رحل عن عالمنا مساء أمس الأحد الشاعر السوداني الكبير محمد المكي إبراهيم، عن عمر يناهز 85 عام، بعد صراع مع المرض.
يعد الشاعر السوداني محمد المكي إبراهيم الشهير بـ"ود المكي" أحد أبرز شعراء ستينيات القرن المنصرم، وهو رائد من رواد القصيدة العربية الثورية في العصر الحديث، إذ خلّد في قصائده "الأكتوبرية" ثورة 21 أكتوبر 1964 التي أطاحت بالجنرال إبراهيم عبود في السودان.
نشر الشاعر السوداني محمد المكي إبراهيم خلال حياته الشعرية، أربعة مجموعات شعرية، وكانت أولها بعنوان "أمتى" في عام 1968، ثم "بعض الرحيق أنا والبرتقالة أنت" في عام 1972 و"يختبئ البستان في الوردة" في عام 1984، و"في خباء العامرية" في عام 1988، وقد ظهرت كلا من تلك الأعمال في عدة طبعات ثم نشرت في مجموعة واحدة عام 2000 من القاهرة.
كما أن للشاعر كتابات فكرية عديدة بمختلف الصحف السودانية وبعضها مجمع في كتب منها: "ظلال وأفيال"، "في ذكرى الغابة والصحراء"، وذلك إلى جانب مجموعة مقالات عن ثورة أكتوبر وهي هبة ثورية جرت أحداثها في أكتوبر 1964 وكان من نتيجتها الإطاحة بأول حكم عسكري استبدادي في تاريخ السودان الحديث، وله أيضا كتاب هام في التاريخ الثقافي لبلاده عنوانه "الفكر السوداني أصوله وتطور".
محمد المكي إبراهيم ولد بالأبيض في ولاية شمال كردفان، عام 1939، تلقي تعليمة الأولي هناك ودرس الثانوية في مدرسة خور طقت ثالثة أهم ثانويات السودان في العهد ثم تخرج في جامعة الخرطوم كلية القانون، والتحق بوزارة الخارجية في طليعة الملتحقين عام 1966 وظل يعمل بها طيلة ثلاثين عاماً إلى أن اضطرته للاستقالة منها ثورة الإنقاذ الوطني المنسوبة إلى التيار الإسلامي.وبعد استقالته توجه الشاعر إلى الولايات المتحدة حيث واصل عمله الأدبي في مقارعة تلك الحكومة.