية، لتصبح تلك النشرات هى واجهة الثقافة فى السبعينات، لكن للأسف اختفى سعد، ولا أعرف أين ذهب، جرفته تلك الحياة بكل متاعبها، وللحديث بقية عن كتاباته التى لم تأخذ حظها من النقد والنظر والاهتمام، مثله تماما وقد ضاع فى زحام المدينة.