دائما ما كانت تتردد أمامى جملة أكتوبر شهر العظماء فأتعجب لماذا؟ لما لا يكون ديسمبر أو نوفمبر أو أى شهر آخر فكان الرد المتعارف عليه بسبب أن هذا الشهر شهد ولادة عدد من المشاهير والعلماء، لكن مع مرور الأيام والسنين تيقنت أن هذا الشهر بالفعل شهر للعظماء الذين يبذلون كل نفيس وغال من أجل الوطن ومن أجل الدفاع عن قضيتهم.
مر عام كامل على أحداث غزة الأخيرة والتى بدأت فى السابع من أكتوبر 2023 بزلزلة شديدة للكيان الصهيونى فى الأراضى المحتلة وإحياء للقضية الفلسطينية والتى مر عليها أكثر من 70 عاما يناضل كل فلسطينى يعيش تحت وطأة الاحتلال محاولا نيل الحرية فى أرضه المحتلة.
ورغم استشهاد أكثر من 40 ألف إنسان وإصابة أكثر من 90 ألفا خلال 360 يوما إلا أن أهل غزة وفلسطين لا يزالون على العهد فى الدفاع عن أرضهم وعرضهم يعانون كل المعاناة التى يتخليها أى إنسان على هذا الكوكب فقط من أجل وطنهم الغالى.
وفى بداية هذا الشهر وقعت عملية استشهادية لأحد الفلسطينيين أسفرت عن سقوط 7 إسرائيليين و16 مصابا واستشهاد منفذى العملية وكأن شهر أكتوبر أصبح شهرا أسود على المحتل الغاصب فلم يعد يستطيع أن ينفى آثار نكباته فى هذا الشهر.
ولعل الكلام لا يكتمل إلا بالحديث عن نصر أكتوبر المجيد 1973 والذى أسس لهذه العقدة التاريخية لدولة إسرائيل والتى مر عليها 51 عاما من العزة والكرامة للمصريين بعد ملحمة أكتوبر والتى سجلت بأحرف من ذهب فى صفحات التاريخ بعدما بذل الجندى المصرى حياته فى سبيل حماية وطنه وتطهيرها من أى محتل غاصب، ويكفى أن نصر أكتوبر هو أصل الغصة التى ستظل فى حلق كل إسرائيلى كلما مر هذا الشهر من كل عام.
وأختم كلامى بتحية إلى جيل أكتوبر العظيم الذى حقق النصر، وأعاد للعسكرية المصرية الكبرياء والشموخ، وتحية إلى كل أم مصرية غرست فى أبنائها عقيدة راسخة وهى أن الأرض لا يمكن التنازل عنها وربطت على قلبها صبرا وإيمانا، وتحية إلى أرواح شهدائنا الأبرار الذين رووا بدمائهم الزكية أرض مصر، وقدموا لمن بعدهم القدوة والمثل فى الفداء والتضحية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة