تحل اليوم ذكرى رحيل آنا فرويد التي ولدت في 3 ديسمبر 1895 بفيينا وتوفيت في 9 أكتوبر 1982 بلندن، فهي ابنة سيجموند فرويد الصغرى أحد مؤسسي علم النفس.
تعد آنا أحد أبرز ممارسي التحليل النفسي للأطفال، كما قدمت مساهمات أساسية لفهم كيفية عمل الأنا أو الوعي في تجنب الأفكار والدوافع والمشاعر المؤلمة.
ووفقا لما نشره موقع " verywellmind" أصبحت آنا فرويد واحدة من أبرز المحللين النفسيين في العالم، فهي معروفة بأنها مؤسسة التحليل النفسي للأطفال، على الرغم من أن والدها كان يقترح في كثير من الأحيان أن الأطفال لا يمكن تحليلهم نفسياً.
وكانت تعتقد اعتقاداً راسخاً أن التحليل النفسي غير مناسب للأطفال دون سن السادسة، حيث يمكن خدمتهم بشكل أفضل من خلال أساليب أخرى، ولكنها مع ذلك طبقت التحليل النفسي على نطاق عمري أوسع من نطاق والدها.
و توسعت في عمل والدها وحددت العديد من أنواع آليات الدفاع المختلفة التي يستخدمها الأنا لحماية نفسه من القلق، وفي حين وصف سيجموند فرويد عددًا من آليات الدفاع، كانت ابنته آنا فرويد هي التي قدمت أوضح وأشمل نظرة لآليات الدفاع في كتابها "الأنا وآليات الدفاع " الذي نشر عام 1936.
وتشتهر آنا فرويد بـ مساهمات في علم نفس الأنا وآليات الدفاع كما أنها أحد مؤسس علم التحليل النفسي للأطفال.
وبعد المدرسة الثانوية، عملت آنا فرويد كمعلمة في مدرسة ابتدائية وبدأت في ترجمة بعض أعمال والدها إلى اللغة الألمانية، مما زاد من اهتمامها بعلم نفس الطفل والتحليل النفسي، وعلى الرغم من تأثرها الشديد بعمل والدها، إلا أنها كانت بعيدة كل البعد عن العيش في ظله، فقد توسع عملها الخاص على أفكار والدها، ولكنه خلق أيضًا مجال التحليل النفسي للأطفال.
وعلى الرغم من أن آنا فرويد لم تحصل على درجة علمية أعلى، إلا أن عملها في التحليل النفسي وعلم نفس الطفل ساهم في شهرتها في مجال علم النفس، بدأت ممارستها التحليل النفسي للأطفال في عام 1923 في فيينا، النمسا، وشغلت لاحقًا منصب رئيسة جمعية التحليل النفسي في فيينا، وخلال فترة وجودها في فيينا، كان لها تأثير عميق على إريك إريكسون ، الذي واصل لاحقًا توسيع مجال التحليل النفسي وعلم نفس الأنا بشكل أكبر.
إصدارات ’أنا فرويد"
أصدرت “آنا فرويد” 8 مجلدات:
المجلد الأول، في مقدمة التحليل النفسي: محاضرات لمحللون الطفل والمعلمين (1922-1935).
المجلد الثاني: آليات الدفاع (1936).
المجلد الثالث: الرضع دون أسر.
المجلد الرابع: مؤشرات لتحليل الطفل وغيرها من العلاجات (1945-1956).
المجلد الخامس: البحث في عيادة طب الأطفال- علاج هامبستيد وعلاجات أخرى: (1956-1965).
المجلد السادس: الحياة الطبيعية وعلم الأمراض في الطفولة: تقييم التنمية (1965).
المجلد السابع: مشاكل التحليل النفسي للتدريب والتشخيص، وتقنيات العلاج (1966-1970).
المجلد الثامن: علم النفس في التحليل النفسي من التطور الطبيعي.
أهداف كتب آنا فرويد في الطب النفسي للأطفال
حددت “آنا فرويد” في كتابها خمسة أنواع من الميكانيزمات الدفاعية وهي:
-الإنكار عن طريق التخيل
يقوم الطفل بتصور في خيالة صورا لشخص ما لا يحبه أنه وحش، ويجعله صديق في الخيال لكي يستطيع التعامل معه، وهذه الحيلة يلجأ لها الأطفال.
-إنكار اللفظ والفعل
أنا كبير مثل بابا أو أنا لا أكره الدواء أو المعلمة تحبني كثيراً ، كل هذه العبارات هي أمثله لإنكار الواقع إنكاراً يحمي به الطفل نفسه ضد عجزه وقلة حيلته واعتماده على غيره.
-تقييد الأنا
مثل ذهاب الطفل لحفلة هو يرتدي أجمل الملابس ويتنمر عليه أحد الأطفال وينتقد ملابسه، ومنذ ذلك اليوم صار الطفل يكره الحفلات ولا يتردد عليها.
-دفاع التعيين بالمعتدى
يتم من خلاله السيطرة على القلق مثال ذلك طفل صغير تألم من خلع أحد أسنانه قد يلعب مع أخته بأن يمثل دور الطبيب ويجعلها تمثل دور المريضة.
-الدفاع بالإيثار
هو شكل من أشكال الإيثار، طفلة تعشق الملابس الجديدة، وفي نفس الوقت ترغب في أخ أو أخت لها للعب معها، فقالت لها أمها مازحة :”إننا لا نستطيع أن نأتي لك بأخوات وملابس في الوقت نفسه فهذا مكلّف، فإما هذا وإما ذاك”، وكبرت الطفلة ولم تتزوج وامتهنت تربية الأطفال، وصارت تدافع عنهم أمام آبائهم كلما أرادوا ملابس جديدة.