في إحدى أمسيات شهر نوفمبر المظلمة عام 1895، حيرت فيلهلم كونراد رونتجن شاشة فلورسنت في مختبره كانت تتوهج دون سبب واضح وبدا أن تجربة رونتجن حول كيفية انبعاث الضوء من أنابيب أشعة الكاثود تؤثر على شيء لم يكن جزءًا من الدراسة.
استغرق الأمر أسابيع قضاها في الأكل والنوم في مختبره لتحديد سبب هذا التوهج الغامض وهو الاكتشاف الذي ارتبط به اسم رونتجن طوال الوقت، والذي أكسبه أول جائزة نوبل في الفيزياء عام 1901.
سُميت اكتشافات رونتجن لشكل جديد من أشكال الطاقة باسمه لاحقًا، لكنه فضل دائمًا مصطلح الأشعة السينية وفي سلسلة من التجارب اكتشف رونتجن أن الأشعة السينية يمكنها أن تقطع مسافات تصل إلى أمتار، ويمكنها أن تمر عبر مواد مثل الورق المقوى والخشب والألمنيوم دون عوائق، ولكنها لا تستطيع المرور عبر مواد أكثر كثافة مثل الرصاص، وربما العظام بشكل أكثر وضوحًا.
كانت الصور الصارخة لأولى صور الأشعة السينية التي التقطها رونتجن، وخاصة صورة شبحية ليد زوجته آنا بيرثا، حيث كانت العظام وخاتم في إصبعها الثالث مرئيين بوضوح، لها تأثير عميق في جميع أنحاء العالم.
ظهرت تقارير وصور تجارب رونتجن في كل صحيفة ومنشور علمي تقريبًا وأدرك الأطباء على الفور أن هذه التقنية التصويرية الجديدة يمكن أن تساعدهم في النظر داخل جسم الإنسان دون جراحة، وفي غضون أسابيع كانوا يستخدمون الأشعة السينية لتشخيص كسور العظام، وتحديد الرصاص المدفون وتحديد أسباب الشلل.
بالنسبة لرجل معروف بكونه هادئًا ومنعزلًا، بدا الاهتمام العالمي الفوري الذي حظي به رونتجن واكتشافاته أمرًا مثيرًا للسخرية، ولكن هذا كان بفضل سمة أخرى من سماته. تمكن الباحثون في جميع أنحاء العالم من إجراء التجارب على الأشعة السينية حيث رفض رونتجن تسجيل براءة اختراع لاكتشافاته، مقتنعًا بأن "اختراعاته واكتشافاته تنتمي إلى العالم بأسره".