مر عام على قصف الاحتلال الإسرائيلي وتدمير مستشفى الصداقة التركي – الفلسطيني، المستشفى الوحيد في غزة الذى يقدم خدماته لمرضى السرطان من كل الفئات، خاصة أنه يمثل الملجأ الوحيد للشفاء، وذكرت آخر إحصائية للمكتب الحكومى بغزة أن أكثر من (10,000) مريض سرطان يواجهون الموت وبحاجة للعلاج في غزة يوميًا.
عام على تدمير مستشفى الصداقة.. الصرح الوحيد الذى يعالج السرطان وأمراض الدم في غزة
كان "اليوم السابع" تحدث مع مدير مستشفى الصداقة التركي – الفلسطيني لعلاج مرضى السرطان في غزة الدكتور صبحي سكيك بشكل مفصل عن الكارثة التى نتجت عن تدمير المشفى، حيث خرج مستشفى الصداقة الفلسطيني – التركي لمرضى السرطان في غزة عن الخدمة مطلع نوفمبر الماضي.
وأوضح الدكتور صبحي سكيك أن 10 آلاف مريض سرطان كانوا يتلقون العلاج داخل مستشفى الصداقة قبل تدميرها وخروجها عن الخدمة تمامًا، مشيرًا إلى أن نسبة الإصابة بالسرطان في غزة تتراوح بين 93 : 96 مريض من بين كل 100 ألف مواطن، بمعنى أن المستشفى كان يعالج سنويًا من 2000 مريض إلى 2500 سنويًا، 7% : 10% منهم أطفال، وكلهم الآن مهددون بالهلاك والموت نتيجة خروج المستشفى عن الخدمة بشكل كامل.
عام مضى.. ومرضى السرطان يموتون يوميًا
وأوضح الدكتور صبحى سكيك، أن مستشفى الصداقة لعلاج السرطان كان الوحيد الذى يحوي أقسامًا لا تتواجد بأية مستشفى آخر، ويقدم خدمات الرعاية والعلاج والتشخيص لأمراض السرطان والدم كذلك، فضلاً عن قسم الرعاية التلطيفية للعناية نفسيًا بمرضى السرطان ومساعدتهم لتقبل العلاج وتخطى المرض، كذلك الخدمات الطبية الأخرى وأقسام أشعة، قسم أمراض الدم بكل أنواعه منها أمراض الدم السرطانية، مشيرًا إلى أن ندرة أطباء الدم في كل قطاع غزة شكل ضغطا على المستشفى في السابق، فقد كانت تقدم كل الخدمات وتستقبل جميع المرضى، مضيفًا: "الخطر الذى يهدد المرضى أن المستشفى كان الصرح الوحيد لعلاج السرطان وأمراض الدم ولا يوجد بديل له في كل القطاع، لا مستشفى أو مركز خدمات طبية".
كان مستشفى علاج السرطان في غزة السبيل الوحيد لاستقبال كل الحالات التي لم تستكمل علاجها بعد، فكانت تستقبل المرضي ممن أجروا جراحات وتلقوا جزءا من العلاج بأية مستشفيات خارج غزة، ليكملوا خطة علاجهم بها، والأهم هي المكان الوحيد الذي يقدم تشخيصًا سليمًا لإصابة أي مواطن بمرض السرطان، لكن الوضع الصحي الكارثي حاليًا يصعب مهمة تشخيص أيا من المرضى، وهو ما يهدد حياة آلاف من مرضى السرطان الذين باتوا فريسة لهذا العدو الخبيث.
ولفت الدكتور صبحي سكيك إلى أن الطفل مريض السرطان الأكثر عرضة للهلاك والوفاة مع توقف علاجه وجلسات الكيماوي، نظرًا لتطور المضاعفات لديه سريعًا لضعف جسده ومناعته، مؤكدًا وفاة بعض الأطفال خلال الأسابيع الماضية نتيجة النقص الحاد في العلاج، فجسم الطفل الضعيف لا يمكنه مقاومه السرطان.
أعرب "سكيك" في حديثه لـ"اليوم السابع" عن أسفه لأن مرضي السرطان هم الأكثر عرضة للهلاك الحتمي نتيجة الأحداث الراهنة في غزة مع التكدس وانعدام النظافة والخدمات، ما يعزز من فرص العدوي وانتقالها، والإصابة بالالتهابات وتدهور الحالة الصحية للمريض، نتيجة نقص المناعة الحاد لديهم نتيجة مرضهم وخضوعهم فيما مضى للعلاج دون استكماله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة