حنان يوسف

ذكرى نصر أكتوبر.. استلهام روح ودروس مستفادة

الثلاثاء، 08 أكتوبر 2024 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نحتفل في هذه الأيام بذكرى الواحد والخمسين لانتصارات  السادس من أكتوبر المجيدة لعام 1973، وفي كل عام يأتي  شهر أكتوبر حاملاً معه نسائم الانتصار والمجد، وهذه  الأيام التي نستحضر فيها دروس النصر، ونحتفي بالأبطال والشهداء، ونحيى ذكرى انتصارات أكتوبر العظيمة التي أعادت العزة والكرامة، ليس فقط للشعب المصري ولكن لكافة شعوب الوطن العربي الشقيقة، حيث لقن جيش مصر العظيم جيش العدو  درسا في فنون ومهارات القتال.

وقدمت حرب أكتوبر عددا من الدروس المضيئة التي يجب أن نستلهم منها المعنى والقوة للاستمرار في معركة البناء وفي مقدمتها التكاتف بين الجيش المصري والشعب، الذي نجح في بناء بنية تحتية لمصر وتكاتف المصريين، من أجل دفع الدولة واستعادة الأرض المحتلة مع الالتزام والتخطيط الذي يجب أن يتواجد في حياة كل إنسان من أجل الوصول لما يرغب فيه، والإصرار للحرب واستعادة الأرض المحتلة وعدم السير وراء الإحباط، والعقيدة التي تقوم على القدرات القتالية. والإيمان بها والنجاح مهما كانت الظروف، ووجود الروح العالية وأيضا ضرورة التكاتف ضد العدو وترك الاختلافات بين الشعب الواحد في وقت المعارك.
وهناك العديد من الدروس المستفادة الأخرى من هذه الحرب المجيدة، والتي أبرزها: تطبيق منظومة متكاملة للتدريب والارتقاء بالقدرات المختلفة، واستيعاب التطور التكنولوجي في مجال الأسلحة وتطبيقاته، وتنويع مصادر التسليح من العديد من دول العالم المتقدمة في هذا المجال، وإنشاء العديد من القواعد العسكرية الكبرى، وإجراء مناورات وتدريبات مشتركة مع دول العالم الكبرى ذات المدارس والاستراتيجيات العسكرية المختلفة.
وكل تلك الأمور نلمسها وبقوة منذ تولَّى الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة البلاد عام 2014؛ فقد آمنت الدولة المصرية وقواتنا المسلحة بتلك المفاهيم ونفذت تلك الرؤى والخطوات في أثناء سنوات النضال بدءًا من مرحلة النكسة (حرب الأيام الستة عام 1967) إلى مرحلة استعادة الكرامة واستنهاض الهمم والعزيمة (حرب الاستنزاف) ثم مرحلة الانطلاق والتخطيط المحكم والتنفيذ المتقن في حرب السادس من أكتوبر 1973، فكان النصر حليفنا. 
وفي هذه المناسبة العظيمة، نؤكد أن روح أكتوبر ما زالت حية في وجدان الأمة، تلك الروح التي أظهرت القدرة على التحدي والتصدي لأي قوى تسعى إلى المساس بحقوقنا الوطنية. إن هذه الحرب كانت ولا تزال رمزاً لوحدة الأمة العربية وتلاحمها في مواجهة العدو المشترك، وأظهرت أن الإرادة الشعبية والصلابة الوطنية هما مفتاحا النصر والتحرير.


ولم يأت انتصار أكتوبر من فراغ، بل كان نتيجة صبر طويل، ودراسة جيدة وعمل جاد، وتدريبات ليل نهار، وتضافر وتعاون بين كافة الأطراف، ووعي وإيمان شعبي قوي  بقضية أرض يجب أن تعود، ولم يكن تحقيق هذا الانتصار نتيجة إطلاق الشعارات الوهمية، والعبارات الرنانة، ولكن قد كان نتيجة العمل الدؤوب، والاجتهاد، ودراسة كافة الأبعاد السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، المتعلقة باتخاذ قرار الحرب من أجل عودة الأرض والكرامة. كان القرار  مدروسا  على أعلى مستوى.


وقدم ويقدم كل يوم جملة من الدروس والعبر المستفادة من انتصار أكتوبر المجيد.


فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن ننسى التضحيات التي قدمها الشعب المصري من أجل تحقيق النصر في أكتوبر 1973، كما لا ينبغي أن ننسى أن أبناء مصر فقط هم الذين ضحوا من أجل القضاء على الإرهاب في سيناء، وكان نصر أكتوبر المجيد الملهم الدائم للأجيال الحالية من القوات المسلحة العظيمة، ليصنعوا مجدا جديدا، تشاركهم في تحقيقه رجال الشرطة البواسل، ليتم إنقاذ الوطن من الإرهاب.


فمصر فقط وأبناؤها هم الذين ضحوا من أجل عودة الأمن والأمان والاستقرار، وهو ما ينبغي على الجميع أن يعلمه جيدا وهذا هو ما ينبغي أن يعلمه ويفهمه كل مواطن، ولا يمكن أن يتحقق ذلك دون الحوار والنقاش بين كافة الأطياف السياسية والاجتماعية المصرية، ليتم المساهمة في صياغة كيفية الحفاظ على الأمن القومي المصري، وأن يتم أخذ العبر من انتصار أكتوبر المجيد عام 1973، وما تم تحقيقه من انتصارات متتالية على الإرهاب والارهابيين في السنوات الأخيرة، وأن يعلم الجميع أن المواطن المصري هو فقط الذي سالت دماؤه دفاعا عن الوطن، وأن الحرب إذا كانت الخيار الوحيد، دفاعا عن الأمن القومي، لن يخوضها سوى أبناء مصر، وهم فقط الذين يتحملون نتائجها أيا كانت.


وسيبقى نصر أكتوبر نصرا خالداً.. في ذاكرة هذا الوطن.. وعلى صفحات تاريخه المجيد.. انتصاراً يذكر الجميع دائماً.. بأن هذا الوطن - بتلاحم شعبه وقيادته وجيشه - قادر على فعل المستحيل مهما عظم.. وأن روح أكتوبر.. هى كامنة في جوهر هذا الشعب.. ومعدنـه الأصيل.. تظهر جلية عند الشدائد.. معبرة عن قوة الحق، وعزة النفس، وصلابة الإرادة .. وكما قال السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية في كلمته لتهنئة المصريين بذكرى انتصارات أكتوبر الواحد والخمسين: "إن التاريخ  يسجل  بكلمات من نور.. أن مصر عزيزة بأبنائها.. قوية بمؤسساتها.. شامخة بقواتها المسلحة.. وفخورة بتضحيات أبنائها، وأن ما حققته مصر في حرب أكتوبر المجيدة.. سيظل أبد الدهر، شاهداً على قوة إرادة الشعب المصري.. وكفاءة قواته المسلحة.. وقدرة المصريين على التخطيط الدقيق والتنفيذ المحكم.


وستظل مصر بوحدة شعبها.. أكبر من جميع التحديات والصعاب.. وسيستمر تقدمها للأمام.. محفوظا بنصر الله ورعايته.. وإرادة وعزيمة أبناء هذا الشعب الكريم".


إن حرب أكتوبر ستظل مصدر فخر ‏واعتزاز من الشعب المصري لقواته المسلحة، ومصدر اعتزاز للمصريين خاصة والعرب عامة، فهى أعادت الحق إلى ‏أصحابه بدماء شهدائنا الأبرار الذين قدموا الغالي والنفيس من أجل الحفاظ ‏على تراب الوطن في الحرب والسلم.


ولذلك، فإن استعادة روح أكتوبر المجيدة تُعد أمرًا حيويًّا خاصة في تلك المرحلة المهمة من تاريخ جمهوريتنا الجديدة؛ فمن الأهمية بمكان أن يكون الإصرار على العمل الدؤوب وبذل أقصى الجهد في كل مجالات الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية هو الهدف الرئيسي لكل منا أيًّا كان موقعه ومجال عمله وحياته، كما أن التخطيط الدقيق والمتقن يجب أن يكون نهج كل القائمين على العمل العام، كما يجب رفع القدرات والإصرار على تنفيذ المهام، وإطلاق العنان للطموحات القوية المشروعة، والاستغلال الأمثل للإمكانات المتاحة في كل المجالات؛ للانطلاق إلى مستقبل واعد يوفر الحياة الكريمة لكل أطياف الأمة.


أن ذكرى حرب أكتوبر تحل علينا كل عام لنستلهم من مآثرها المشرفة الخالدة اليوم، أنصع معانى البطولة والتضحية والفداء التى سطرها الجيش المصري دفاعًا عن بلده وأمته العربية، باذلا في سبيل هذه الغاية خيرة أبناء مصر، أن روح أكتوبر كامنة في جوهر الشعب المصري وتظهر عند الشدائد وان صموده وتضحيات ابنائه وحرصه على الوحدة وراء التغلب على التحديات والحافظ على سلامته.


وهو ما يتطلب  التأييد والوقوف خلف القيادة السياسية بما يتخذ من قرارات للحفاظ على أمن واستقرار البلاد ونشر السلام فى المنطقة، فى ظل تصعيد الإقليم وما تمر به المنطقة من تحديات كبيرة نؤكد أهمية التماسك للحفاظ على سلامة الوطن.


وبهذه المناسبة أتوجه بأصدق التهاني إلى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، كذلك لزاما  أن نتوجه  بالتحية والتقدير للقوات المسلحة المصرية، تلك المؤسسة الوطنية العريقة التي لم ولن تتخلف يوماً عن التصدي لتحمل المسئولية، مهما ثقلت.. وتأدية الأمانة، مهما بلغت فتحية لها بجميع أجيالها.. من المحاربين القدامى إلى الأجيال الصاعدة.


وسلاماً على شهداء مصر الأبرار من القوات المسلحة.. الذين ضحوا بأرواحهم فداء لشعبها.


وأهنئ كل الشعب المصري العظيم بهذه المناسبة التي تدعونا جميعا إلى استلهام روح أكتوبر العزة والكرامة، ومراجعة الدروس المستفادة القوية والموجهة من هذا الانتصار العظيم لنستكمل خلف  قيادتنا الحكيمة مسيرة التنمية وبناء الجمهورية الجديدة بإذن الله.. ودائما وأبدا.. تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.
وكل عام ومصر بخير ونصر










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة