"منازل أصحاب الأرض تهدم بقرارات محتل".. الكيان مغتصب يفرض الوصاية ويشرد أهالى الضفة.. شهادات فلسطينية حول تفاصيل إزالة الاحتلال المنازل.. هدم 1416 مبنى وتهجير أكثر من 3200 فلسطيني منذ 7 أكتوبر 2023.. فيديو وصور

الثلاثاء، 08 أكتوبر 2024 01:00 م
"منازل أصحاب الأرض تهدم بقرارات محتل".. الكيان مغتصب يفرض الوصاية ويشرد أهالى الضفة.. شهادات فلسطينية حول تفاصيل إزالة الاحتلال المنازل.. هدم 1416 مبنى وتهجير أكثر من 3200 فلسطيني منذ 7 أكتوبر 2023.. فيديو وصور منازل أصحاب الأرض تهدم بقرارات محتل
كتب أحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

<< سمير أبو شقرة دفع شقى عمره لبناء منزل لأسرته ليهدمه الاحتلال قبل أن يسكنه

<< 366 عملية هدم منذ السابع من أكتوبر وحتى منتصف أغسطس

<< وزيرة الدولة للشئون الخارجية الفلسطينية: قرارات الهدم  تبدأ بأوامر عسكرية

<< رئيس هيئة مقاومة الجدار: دولة الاحتلال تستخدم الأداة التخطيطية من أجل محاصرة الوجود الفلسطيني

<< تامر عبد الجواد حصل على ترخيص من بلدية الخليل لبناء منزله فدمره الاحتلال بجرافاته

<< الاحتلال يهدم 300 منزل فلسطيني في القدس منذ 7 أكتوبر
 

ظل المواطن الفلسطيني "سمير أبو شقرة" يحلم منذ أن كان يعيش مع أسرته ضيفًا في منزل والدته، بأن يكون له منزلًا خاصًا به وبعائلته ليسعهم جميعًا، واستمر لسنوات يراوده هذا الحلم، وبالفعل بدأ يجمع الأموال ويستلف من بعض معارفه وأصدقائه كي يتحصل على المال الذي يمكنه من بناء المنزل الذي يحلم به، وفعليًا شرع الشاب الفلسطيني في بناء المنزل وما إن هم هو أسرته بالعيش فيه إلا وجاءت قوات الاحتلال لتهدمه، ليجد "أبو شقرة" حلمه ينهار أمام عينيه بقوة احتلال ظالم غاشم يعتدي على أراضي الفلسطينيين وممتلكاتهم ويشردهم دون رادع.

قصة قصيرة حزينة من روايات آلاف الفلسطينيين في الضفة الغربية ومدينة القدس، تلك السياسة التي تتبعها إسرائيل منذ عقود ضد أصحاب الأرض، لكن زادت وتيرتها بشكل ضخم منذ أحداث السابع من أكتوبر، ووفقا لتقرير صادر عن هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في أغسطس الماضي، فإنه منذ بدء عدوان الاحتلال على قطاع غزة والضفة الغربية في أكتوبر 2023، تصاعدت عمليات هدم منازل المواطنين، خاصة في المنطقة (ج)، التي تشكل نحو 60% من مساحة الضفة، ونفذت سلطات الاحتلال خلال شهر يوليو الماضي فقط، 98 عملية هدم، طالت 135 منشأة، بينها 62 منزلا مأهولا، و14 غير مأهولة، و12 منشأة زراعية، كما أخطرت بهدم 16 منزلا ومنشأة أخرى في محافظات الضفة الغربية.

 

عمليات الهدم الإسرائيلية في المنطقة (ج) بالضفة خلال شهر يوليو
عمليات الهدم الإسرائيلية في المنطقة (ج) بالضفة خلال شهر يوليو

هذا الرقم يكشف حجم التوسع الاستيطانى الذي تنتهجه حكومة الاحتلال المتطرفة تجاه الشعب الفلسطيني، عبر قرارات تعسفية بهدم منازلهم إما بزعم أن البناء بدون رخصة أو لأغراض عسكرية أو من خلال بلدية الاحتلال يتم الاستيلاء للمكان لتوسيع شارع استيطانى أو لإقامة الحدائق التوراتية أو الحدائق الوطنية أو نصب تذكارى أو بزعم أن الأرض مملوكة في العهد العثمانى للوكالات يهودية، وذلك وفقا لما ذكرته عدة مصادر فلسطينية تعيش في الضفة.

الاحتلال يدمر حلم سمير أبو شقرة ويهدم منزله قبل أن يسكنه

ووفقا للواقعة التي سردناها في السطور الأولى لهذا التقرير، فقد هدم جيش الاحتلال منزل سمير محمد أحمد أبو شقرة، المبنى من الحجر في قرية مراح معلا جنوب مدينة بيت لحم، في 25 يونيو الماضي، ومنع السكان القريبين من الخروج من منازلهم، حيث تواصلنا مع سمير أبو شقرة، الذي كشف تفاصيل هدم الاحتلال لمنزله.

سمير أبو شقرة ينظر لمنزله الذي أهدمه الاحتلال
سمير أبو شقرة ينظر لمنزله الذي أهدمه الاحتلال

ويقول سمير أبو شقرة، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن الاحتلال هدم بالجرافات والأليات منزله بحجة أنه يشكل خطورة على الشارع الذي يمر فيه المستوطنين الإسرائيليين وجيش الاحتلال مع أنه لا يوجد سبب من أجل هدم أي منزل لمواطن فلسطيني، متابعا: "كنت أنوى السكن فيه مع أسرتي وكنت في المراحل النهائية للتشطيب كي أسكن فيه".

آثار المنزل الذي أهدمه الاحتلال لسمير أبو شقرة
آثار المنزل الذي أهدمه الاحتلال لسمير أبو شقرة

وتابع: "كنت ساكن عند والدتى في المنزل الذي كان ضيقًا، وأنا عدد أسرتى كبير، وهم 8 أفراد، فكنا نسكن جميعًا في البيت القديم، بينما عملت على بناء منزل مساحته 400 متر مكون من طابق واحد شقتين، وأصبحت مديون بديون كثيرة، حيث تكلف المنزل حوالى 630 ألف شيكل، وأكثر من الثلثين ديون، ومع ظروف الحرب الدائرة من قبل الاحتلال لم يعد لدي شيء"، وهنا يصف سمير أبو شقرة حجم معاناته من أجل بناء المنزل الخاص به، قائلا :"ظروف الحرب أخرت بعض الشئ تشطيب المنزل وكنت في الوقت الذي أتحدث معك فيه من المفترض أننى ساكن في منزلي".

آثار هدم منزل سمير أبو شقرة
آثار هدم منزل سمير أبو شقرة

ويصف المواطن الفلسطيني، هدم الاحتلال منزله، بهدم حلم كبير كان يحلم به منذ سنوات، قائلا: "لم يهدموا المنزل بل هدوا الحلم والحياة وكل شيء في حياتي، حيث كنت أنا ونجلي نعمل على بناء المنزل قبل بداية الحرب على غزة، وكنا مرتبين الأوضاع وقمت ببيع قطعة أرض حتى أبدا في بناء المنزل، ولكن تعبي وتعب ابنى وثمن الأرض التي بعتها كله راح في 4 ساعات شغل لجرافات وبوادر الاحتلال التي كانت تهدم المنزل ، وخلال يوم الهدم كنت أبكى كثيرا وانهرت من كثرة الحزن على هدم حلمي".

جرافات الاحتلال تهدم منزل سمير أبو شقرة
جرافات الاحتلال تهدم منزل سمير أبو شقرة

هدم 3 منازل والاستيلاء على أراضي بأمر عسكري لإقامة جدار استعماري وتوسيع مستعمرات

وفي 12 سبتمبر الماضي، أقدمت قوات الاحتلال على هدم 3 منازل فلسطينية، حيث هدمت جرافات الاحتلال، منزلاً قيد الإنشاء للمواطن الفلسطيني محمد هائل، والذي تبلغ مساحته 200 متر مربع، في بلدة دير بلوط شمال غرب مدينة سلفيت، بجانب هدم منزلا في قرية الولجة شمال غرب بيت لحم، ومنزلا آخرا في منطقة فرش الهوى غرب مدينة الخليل.

منزل سمير أبو شقرة بعد الهدم
منزل سمير أبو شقرة بعد الهدم

الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل استولت أيضا قوات الاحتلال في ذات اليوم، على أرض مساحتها 767 مترا مربعا في قرية أم الخير بمسافر يطا جنوب الخليل، تحت مسمى "أمر عسكري"، وحينها أكد رئيس المجلس القروي في أم الخير، خليل الهذالين، أن الاحتلال استولى على الأرض في تجمع شعيب في مسافر يطا، من أجل إقامة جدار استعماري حول مستعمرة كرمئيل المقامة على أراضي المواطنين، لافتا إلى أن الجدار قريب جدا من منازل المواطنين، بعد إصداره عدة قرارات بالاستيلاء على أراضي المواطنين في الجهتين الجنوبية والشرقية من تجمع شعيب، حيث يسعى إلى تهجير المواطنين عن أراضيهم بهدف توسيع مستعمرتي "كرمائيل" و"اتسخار مان" المقامتين على أراضي المواطنين بمسافر يطا.

منزل سمير أبو شقرة الذي تم هدمه
منزل سمير أبو شقرة الذي تم هدمه
 
نادر عبد الجواد
نادر عبد الجواد

366 عملية هدم منذ السابع من أكتوبر وحتى منتصف أغسطس

من جانبه، يؤكد الوزير مؤيد شعبان، رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، أنه منذ السابع من أكتوبر 2023 وحتى منتصف شهر أغسطس الماضي نفذت سلطات الاحتلال في الضفة الغربية ما مجموعه 366 عملية هدم استهدفت ما مجموعه 867 منشاة فلسطينية منها 281 منزلاً مسكوناً، و112 منزلاً غير مسكون، إضافة إلى 366 منشأة زراعية.

عمليات الهدم الإسرائيلية في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر 2023 حتى منتصف أغسطس
عمليات الهدم الإسرائيلية في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر 2023 حتى منتصف أغسطس

ويضيف رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن دولة الاحتلال تستخدم الأداة التخطيطية من أجل محاصرة الوجود الفلسطيني، حيث إنها من جهة تحجب عن المواطنين التراخيص اللازمة من أجل البناء وتحجب عن القرى والبلدات الفلسطينية إنجاز المخططات الهيكلية لها، ومن جهة أخرى تقوم بمنح المستوطنين امتيازات ورخص بناء بلا حدود في عملية ترتقي لمستوى الفصل العنصري والأبارتهايد الذي يدعم المحتلين ويحاصر في ذات الوقت الذين يقعون تحت الاحتلال.

ويشير مؤيد شعبان، إلى أن عملية محاصرة البناء الفلسطيني من قبل الاحتلال تتم بالهدم مما يحصر الفلسطينيين في أماكن مكتظة بعينها، كل هذه المنظومة تقع في إطار تفريع الأرض الفلسطينية وعدم السمح بأعمارها والتوسع الطبيعي عليها من أجل تسليمها للمشروع الاستيطاني.

تهجير 259 أسرة تضم 1547 شخصا منذ 7 أكتوبر

وفقا لتقرير صادر من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية في 21 أغسطس الماضي نشره عبر موقعه الرسمي، منذ يوم 7 أكتوبر، تم تهجير 259 أسرة تضم 1547 شخصًا، من بينهم 753 طفلًا، في سياق الحوادث المرتبطة بالمستوطنين الإسرائيليين.

وذكر التقرير الأممي، أنه بين يومي 13 و19 أغسطس، هدمت السلطات الإسرائيلية 34 مبنى من مباني الفلسطينيين أو أجبرت أصحابها على هدمها، كما هُدم مبنيان من هذه المباني على أساس عقابي، ودمر منزل آخر خلال عملية نفذتها القوات الإسرائيلية واستُهدف ما تبقى منها وعددها 31 مبنى بسبب افتقارها إلى رخص البناء التي تصدرها إسرائيل ويكاد الحصول عليها من ضرب المستحيل، وكان ما مجموعه 31 مبنى من المباني المهدومة تقع في المنطقة (ج) والقدس الشرقية وثلاثة في المنطقة (أ)، ونتيجةً لذلك، هُجر 54 شخصًا، من بينهم 26 طفلًا، ولحقت الأضرار بنحو 163 آخرين، بمن فيهم 72 طفلًا.

تقرير مكتب الأمم المتحدة
تقرير مكتب الأمم المتحدة

وفي 14 أغسطس، هدمت الإدارة المدنية الإسرائيلية التي رافقتها القوات الإسرائيلية 15 مبنى يملكه الفلسطينيون بحجة الافتقار إلى رخص البناء التي تصدرها إسرائيل في الطور، ونتيجة لذلك، هجرت أسرتان تضمان تسعة أفراد، من بينهم خمسة أطفال. كما لحقت الأضرار بثماني أسرة تضم 44 فردًا، بمن فيهم 21 طفلًا، بسبب عمليات الهدم، كما دُمرت جميع المقتنيات والأجهزة التي كانت في داخل هذه المباني خلال عملية الهدم، بحسب التقرير الأممي الذي أطلع عليه "اليوم السابع".

وحصلنا على فيديو لجرافة خاصة بالاحتلال تهدم ممتلكات لمواطنين في مخيم طولكرم منها عيادة لطبيب في عدوانها المستمر وذلك اقتحام قوات الاحتلال للمخيم في 21 أغسطس الماضي، وقبلها وبالتحديد في 15 أغسطس، أخلت مجموعة من الإسرائيليين المسلحين المرتبطين بمنظمة عطيرت الاستيطانية، وتحت حماية القوات الإسرائيلية، أربع أسر تضم 18 فردًا، من بينهم 11 طفلًا، قسرًا من بناية تتألف من ثلاثة طوابق وهجرتها منها في حي بطن الهوى في سلوان.

وخلال لقائه مع رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان، في 22 أغسطس الماضي، كشف رئيس مجلس قروي برقا شرق رام الله صايل كنعان، أن القرية سجلت خلال الأيام الأخيرة 50 اعتداء على القرية من قبل جيش الاحتلال والمستعمرين، مشيرا إلى أن هناك عمليات توسعة استعمارية مستمرة في محيط القرية، إذ تم بناء بؤرة استعمارية جديدة، ومؤكدا في ذات الوقت أن مساحة القرية التاريخية قد تقلصت من 20 ألف دونم إلى ألفي دونم فقط، ما يعادل 10% من أراضيها التاريخية، نتيجة لاستهداف سلطات الاحتلال لها بالإجراءات الاستعمارية والمصادرة والتوسع الاستعماري، حارمة الأهالي والمزارعين من الوصول إلى أراضيهم.

الاحتلال يهدم 300 منزل فلسطيني في القدس منذ 7 أكتوبر

القدس من أكثر المدن التي تعرضت لهدم المنازل الخاصة بالفلسطينيين الذين يعيشون في تلك المدينة التاريخية، وفي هذا السياق يكشف معروف الرفاعي مستشار محافظ القدس، عدد المنازل الخاصة بالمواطنين الفلسطينيين التي هدمتها قوات الاحتلال في مدينة القدس منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى الآن، موضحا أن الاحتلال أقدم على 300 عملية هدم لمنازل الفلسطينيين، موضحا أن الحجة دائما لعمليات هدم منازل الفلسطينيين في القدس من قبل قوات الاحتلال أن البناء بدون رخصة.

ويضيف مستشار محافظ القدس، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن بلدية الاحتلال تضييق على المقدسيين ولا تعطى رخص بناء لهم وإذا أعطت الرخصة تكون التكلفة مرتفعة للغاية وقد تصل 200 ألف دولار أو 150 الف دولار وذلك دون سعر العقار ذاته.

إحصائيات عمليات هدم منازل الفلسطينيين في القدس منذ 7 أكتوبر الماضي
إحصائيات عمليات هدم منازل الفلسطينيين في القدس منذ 7 أكتوبر الماضي

"الاحتلال أحيانا يهدم منزل المواطن الفلسطيني بحجة الاستيلاء على الأرض لأغراض عسكرية أو من خلال بلدية الاحتلال يتم الاستيلاء للمكان لتوسيع شارع استيطانى أو لإقامة الحدائق التوراتية أو الحدائق الوطنية أو نصب تذكارى أو بزعم أن الأرض مملوكة في العهد العثمانى للوكالات يهودية"، هنا يشرح معروف الرفاعي حجج الاحتلال في هدم منازل الفلسطينيين، موضحا أن هناك حجج تتحجج بها بلدية الاحتلال للاستيلاء على المنازل وهدمها وطرد السكان العرب منها.

ويشير مستشار محافظ القدس إلى أن الاحتلال يعمل على إقامة مشاريع استيطانية فيما يعرف بالحوض المقدس وهناك إخطارات لهدم منازل الفلسطينيين، لافتا إلى أن عمليات الهدم تتم في بلدة سلوان ووادي الجوز الشيخ الجراح وجبل المكبر ومنطقة الثورى ومنطقة الطور وكل هذه عمليات الهدم الهدف منها الضغط على السكان العرب من أجل أن يقوموا بالخروج خارج المدينة المقدسة وإحلال المستوطنين مكانهم علما بأن بلدية الاحتلال وحكومة الاحتلال تشجع المستوطنين على شراء المنازل فيما يعرف بالحوض المقدس وإحلال المستوطنين مكان السكان العرب.

الأمم المتحدة مسئولة عن تحويل قرارات العدل الدولية بشأن إنهاء الاحتلال منذ 1967 لواقع عملي

خلال حديث مستشار محافظ القدس، ركز على المشاريع الاستيطانية التي ينفذها الاحتلال بالقدس، وفي 19 يوليو الماضي، أصدرت محكمة العدل الدولية رأسها الاستشاري، الذي طالبت فيه إسرائيل بوضع حد لاحتلال الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد 1967، وضرورة إنهاء أي تدابير تسبب تغييرا ديمجرافيا أو جغرافي، وأوضحت حينها أن رأيها يعتمد على فرضية أن الأراضي الفلسطينية هي أراض تحت الاحتلال بمقتضى الخطوات الإسرائيلية منذ 67، وأن الشعب الفلسطيني المعترف به له الحق في تقرير مصيره، وإن الأراضي الفلسطينية المحتلة تمثل أراضي ذات وحدة وتواصل وسيادة يجب احترامها، مؤكدة أن سياسات إسرائيل الاستيطانية واستغلالها للموارد الطبيعية في الأراضي الفلسطينية تعد انتهاكا للقانون الدولي.

وفي 18 سبتمبر الماضي، صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة، على مشروع قرار يطالب بأن تنهي إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، وأن وجودها غير القانوني في الأرض الفلسطينية المحتلة خلال 12 شهرا، بناء على فتوى طلبتها الجمعية العامة من محكمة العدل الدولية بشأن الآثار القانونية لسياسات إسرائيل وممارستها في فلسطين.

وجاء التصويت خلال الدورة الاستثنائية الطارئة العاشرة للجمعية العامة للأمم المتحدة حول فلسطين، بعدما قدم مشروع القرار عدة دول منها فلسطين، للمرة الأولى بعد حصولها على امتيازات إضافية بموجب قرار سابق من الجمعية العامة، وصوت لصالح القرار 124 عضوا، وعارضه 14 عضوا فيما امتنع 43 عن التصويت.

قرار منظمة الأمم المتحدة ضد الاحتلال
قرار منظمة الأمم المتحدة ضد الاحتلال

تواصلنا مع السفير رياض منصور، مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة، والذي يؤكد أن الجمعية العامة للأمم المتحدة مسئولة عن تحويل قرار محكمة العدل الدولية، حتى لو كان رأي محكمة العدل الدولية استشاريا، إلا أن الأمم المتحدة عليها توضيح طرق تحويل هذا القرار لواقع عملي.

ويقول مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، من نيويورك، إن محكمة العدل الدولية أصدرت فتوى بشأن ضرورة إنهاء الاحتلال واعتبرته أنه غير قانوني، وبالتالي يتعين على الأمم المتحدة أن تضع مرتكزات خاصة بإنهاء هذا الاحتلال على الأراضي الفلسطينية منذ 1967، وتغيير النظام الذي فرضه الاحتلال منذ هذا التاريخ على الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ويشير السفير رياض منصور، إلى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة كان دورها بعد صدور الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية أن تتخذ قرارا بتصويت أعضاءها يحول تلك الفتوى لبرنامج عمل عملي لإنهاء هذا الاحتلال في المستقبل، وتوضح أيضا طرق إنهاء هذا الاحتلال، بما يضمن تطبيق هذا القرار على أرض الواقع، مؤكدا أن تصويت الأمم المتحدة لصالح مشروع قرار يطالب بأن تنهي إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال يتوجب على إسرائيل تنفيذه خلال المدة التي حددها المنظمة الدولية وهي 12 شهرا.

تحويل منزل لمواطن فلسطيني إلى ثكنة عسكرية

في 11 سبتمبر الماضي، استولت قوات الاحتلال الإسرائيلي، على منزل في بلدة نعلين غرب رام الله، وحولته إلى ثكنة عسكرية، حيث ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية حينها، أن قوات الاحتلال اقتحمت منزل مواطن فلسطيني يدعى "نديم طالب نافع"، المكون من ثلاثة طوابق منذ الليلة الماضية، واحتجز عائلته، وحول المنزل إلى ثكنة عسكرية.

الاحتلال يهدم منزل رغم حصوله على رخصة بناء ويرهب الزوجة والأطفال لإجبارهم على ترك البيت

حصلنا على تفاصيل واقعة أخرى لعملية هدم قريبة وبالتحديد في 25 يونيو الماضي في مدينة الخليل، ضد المواطن الفلسطيني تامر عبد الجواد، رغم حصول المنزل على رخصة بناء، وهو ما يدحض حجج الاحتلال الوهمية الخاصة بعدم حصول المباني التي يهدمها على رخص بناء.

منزل تامر عبد الجواد قبل هدمه من قبل سلطات الاحتلال
منزل تامر عبد الجواد قبل هدمه من قبل سلطات الاحتلال

الواقعة يكشفها القاضي الفلسطيني السابق والمحامي نادر عبد الجواد، شقيق تامر عبد الجواد، الذي تعرض منزله للهدم من قبل قوات الاحتلال، قائلا في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن شقيقه كان لديه قطعة الأرض مسجلة باسمه بموجب سند تسجيل منذ العام 2009 و صدر فيها رخصة بناء من بلدية الخليل في العام 2013 وتم بناء المنزل المكون من طابقين وساحات وجنينة وأنهى العمل الخاص ببناء المنزل في عام 2018 وسكنه مع زوجته وستة أطفال.

منزل تامر عبد الجواد قبل هدمه
منزل تامر عبد الجواد قبل هدمه

ويضيف نادر عبد الجواد، أنه في تاريخ 25 يونيو الماضي، حضرت قوات الاحتلال ومعها ثلاث حفارات وفي ساعات الصباح هدموا المنزل بكل ما فيه من محتويات وآثاث وامتعة ولم يسمحوا بإخراجها، وأخرج الاحتلال أطفال شقيقي تامر وزوجته بالقوة خارج المنزل وأرهبوهم بالسلاح وهم مدنيين لا دخل لهم بأي شيء.

منزل تامر عبد الجواد
منزل تامر عبد الجواد

وبشأن المكان الذي يسكن فيه شقيقه بعد أن هدم الاحتلال منزله يقول نادر عبد الجواد :"شقيقي حاليا موجودين في بيت مستأجر، وصاحب المنزل يرفض أخد أجرة ولكن مهما كان فالأمر مؤقت"، موضحا أن سبب الهدم عدم الحصول على ترخيص بناء من سلطات الاحتلال مع العلم البناء مسكون منذ عام 2018 تحت أنظارهم ويوجد فيه رخصة بناء من بلدية الخليل، والاحتلال يدعي أن المنطقة تتبع إداريا لهم وبلدية الخليل تدعي بأنها تتبع إداريا وتنظيما لها.

منزل تامر عبد الجواد بعد هدمه
منزل تامر عبد الجواد بعد هدمه

مصادرة أراضي الفلسطينيين وهدم المنازل تبدأ بقرارات وأوامر عسكرية

من جانبها تكشف وزيرة الدولة لشؤون وزارة الخارجية الفلسطينية، الدكتورة فارسين شاهين، تفاصيل إصرار الاحتلال على هدم منازل الفلسطينيين في الضفة والقدس، موضحة أن مصادرة الأراضي الخاصة بالفلسطينيين وسرقتها وهدم المنازل والمنشآت الفلسطينية تبدأ بقرارات وأوامر عسكرية لا تمت للقانون بصلة.

وتضيف وزيرة الدولة لشؤون وزارة الخارجية الفلسطينية في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن دولة الاحتلال تحاول إضفاء مسحة قانونية على التدابير والاجراءات الاستعمارية الاحلالية، حيث تتبرع محاكم الاحتلال لاستقبال دعاوى الفلسطينيين ضد قرارات الهدم والمصادرة وسط اجراءات تعجيزية بالنسبة للفلسطيني لإثبات ملكيته لأرضه او لمنزله، لترفضها تلك المحاكم وتتبرع أيضا لقبول الاستئنافات والطعون في دوامة لا تمت لأية قوانين بصلة سوى قانون الاحتلال والاستيطان، والنتيجة محسومة مسبقا تصب في صالح المصادرة والهدم.

"الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس، لا تقل خطورة عما يجري من إبادة جماعية ترتكبها قوات الاحتلال بحق شعبنا في قطاع غزة"، هنا تتحدث الدكتورة فارسين شاهين عن الأوضاع المأساوية التي يعيشها الفلسطينيين في الضفة والقدس، مشيرة إلى تواصل انتهاكات وجرائم الاحتلال وميليشيات المستعمرين المسلحة بشكل يومي ضد الشعب الفلسطيني، ما يؤدي إلى إغراق المنطقة في دوامة خطيرة من العنف يصعب السيطرة عليها.

وبحسب تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية، الذي أسلفنا ذكره في السطور السابقة، فإنه في 14 أغسطس الماضي، هدمت الإدارة المدنية الإسرائيلية والقوات الإسرائيلية منزلين متنقلين سكنيين وخيمتين، بحجة افتقارها إلى رخص البناء، في تجمع أم الخير بالمنطقة (ج) في محافظة الخليل، ونتيجة لذلك، هجرت أسرتان تضمان 11 فردًا، من بينهم أربعة أطفال، على حين لحقت الأضرار بأسرة أخرى تضم سبعة أفراد، بمن فيهم أربعة أطفال، وفي 19 أغسطس، هدمت الإدارة المدنية الإسرائيلية والقوات الإسرائيلية بناية قيد الإنشاء تتألف من أربعة طوابق وكان أصحابها سيستخدمونها في تأمين سبل عيشهم بسبب الافتقار إلى رخصة بناء صادرة عن إسرائيل في المنطقة (ج) في الرام، القدس.

منزل تامر عبد الجواد المدمر
منزل تامر عبد الجواد المدمر

الاحتلال يهدم مزرعة صفوت القواسمة في الخليل

الواقعة الثالثة التي حصلنا على تفاصيلها هي للمواطن الفلسطيني صفوت القواسمة، والذي أقدم الاحتلال على هدم غرفة زراعية خاصة به  في مدينة الخليل، في 15 يوليو الماضي، حيث تحدث عن تفاصيل عملية الهدم قائلا :" الاحتلال هدم منذ أسابيع غرفة زراعية في مزرعة تعود للوالد، وكانت تتكون من مطبخ وحمام بمساحة 120 متر وكنا نضع فيها الأشياء الزراعية التي تساعدنا في المزرعة.

مزرعة صفوت القواسمة بعد هدمها من قبل الاحتلال (2)
مزرعة صفوت القواسمة بعد هدمها من قبل الاحتلال (2)

ويضيف صفوت القواسمة، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الاحتلال أخطره من عامين بعدم إكمال العمل في الغرفة الزراعية لأنها منطقة ممنوعة بالنسبة للاحتلال، وتم بنائها من ألواح الألومنيوم، وفي في 15 يوليو الماضي أقدم الاحتلال على هدم المزرعة بالكامل.

مزرعة صفوت القواسمة بعد هدمها من قبل الاحتلال
مزرعة صفوت القواسمة بعد هدمها من قبل الاحتلال

المزرعة كانت تتواجد في منطقة من المناطق التي يمنع فيها الاحتلال البناء ولكن نحن أنشأنا غرف زراعية وهذا مسموح بها ولن نبني بيتا "، حيث يشرح صفوت القواسمة حجج الاحتلال الوهمية في هدم مزرعته، موضحا أن الاحتلال كان يعتبر تلك المزرعة الزراعية تضرهم وقريبة من جيش الاحتلال ولديهم أسباب لا نعرفها من أجل هدم البيوت والمنازل والمزارع.

هدم 1416 مبنًى فلسطيني من 7 أكتوبر وحتى 19 أغسطس

من جانبها تؤكد نهاية عودة، مدير دائرة إحصاءات النوع الاجتماعي في الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، أنه خلال 7 أكتوبر 2023 و19 أغسطس 2024، هدمت السلطات الإسرائيلية 1416 مبنًى من المباني الفلسطينية أو صادرتها أو أجبرت أصحابها على هدمها في شتّى أرجاء الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، مما أدى إلى تهجير أكثر من 3200 فلسطيني، من بينهم نحو 1400  طفل، وهو ما يزيد عن الضعف بالمقارنة مع الفترة نفسها قبل يوم 7 أكتوبر، حيث والتي شهدت تهجير 1299  فلسطينيًا، بينهم 606 أطفال.

مقارنة بين تهجير الاحتلال للفلسطينيين قبل وبعد أحداث 7 أكتوبر 2023
مقارنة بين تهجير الاحتلال للفلسطينيين قبل وبعد أحداث 7 أكتوبر 2023

وأضافت مدير دائرة إحصاءات النوع الاجتماعي في الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، أن عمليات الهدم التي نُفذت بعد يوم 7 أكتوبر حوالي شملت 500 منشأة مأهولة، وأكثر من 300 منشأة زراعية، وأكثر من 100 منشأة من منشآت المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية، و200 مبنى يستخدمها أصحابها في تأمين سبل عيشهم، ويشكل نحو 28 حادثًا من حوادث الهدم والتدمير التي طالت البنية التحتية، ومعظمها في طولكرم وجنين، غالبية المباني المتضرّرة.

مستوطنون يقتحمون مدينة جيت بالسلاح ويضرمون النار في منازل الفلسطينيين

في 15 أغسطس، استيقظ سكان مدينة جيت بشرق مدينة قلقيلية في الضفة الغربية على اقتحام 100 مستوطن إسرائيلي للمدينة حاملين الأسلحة، واقدموا على حرق وهدم عدة منازل بجانب حرق سيارات خاصة بمواطنين فلسطينيين، بجانب الاستيلاء على ممتلكان منازل المواطنين، وكان من بينهم المتضررين في المدينة المواطن الفلسطيني حسن عرمان، والذي كشف تفاصيل ما تعرض له هو جيرانه من قبل المستوطنين الإسرائيليين.

ويقول حسن عرمان، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إنه فوجئ في ليل الخميس 15 أغسطس، بـ100 مستوطن إسرائيلي يقتحمون المنزل ويضرمون النار فيه وكذلك يضرمون النار على السيارات المحيطة بالمنزل، وحاولوا الاعتداء على الأسرة وتكسير محتويات المنزل بالكامل.

"شهدنا وضرب وتكسير لمحتويات بيتنا وحرق للمنزل ومنازل مجاورة من قبل 100 عصابة مسلحة، وشهدنا حرق 3 منازل وسيارتين محيطة بمنزلنا والمنازل المجاورة"، هنا يشرح حسن عرمان تفاصيل اعتداء المستوطنين المسلحين ضد منزله، مشيرا إلى أن قوات الاحتلال كانت تحيط بالمدينة ومنعت وصول سيارات الإسعاف وقوات الدفاع المدني لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وإطفاء الحرائق ونقل المصابين.

ويؤكد حسن عرمان، أن اعتداء المستوطنين الإسرائيليين ضد منازل الفلسطينيين وسياراتهم تحدث بشكل يومي في مدن الضفة الغربية بدعم وحماية من قوات الاحتلال من أجل إجبار السكان الفلسطينيين على الهجرة القسرية ومغادرة الأراضي في ظل سياسة التوسع الاستيطاني التي تنتهجها حكومة الاحتلال.

الاحتلال يهدم 80 وحدة سكنية للفلسطينيين في مدينة جنين الفلسطينية منذ 7 أكتوبر 2023

مدينة جنين، هي من أكثر مدن الضفة التي شهدت اقتحامات من قبل قوات الاحتلال منذ 7 أكتوبر الماضي، واعتداء على أملاك ومنازل الفلسطينيين، وهنا يؤكد نضال عبيدي رئيس بلدية جنين، أن الاحتلال أقدم على هدم أكثر من 80 وحدة سكنية هدم كامل منذ 7 أكتوبر الماضي، وكل وحدة تحتوي على عدة شقق متراكمة ومتراكبة ومرتبطة ببعضها البعض.

ويضيف رئيس بلدية جنين، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الاحتلال هدم أكثر من 120 وحدة سكنية كهدم جزئي ولكنها غير قابلة للسكن، موضحا أن الاحتلال هدم العديد من المحال التجارية والمخابز وحتى أسوار بعض المدارس في مدينة جنين بجانب أسوار البلدية نفسها.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة