عصام محمد عبد القادر

ثمرات حرب أكتوبر المجيد.. إعمار أرض الفيروز

الإثنين، 07 أكتوبر 2024 05:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الله أكبر- الله أكبر، كلمات هزّت كيان العدو، وصدّعت جنباته، واستجلبت نصرًا مستحقًا لوطنٍ أبيّ، على عدوٍّ غاصبٍ ظالمٍ، ملحمة تاريخية سطّرها الأبطال بدمائهم الذكيّة، وكتبها التاريخ بأحرف بهيّة، تتذكرها الأذهان والأفهام رغم مُضيّ الأعوام، فكأنها حَدَثُ الساعة، وحديث العامة والخاصة، تقف الأذهان حائرة أمام بطولات هي أشبه ما يكون بالمعجزات، لقد استعاد المصريون ثقتهم بجيشهم وبأنفسهم، واستعادت مصر مكانتها وهيبتها بين دول العالم، وزادت هيبتها في قلوب أعدائها حتى تحولت إلى رجفة تسري في أوصالهم من مجرد التفكير في مواجهة المارد المصريّ.


وكما تحتاج حالة الحرب إلى تضافر وتماسك واصطفاف، تحتاج حالة السلم كذلك؛ حيث إن تحقيق التنمية والنهضة يقوم على سواعد الجميع دون استثناء، كما أن الإعمار بكل صوره وسبله يحقق الأمن القومي بكل أبعاده؛ فسيناء دون مواربة تعد مطمعًا للعدو ومن مستهدفاته الآنية والمستقبلية.


إن التعبئة الميدانية التي أوجدتها حرب أكتوبر المجيد لا تزال آثارها واضحة في همة وعزيمة وإرادة المصريين شعبًا وقيادة سياسية ومؤسسات وطنية؛ فنرى أن العمل على تحقيق التنمية المستدامة في أرض الفيروز باتت ثماره يانعة؛ فهناك العديد من المشروعات العملاقة التي دشنت في ربوع سيناء الحبيبة الشمالية منها والجنوبية.


والقريب من المشهد في سيناء الحبيبة يلاحظ تغييرات غير مسبوقة على كافة المستويات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية؛ حيث بدت ملامح النهضة المرتبطة بالإعمار واضحة بكلا المحافظتين الشمالية والجنوبية؛ فصارت هناك أنماط من الزراعة المتقدمة وتمهيد لتجارة عالمية وسياحة متفردة في أرض الفيروز ليس لها نظير في العالم بأسره.


ونود الإشارة إلى أن فكرة التنمية على أرض الفيروز قامت على فلسفة الاندماج الاجتماعي؛ فقد عملت الدولة وشراكات كافة المؤسسات المعنية بالتنمية على إيجاد فرص العمل المتنوعة فتضمنت المشروعات الصناعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، بهدف التمكين الاقتصادي للمجتمع السيناوي الذي يستحق الإجلال والتقدير.


ونشير إلى أن توجّه الدولة وقيادتها السياسية الحكيمة يؤكد على توفير مقومات الأمن القومي المصري بأرضنا الغالية سيناء؛ حيث إن التمكين في شتى المجالات التنموية يعد سياجًا منيعًا للحفاظ على مقدرات الوطن؛ ودرعًا قويا يحميه من عدوه المتربص به؛ بحيث يفكر ألف مرة في مجرد الاقتراب من مقدراته. 


ونوقن أن الإهمال والتجاهل يؤدي إلى إضعاف البلاد، ومن ثم تقع فريسة سهلة المنال لعدوها؛ فعندما تتفاقم المشكلات ويسود المناخ السلبي نتيجة للركود المجتمعي، وتتفاقم صور القبلية التي تستهدف على الاستحواذ دون مراعاة لمصلحة الوطن العليا؛ فإن ذلك كله يعد خطرًا جسيمًا يحدق بالأوطان.


إن حرب أكتوبر المجيد وثمراته الباقية توجب علينا أن نستكمل المسيرة من خلال العمل الممنهج للإعمار الذي يضمن خلق أجيال قوية عتية تدير مقدراتها وتحافظ على مؤسساتها وتحقق نتاجها، في ظل إيمان راسخ لديها بقيم الولاء والانتماء وحب الوطن الذي هو مكمل رئيس للعقيدة الوسطية. 


وقد اعتدنا- نحن المصريين- أن نحتفل بالذكرى العطرة التي تملأ قلوبنا بالبهجة والسعادة، متنسمين معها عبير تنمية حقيقية على أرض الفيروز الغالية، فتمتزج الذكرى بالحال، لتوجد حالة من الفرح والسرور والترابط والتلاحم، ترفرف على المصريين في ربوع المحروسة خلال شهر أكتوبر واحتفالاته المجيدة.


ودعونا نتذكر سويا جغرافية أرض الفيروز؛ فسيناء الحبيبة تمثل جزءًا متميزًا من الدولة المصرية، وتتبع قارة آسيا جغرافيًّا، وتبلغ مساحتها حوالي 60088 كيلو مترًا مربعًا، وتمثل نسبة 6% من مساحة مصر الإجماليّة، يحدها شمالًا البحر الأبيض المتوسط وغربًا خليج السويس وقناة السويس، وشرقًا قطاع غزة وإسرائيل، وخليج العقبة، وجنوبًا البحر الأحمر، لذا تُعدٌ حلقة الوصل بين قارتيّ أفريقيا وآسيا، ومن ثم فهي بوابة مصر الشرقية.
لقد بات إعمار أرض الفيروز وتحقيق الأمن والأمان على ترابها فرض عين؛ فلم ولن يسمح المصريون وجيش مصر الباسل وشرطتها أن تصبح ملجأً للبؤر المنحرفة، سواءً في التهريب بأنواعه أو للإرهاب الأسود بأشكاله المقيتة؛ فقد حاربت الدولة من أجل استئصال كل صور الانحراف واستعادة الأرض الطاهرة كي تبدأ فيها تنمية حقيقية مذهلة في شتى المجالات؛ حيث حولت ربوعها الطاهرة لعمران جاذب للسكان والعمل والاستثمار يتوافر فيها مقومات الحياة الكريمة.


لقد مكنت عزيمة حرب أكتوبر المجيد المصريين من أن يستكملوا حلم التنمية بأرضنا المقدسة، ومن ثم وجهت قيادتنا السياسية الجسورة صاحبة الرؤى السديدة بربط أرض الفيروز بمجموعة أنفاق  فائقة التصميم والأمان مع الإسماعيلية وبورسعيد والسويس، وتدشين شبكة طرق وكباري معلقة والتي تمثل البنية الأساسية اللازمة لتنفيذ مخطط التنمية الزراعة والصناعة، كما يسهم ذلك في إيجاد مجتمعات وتجمعات سكانية التي تقبل المزيد من التجمعات البشرية والتي تعد صمام أمن وأمان للمنطقة برمتها، كما تم استصلاح أراضٍ ذات مساحات شاسعة ووفرت لها البنية التحتية والفوقية التي عملت على إيجاد المزيد من فرص العمل.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة