المكالمة الأخيرة.. فلسطيني يطمئن على شقيقته ويسمع بعد ساعات خبر استشهادها و50 فردا من عائلته.. أيمن مدحت يفقد ابنته عقب استنشاقها الفسفور الأبيض في مخيم النصيرات.. ومعاناة أطفال غزة تتزايد مع تدمير القطاع الصحى

الإثنين، 07 أكتوبر 2024 08:00 م
المكالمة الأخيرة.. فلسطيني يطمئن على شقيقته ويسمع بعد ساعات خبر استشهادها و50 فردا من عائلته.. أيمن مدحت يفقد ابنته عقب استنشاقها الفسفور الأبيض في مخيم النصيرات.. ومعاناة أطفال غزة تتزايد مع تدمير القطاع الصحى
كتب أحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

<< الاحتلال يقلص المساحات الآمنة للفلسطينيين في القطاع و45 ألف غزاوي يتواجدون بكل كيلو متر فقط

<< أمل مدحت رفضت طلب شقيقها بالنزوح من مخيم الشاطئ لتستشهد بعدها بساعات

<< مستشفيات غزة لم تستطع إسعاف الطفلة سلام بعد تسرب التسمم في الدم

 

في 6 أكتوبر 2023 كانت عائلة أيمن مدحت تتجمع في ليل الجمعة يطمئنون على بعضهم ويتسامرون ويلتقطون أطراف الحديث عن مختلف القضايا والموضوعات التي تهم أفراد العائلة، لم تكن تعرف العائلة أنه خلال ساعات سيتفرق شملها وستنزح كل أسرة إلى مدينة مختلفة، ويستشهد بعضها ويصاب البعض الأخر ويضطر آخرون إلى السفر خارج غزة للعلاج، وتُيتم أطفال وتثكل أمهات وتفقد العائلة العائل، ويحرم الأبناء من حنان الأم، كل ذلك لأن هناك احتلالًا قرر أن يضرب بعرض الحائط بكل القوانين الدولية ويشن أبشع حرب إبادة جماعية شهدها التاريخ الحديث.

فور نشوب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، نزحت عائلة أيمن مدحت من مدينة غزة إلى مخيم النصيرات، فور الوصول جاءت أوامر من جانب جيش الاحتلال بإخلاء المخيم، والذي ضربته القوات الإسرائيلية بقوة كبيرة مع بداية العدوان، هنا بدأ شمل العائلة يتشتت ما بين من نزح لمخيم الشاطئ وآخرين نزحوا إلى مدينة رفح الفلسطينية، ولكن رغم الابتعاد عن تهديدات الاحتلال إلا أن صواريخ إسرائيل أبت إلا أن تصل لهم سواء في مخيم الشاطئ أو مدينة رفح.

المكالمة الأخيرة

في غزة فقط، قد تكون مكالمتك لعائلتك هي الأخيرة، تتلمس سماع صوتهم، وقد لا تسمع هذا الصوت مطلقًا خلال أيام، بل قد تكون خلال ساعات، وبينما تتمنى أن تكون المكالمة لساعات، لكن ضعف شبكات الإنترنت وانقطاع الاتصالات بشكل متكرر يجعلك تنهى المكالمة سريعًا، وقد تطمئن على بعض أفراد العائلة ولا تتمكن من الاطمئنان على البعض الأخر، هذا بالفعل ما حدث مع أيمن مدحت، المواطن الفلسطيني الذي كان يعيش في مدينة غزة قبل بداية العدوان، إلا أنه بعد العدوان نزح لعدة مرات بين 3 أماكن مختلفة حتى تمكن من الخروج من القطاع إلى مصر، ليفقد خلال العدوان الكثير من عائلته وعلى رأسهم ابنته سلام، وشقيقته الكبرى أمل التي كان يعتبرها والدته.

أيمن الغول في غزة
أيمن الغول في غزة

تقليص مساحة المناطق الإنسانية في غزة

كثرة نزوح الفلسطينيين من مناطق لأخرى يرجع إلى تقليص الاحتلال للمناطق الآمنة التي يزعم أنه لن يستهدفها، مثل مراكز النزوح ومخيمات النازحين، إلا أنه يستهدفها بشكل مستمر، ويكفى ما كشفته صحيفة "وول ستريت جورنال"، خلال شهر أغسطس الماضي، بأن الاحتلال الإسرائيلي قلص المناطق الإنسانية إلى 35 كيلو متر مربع فقط بما يعادل 9.5% من إجمالي مساحة قطاع غزة البالغ 365 كيلو متر مربع، وذلك بعد أن كان قد قلصها في شهر ديسمبر الماضي، إلى 140 كيلو متر مربع بما نسبته 38.3%.

وفي مايو الماضي، عقب إعلان جيش الاحتلال اقتحام مدينة رفح التي كان يعيش فيها ما يقرب من مليون و400 ألف نازح، أجرت إسرائيل تقليصاً جديداً للمنطقة الإنسانية، حيث حصر النازحين في 79 كيلو متر مربع، لتقلص إسرائيل في شهر يونيو المنطقة الإنسانية الآمنة إلى 60 كيلو متر.

أيمن الغول
أيمن الغول

45 ألف غزاوي يتواجدون في مساحة كيلو متر فقط و4 أشخاص بكل متر

وفي هذا الصدد، يكشف أمجد الشوا مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، تفاصيل تقليص المناطق الآمنة التي تدعيها قوات الاحتلال توفيرها في قطاع غزة، ومعاناة النازحين في تلك المناطق، وهي المعاناة التي عايشها أيمن مدحت وعائلته خلال النزوح عدة مرات داخل القطاع منذ بداية العدوان.

ويقول مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن ما يطلق عليه الاحتلال المنطقة الإنسانية الآمنة، تتقلص مساحتها يوما بعد يوم في ظل عمليات الإخلاء المتواصلة لكثير من المناطق خاصة في دير البلح وخان يونس، متابعا :"نتحدث عن 10 إلى 11 % من مساحة قطاع غزة يوجد بها مليون و800 ألف نسمة الحديث، وهو ما يعني تقريبا أن 40 إلى 45 ألف مواطن يتواجدون في مساحة كيلو متر مربع فقط، حيث يوجد 4 أشخاص في متر مربع واحد، وهناك كثافة سكانية واكتظاظ كبير للغاية تكاد لا تجد مكان لتضع خيمة إذا توافرت خيمة من الأساس".

"عمليات النزوح يتخللها الكثير من الإشكاليات حيث نتحدث عن رحلة نزوح أخطر من سابقتها وأكثر صعوبة"، هنا يصف أمجد الشوا، تفاصيل معاناة النازحين الفلسطينيين من منطقة لأخرى منذ بداية العدوان، قائلا إنه في ظل القيود التي يفرضها قوات الاحتلال في دخول المساعدات بما في ذلك المواد والمستلزمات الإيواء من مخيمات وغيرها من احتياجات تصبح رحلة النزوح صعبة للغاية أكثر من الفترات السابقة.

ويشير إلى أن عملية النزوح لابد أن تم في مناطق تتوافر فيها كثير من الخدمات سواء مراكز إيواء أو مدارس أو حتى آبار مياه وغيرها ومطابخ اجتماعية التي يجب أن تكون متواجدة في تلك المناطق، متابعا :" لكن هذا لا يحدث داخل القطاع، حيث يغلق الاحتلال المطابخ الاجتماعية في أماكن النزوح ويتم الزج بالسكان في مناطق أكثر ازدحاما وخدمات أقل بدون مقومات حياتية".

ويوضح مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، أن هناك عشرات الآلاف من سكان غزة الذين فقدوا مصادر الغذاء كالوجبات الساخنة وبجانب فقدان آبار مياه التي لم تعد تعمل وبالتالي تم تقليص كميات المياه التي تنتج ومحطات تحلية المياه توقفت عن العمل وهناك واقع إنساني يزداد صعوبة.

وبشأن هدف الاحتلال في تكرار عمليات نزوح الفلسطينيين يقول أمجد الشوا، إن الاحتلال يهدف من تكرار عمليات تعميق الأزمة الإنسانية وزيادة معاناة الناس بشكل كبير للغاية وترك آثر بالغ على حياتهم، مستكملا حديثه :"نتحدث عن اكتظاظ كبير للغاية وانتشار للأمراض والأوبئة في هذه المساحة الجغرافية الضيقة التي تضيق على سكانها مع انتشار هذه الأمراض وعدم توافر الخدمات الأساسية من خدمات الصحية وخدمات المياه وخدمات توفير المواد الغذائية وهذا يسهم بشكل كبير في تسريع عمليات انتشار الأمراض والأوبئة ومعاناة السكان تتزايد بشكل خطير للغاية".

تفاصيل استشهاد عائلة أيمن مدحت في مخيم الشاطئ

فيما يروي أيمن مدحت، تفاصيل استشهاد عدد كبير من أفراد عائلته في مخيم الشاطئ، واستشهاد ابنته سلام، قائلا: "كنا نعيش في مدينة غزة قبل بداية العدوان، ومع بداية العدوان نزحت العائلة من شمال قطاع غزة إلى مخيم النصيرات، لتأتى لنا أوامر جيش الاحتلال بضرورة إخلاء المخيم للنزوح للمرة الثانية إلى مخيم الشاطئ، وذهبنا إلى المخيم لنعيش في منزل العائلة وكانت شقيقتي أمل مدحت هناك هي وأولادها، ثم نزح جزء من العائلة إلى مكان أخر والجزء الباقي ظل في مخيم الشاطئ بمنزل العائلة".

الفلسطيني أيمن الغول في غزة
الفلسطيني أيمن الغول في غزة

ويضيف أيمن مدحت، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أنه مع بداية العدوان انقطعت الاتصالات بشكل كامل في القطاع، ولم نكن نعرف طرق التواصل والاطمئنان مع عائلاتنا، وكان ذلك في شهر أكتوبر الماضي، متابعًا: "شقيقتى الكبرى حكت معي الساعة 7 مساء استشهادها، وكان تطمئن على أسرتى بالكامل، وطلبت مني أن أقبل ابني محمد، وأنا لدي 5 بنات وولد وحيد، وحينها طلبت منها أن تترك مخيم الشاطئ وتنزح إلى النصيرات".

وكأن أمل مدحت كانت تشعر بأن مخيم الشاطئ هو مثواها الأخير قبل الاستشهاد لذلك رفضت طلب شقيقها أيمن وأصرت على أن تظل في منزل خالها، وهو ما يؤكده أيمن مدحت، حيث يقول: "عندما طلبت منها أن تنزح إلى النصيرات، رفضت وقالت إنها ستظل مع خالها في المنزل، وبالفعل قبلت ابنى ولكن هذا كان بعد استشهادها فلم أكن أعلم أن الاحتلال قصف المنزل بسبب انقطاع الاتصالات في ليل هذا اليوم عن غزة بالكامل".

الشهيدة أمل مدحت
الشهيدة أمل مدحت

ويتابع: "الساعة 12 منتصف ليل هذا اليوم انقطعت الاتصالات عن قطاع غزة بالكامل، ولم ننام حينها لأننا فقدنا الاتصالات لأننا كنا نريد الاطمئنان على العائلة، وحينها ذهبت إلى مدرسة الحسينة في النصيرات، حيث كان لنا أفراد من العائلة يتواجدون هناك، فوجدهم يقولون لي إن عائلتك استشهدت، والمنزل الذي كان يستقبل 54 فردا في مخيم الشاطئ تم قصفه وشقيقتي أمل وأولادها جميعهم استشهدوا".

الشهيد أيهم
الشهيد أيهم

"انهرت انهيارا شديدا، والموقف كان الأمر صعبا للغاية علينا خاصة أننا تحدثنا معها منذ ساعات قليلة عبر الهاتف"، هكذا يشرح أيمن مدحت شعوره بعد سماعه مباشرة خبر استشهاد شقيقته الكبرى وعائلته، بينما هو لم يكن معهم بل كان نازحا حينها في مخيم النصيرات الذي عاد له مجددا بعد أن تركه نتيجة أوامر جيش الاحتلال بإخلاء المخيم.

الشيدة الطفلة سوار
الشيدة الطفلة سوار

في 3 يوليو الماضي، أصدر مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، أندريا دي دومينيكو، تقريرا يكشف فيه أن 9 بين كل 10 أشخاص في غزة نزحوا مرة واحدة على الأقل، وفي بعض الحالات 10 مرات، وأن ما بين 300 ألف إلى 350 ألف فلسطيني ما زالوا في شمال غزة، لا يستطيعون الانتقال إلى جنوب القطاع، مؤكدا أن هناك رجال ونساء وشباب وفتيات وأطباء وطلاب وفنانون وصحفيون ومعلمون وأشخاص لديهم مخاوف ومظالم، وكانت لديهم أحلام وآمال لكنها أصبحت أقل اليوم مع الأسف، حيث في كل مرة ينزح فيها الناس فإنهم يضطرون إلى إعادة ضبط حياتهم بالكامل .

بيان الأمم المتحدة بشأن النازحين في غزة
بيان الأمم المتحدة بشأن النازحين في غزة

وبشأن طبيعة القصف الذي شهده منزل العائلة في مخيم الشاطئ، يقول أيمن مدحت :" المنزل تم قصفه عبر ثلاث صواريخ يصل وظنها لعشرات الأطنان سحقت المنزل بشكل كامل، واستشهد ما يقرب من 50 فردا من العائلة بينهم شقيقتى الكبرى وأبنائها وعدد كبير من الأقارب، وكل من كان في المنزل مدنيين وليسوا عسكريين، وعزل ليس لديهم سلاح ولكن إسرائيل لا تفرق وتقصف المدنيين العزل".

 

منزل عائلة أيمن الغول المدمر
منزل عائلة أيمن الغول المدمر

الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل إن الاحتلال أيضا قصف المكان الذي نزح إليه أيمن مدحت وأسرته في مخيم النصيرات، ليصاب أيمن وزوجته وإحدى بناته وتدعى "سلام" بشظايا الصاروخ الإسرائيلي، وتستنشق سلام مادة الفسفور الأبيض التي تحتوى عليها الصواريخ الإسرائيلية وتستشهد.

النازح الفلسطيني أيمن الغول
النازح الفلسطيني أيمن الغول

استشهاد الطفلة سلام ابنة أيمن مدحت

ويكشف أيمن مدحت تفاصيل استشهاد ابنته، والتي ظلت تنازح الموت لعدة أسابيع، حيث يقول :"كنا في النصيرات وصلت لنا شظايا من صاروخ إسرائيلي، وأصبت أنا وابنتى وزوجتى، وظلت ابنتى "سلام"، التي استنشقت مادة الفسفور الأبيض في مستشفى العودة لثلاث أيام وأجرت الفحوصات اللازمة وأبلغنا الأطباء أن الإصابات عرضية ثم عدنا إلى مراكز إيواء وكالة الأونروا".

ويتحدث بألم عن رحلة معاناة ابنته حتى وفاتها وهو يتذكر خلال حديثه معنا ذكريات الوجع الذي كان يراها في وجهه ابنته وهي تصرخ من آثار الشظايا والفسفور الأبيض، حيث يقول أيمن مدحت: "بعد النزوح بأسبوعين لمراكز الأونروا بدأت ابنتى تعاني ضيق في صدرها وفجأة ابنتى اغمى عليها وتشنجت وتوقف القلب فجأة، رغم أنها لم تكن تعاني من أي شيء، وأجرينا لها عملية انعاش في مستشفى الكويتى ثم نقلت بعدها إلى المستشفى الأوروبي وتعرضت لحالة شلل تام وبعد الفحوصات وجدوا أن لديها تسمم بالدم، لتخرج ابنتى سلام بعدها من القطاع وتتجه إلى مصر من أجل العلاج".

ويتابع أيمن مدحت: "بعد خروجنا من القطاع وذهابنا للمستشفى في مصر، كان الأمل في الحياة لابنتى سلام تضائل بشكل كبير، لأن نسبة الأكسجين انخفضت كثيرا في الدم، وعندما وصلناها إلى العريش، ودخلت سلام العناية المركزة في إحدى المستشفيات ليبلغنا الأطباء بأن الفسفور هاجم الصدر والرئة وسيطر على الجسم بشكل كامل وأحدث تسمم في الدم، لتستشهد ابنتى في 31 يناير الماضي، وقررت دفنها في مدينة العريش".

الشهيدة سلام أيمن الغول
الشهيدة سلام أيمن الغول

تعمد الاحتلال استهداف مدارس الإيواء

استهداف أيمن مدحت وزوجته وأبنائه والتي تسبب في استشهاد ابنته سلام، كان في إحدى مدارس النزوح في مخيم النصيرات، وبالتحديد مدرسة الحسينة كما ذكر في السطور الماضي، وفي هذا السياق أصدر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، تقريرا في 9 أغسطس الماضي، يؤكد فيه أن الجيش الإسرائيلي كثف من سياسة قصف المدارس المستخدمة مراكز إيواء للنازحين في مدينة غزة وقتل وإصابة المئات فيها، بالتزامن مع إصدار أوامر إخلاء قسري غير قانونية من شمال غزة إلى جنوبها، ضمن سياسة ممنهجة لطرد السكان من منازلهم وأماكن نزوحهم وحرمانهم من أي استقرار، لأسباب تبدو وانتقامية.

وطالب المرصد خلال تقريره، جميع الدول بتحمل مسؤولياتها الدولية بفرض العقوبات الفعالة على إسرائيل، ووقف أشكال الدعم والتعاون السياسي والمالي والعسكري كافة المقدمة إليها، بما يشمل التوقف الفوري عن عمليات نقل الأسلحة إليها، بما في ذلك تراخيص التصدير والمساعدات العسكرية، وإلا كانت هذه الدول متواطئة وشريكة في الجرائم المرتكبة في قطاع غزة، بما في ذلك جريمة الإبادة الجماعية.

كما حث المرصد الأورومتوسطي المحكمة الجنائية الدولية على المضي في التحقيق في كافة الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، وتوسيع دائرة التحقيق في المسؤولية الجنائية الفردية عن هذه الجرائم لتشمل جميع المسؤولين عنها، وإصدار مذكرات قبض بحقهم، والاعتراف والتعامل مع الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة باعتبارها جريمة إبادة جماعية دون مواربة، كونها من الجرائم الدولية التي تدخل في اختصاص المحكمة الجنائية الدولية.

تقرير المرصد الأورومتوسطي
تقرير المرصد الأورومتوسطي

معاناة الأطفال وتعمد الاحتلال قتلهم في غزة

هنا يتحدث محمد المغبط مدير المكتب الإقليمي للمرصد الأورومتوسطي، عن معاناة الأطفال واستشهاد الآلاف منهم بسبب عدوان الاحتلال في قطاع غزة، والذين كان من بينهم الطفلة سلام، وكذلك أطفال عائلة أيمن مدحت الذين استشهدوا في منزل العائلة بمخيم الشاطئ مع أبائهم وأمهاتهم، حيث يؤكد أن أطفال غزة يعانون كما غيرهم من الفئات داخل القطاع لكن معاناتهم أكبر من المدنيين العاديين بسبب ضعف أجسادهم ونقص الأغذية الذي يعانون منه نتيجة الحصار الإسرائيلي ومنع إدخال المساعدات الغذائية والمتممات الغذائية المطلوبة للأطفال.

ويقول مدير المكتب الإقليمي للمرصد الأورومتوسطي، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، من لبنان، إن معاناة أطفال غزة تتزايد مع تدمير القطاع الصحى من قبل الاحتلال الإسرائيلي وإخراج معظم المستشفيات عن العمل وتلك التي تعمل بكامل طاقتها الاستيعابية، مما يؤدى إلى استشهاد الكثير من الأطفال.

ويوضح المغبط، أن عدد الجرحى الذين يحتاجون للعلاج خارج القطاع، قدرتهم وزارة الصحة الفلسطينية بـ 12 ألف جريح و14 ألف مريض يحتاجون للسفر للعلاج في الخارج من بينهم مرضى الأمراض المزمنة أو حتى هناك من مرضوا بعد الحرب نتيجة التلوث الذي ينتشر في القطاع وضعف الرعاية الصحية.

رغم الألم الذي يعيشه أيمن مدحت حتى الآن بسبب وفاة ابنته وكذلك شقيقته الكبرى وأبنائها، إلا أن هذا الألم ما زال مستمرا في ظل استمرار تفاقم إصابة زوجته والتي أصيبت بـ 13 طلقة، وأحدث ذلك إصابات بالغة في قدميها، وأصبح لديها مشكلة كبيرة في أعصاب القدم وتحتاج جراحة أعصاب صعبة وحتى الآن لم تشفى منها، ليظل أيمن مدحت يعيش بين ذكريات وفاة ابنته سلام وواقع استمرار الألم الذي تعيشه زوجته حتى الآن، وفراق العائلة والأحبة في غزة الذين أصبحوا إما شهداء تحت الأرض أو نازحين لا يعرف مصيرهم.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة