فى الأيام الأخيرة المتبقية من سباق انتخابات الرئاسة الأمريكية، يكثف كلا المرشحان نشاطهما لتعزيز موقفهما فى ظل التقارب الشديد فى السباق حتى الآن، وعدم ترجيح كفة أحدهما على الآخر. ويبحث كل مرشح على نقطة ضعفه لمعالجتها أملا فى سد الثغرات التى يمكن أن تؤثر على فوزه فى الفوز.
أما عن المرشحة الديمقراطية فى انتخابات أمريكا 2024، كامالا هاريس، فبدأت حملة إعلامية تستمر لمدة أسبوع تجرى خلالها العديد من المقابلات، بعد أن تعرضت لانتقادات حتى من جانب حلفائها لتجنبها الظهور الإعلامى منذ ترشحها للرئاسة.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن كامالا هاريس، والمرشح لمنصب النائب حاكم مينيسوتا تيم والز قد بدآ معا حملة إعلامية تستمر أسبوع بدءا من الأحد بعد أن تعرضا لانتقادات بسبب تجنبهما المقابلات الإعلامية إلى حد كبير منذ تغير السباق بانسحاب الرئيس جو بايدن قبل شهرين.
كانت البداية بمقابلة أجرتها هاريس مع بودكاست "سموها أبى"، والذى يحظى بشهرة واسعة بين النساء من جيل الشباب، رفضت المرشحة الديمقراطية انتقادات بعض الجمهوريين لها لعدم إنجابها أطفالا. وردت على ذلك بالحديث عن حبها لأبناء زوجها، وقالت إن العائلة تأتى فى أشكال عديدة.
وقالت هاريس إنها تشعر بالأسف إزاء حاكمة أركنساس الجمهورية سارة هوكابى ساندرز التي أشارت فى لقاء مفتوح مع ترامب الشهر الماضى إلى أن نائبة الرئيس ليس لديها ما يبقيها متواضعة لأنها ليس لديها أطفالا بيولوجيين.
وقالت هاريس: أشعر بالأسف لها ، وسأقول لكم لماذا، لأنى لا أعتقد أنها تفهم أن هناك الكثير من النساء هنا يطمحن إلى التواضع، وكثير من النساء لديهن الكثير من الحب فى حياتهن، والعائلة فى حياتهن والأطفال فى حياتهن، وأعتقد أنه من المهم للغاية أن تشجع النساء بعضهن البعض.
وتابعت قائلة إننا لدينا عائلة بالدم وعائلة بالحب، ولدى كليهما، وأعتقد أن هذه نعمة كبيرة. وقالت هاريس عن ابنى زوجها، كول وإيلا أيمهوف، أنها تحبهما للغاية، والعائلة تأتى فى أشكال كثيرة، وأعتقد أن الجميع يفهم باننا لم نعد فى الخمسينيات.
ومن المقرر أن تجرى هاريس عدة مقابلات هذا الأسبوع، بينها مقابلة خاصة مع برنامج 60 دقيقة على قنا CBS مساء الاثنين ، والتي رفض منافسها الجمهورى دونالد ترامب المشاركة فيها.
ترامب فى ويسكونسن
من جانبه، يكثف الرئيس السابق دونالد ترامب جولاته فى الولايات المتأرجحة، التي ستسحم بشكل كبير نتائج الانتخابات. وبعد أن عاد إلى موقع محاولة اغتياله الأولى فى ولاية بنسلفانيا مساء السبت، زار ولاية ويسكونسن يوم الأحد، وهى رابع زيارة يقوم بها لهذه الولاية الحاسمة خلال ثمانية أيام.
وقالت وكالة أسوشيتدبرس إن حملة ترامب أولت اهتماما خاصا بويسكونسن فى ظل مخاوف بين الجمهوريين بشأن قدرته على مجابهته لقدرة الحماس للديمقراطيين والإقبال عليهم.
وقال ترامب فى تصريحات الافتتاحية لدى وصوله على النطار فى منطقة جونو الريفية: يقولون إن ويسكونسن ستكون على الأرجح أصعب الولايات المتأرجحة للفوز بها. لكنى لا أعتقد ذلك.
ويبدأ الناخبون فى ويسكون فى الإدلاء بأصواتهم غيابيا وفى التصويت الشخصى المبكر فى 22 أكتوبر. ووقف ترامب على المنصة لقرابة ساعتين وتحدث عن سلسلة من الموضوعات المحلية، ثم قال: لو فزنا بويسكونسن سنفوز بالرئاسة.
ويتقارب السباق بشدة بين ترامب وهاريس فى ويسكونسن، التي صوتت للجمهوريين مرة واحدة فقط فى الأربعين سنة الأخيرة عندما فاز بها ترامب فى 2016. ولو فاز بها ترامب فإنه سيجعل طريق هاريس نحو البيت الأبيض شبه مستحيل.
الدين الوطنى والانتخابات
وفى سياق آخر، توقع تحليل أمريكى جديد أن الدين الوطنى للولايات المتحدة يمكن أن يزيد إذا وصلت كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية فى انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024، إلى البيت الأبيض، وسيرتفع إذا كان تولى المرشح الجمهورى دونالد ترامب الحكم.
وبحسب ما ذكرت وكالة أسوشيتدبرس، فإن التحليل الذى أجرته لجنة "ميزانية فيدرالية مسئولة" غير الحزبية، يشير إلى أن رئاسة هاريس يمكن أن تزيد الدين الوطنى على مدار 10 سنوات بمقدار 3.5 تريليون دولار. يأتى هذا رغم إصرار حملة نائبة الرئيس الأمريكي على أن الاستثمارات التي اقترحتها فى الطبقة المتوسطة والإسكان ستعوض بالكامل هذا الانكماش من خلال فرض ضرائب أعلى على الشركات والأثرياء.
وينص برنامج هاريس على التزامها بالمسئولية المالية، والقيام باستثمارات التي ستدعم الاقتصاد، بينما ستقوم بالدفع مقابلها وخفض العجز فى نفس الوقت.
وذكر التحليل نفسه أن أفكار الرئيس السابق دونالد ترامب، المرشح الجمهورى فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، ستضيف 7.5 تريليون دولار أخرى على الدين، وربما ما يصل إلى 15.2 تريليون دولار. هذا رغم أن ترامب قال إن النمو الاقتصادى سيكون قويا للغاية فى ظل حكمه لدرجة لا تجعل احد يشعر بالقلق بشأن العجز.
