دندراوى الهوارى

سحل إسرائيليين فى شوارع هولندا ضريبة موجعة يدفع ثمنها بنيامين نتنياهو!

الأحد، 10 نوفمبر 2024 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الأحداث الدامية فى شوارع أمستردام ضد إسرائيليين، مؤشر قوى معبر عن ارتفاع منسوب الغضب والكراهية فى نفوس الغالبية العظمى من شعوب العالم بشكل عام، والشعوب العربية بشكل خاص، سخطا على ما يحدث من جرائم بربرية لا مثيل لها فى التاريخ، ضد الفلسطينيين فى غزة. 

الأحداث دليل قاطع وعملى لا يحتاج لقريحة العباقرة فى التحليل السياسى، وعلم النفس، على أن رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو وصقوره المتطرفين، نثروا بذور الكراهية، فى صدور الشعوب العربية وغيرها من الشعوب الحرة الرافضة للمذابح فى غزة، لتنبت أشجار الغضب والسخط، وتطرح ثمار الكراهية، وتغذى روح الانتقام!

وليعلم بنيامين نتنياهو وصقوره المتطرفون، أن المذابح والجرائم البشعة، مستحيل أن تسقط بالتقادم، ولكن ستظل الدماء المسالة، فى غزة وغيرها بنزينا يشتعل ذاتيا، مهددا بحرق الأخضر واليابس، وأن التلذذ فى ارتكاب جرائم القتل بوحشية، سيتحول إلى علقم يحول حياة الإسرائيليين لمرار، طعمه أمر من الصبار، وكابوس يطارد الإسرائيليين فى منامهم!

الأحداث لفتت الأنظار بقوة على أن أوروبا قد ضاقت ذرعا من الجرائم الإسرائيلية، وأن الشعوب الأوروبية انقلبت على إسرائيل واستفاقت من خمر الخداع الذى مورس عليها وإظهار حقيقة من هو الظالم ومن هو المظلوم، فتحول التعاطف الدولى لصالح الفلسطينيين الذين تُرتكب ضدهم كل الجرائم غير الإنسانية، ويا للعجب، فى الوقت الذى تحولت فيه مشاعر الشعوب إلى التعاطف مع الفلسطينيين، نجد الحكومات تساند وتعضد إسرائيل فى جرائمها، ولا تسأل عن الديمقراطية واحترام إرادة الشعوب، فالسؤال ينكأ جراحا مزمنة! 

الأغرب أن بنيامين نتنياهو وصقوره المتطرفين، يحاولون توظيف أحداث أمستردام لمصلحتهم، بادعاء المظلومية، وأن أوروبا أحيت العداء للسامية، وأن انتفاضة الشعوب الأوروبية ضد إسرائيل منذ بدء الحرب البربرية فى غزة واتساع دوائرها لتصل إلى لبنان، وقلب طهران، لم تعرف مثلها تل أبيب منذ جرائم النازية - حسب وصف نتنياهو وحكومته - ومن ثم دشنوا خطط ابتزاز الإدارات والحكومات الأوروبية، ووضعهم تحت مقصلة الاتهام المطاط «معاداة السامية».

ولعل العرب قد رأوا بأم أعينهم، وسمعوا بأذانهم هتافات الإسرائيليين فى أمستردام، الفرحة بقتل الأطفال والنساء والشيوخ، وهدم المدارس والمستشفيات ومحطات المياه، ورددوا عبارات الدعم للجيش الإسرائيلى ليرتكب المزيد من القتل فى حق العرب جميعا، وهو مؤشر يؤكد أن العرب من المشرق للمغرب ومن المحيط للخليج، جميعهم تحت التهديد والوعيد الإسرائيلى بالقتل والزوال من فوق الأرض!

ما حدث فى أمستردام متوقع، ويؤشر إلى أن المستقبل يحمل سيناريوهات صادمة ومعقدة، فبجانب النار المشتعلة فى الصدور مما يحدث فى غزة وجنوب لبنان، فإن الفارين والهاربين من مناطق الموت، سيكونون قنابل موقوتة، تنفجر فى أى بقعة من بقاع العالم يتواجد فيها إسرائيليون، وهى نتاج لسياسة الغطرسة، وتعطش نتنياهو وحكومته للدماء، ومحاولة العيش فى وهم تنفيذ أحلام توسعية استعمارية قديمة، لا يمكن أن تتحقق فى الواقع الحالى!

كنت قد كتبت مقالا منشورا هنا فى هذه المساحة، يوم 29 أكتوبر 2023 أى منذ عام، بعنوان «حكومة نتنياهو تعيد شحن بطاريات الكراهية.. ودماء غزة تُلحق بإسرائيل خسائر فادحة» حذرت فيه من اشتعال نار الكراهية فى صدور الأجيال الجديدة، وأن منسوب الكراهية الذى كان قد انخفض إلى حد التلاشى، خاصة فى العقدين الأخيرين، عاد وارتفع للذروة بعد إعلان الحرب البربرية على قطاع غزة، ومشاهد القتل والتهجير تدمى القلوب، وأن الأمر فى هذه الحرب مختلفة عن سابقتها، فالصورة سيدة المشهد، وأن التوثيق صار أمرا يسيرا مع تقدم التكنولوجيا فى النقل والبث اللحظى!

قلت فى المقال نصا: «حكومة بنيامين نتنياهو، فقدت بوصلة العقل والمنطق، أو القدرة على قراءة المشهد وتقدير الموقف سياسيا ودبلوماسيا، لردة الفعل العنيفة بالتصعيد عسكريا على غزة، وكأنها تنظر تحت أقدامها فقط، دون النظر سنتيمترا واحدا للمستقبل».

وأوضحت أيضا أن القرارات النابعة من مشاعر غاضبة، ومتصادمة مع الحنكة والحكمة والعقل والمنطق، مثل قرار إعلان الحرب على قطاع غزة وبشكل وحشى، عزز - من جديد - مشاعر السخط والغضب فى صدور الشعوب العربية، وأعاد الأمور إلى «المربع صفر»، فبينما الأجيال الجديدة لم تضع - من بين مقدمة أولوياتها - قضية الصراع العربى الإسرائيلى، بفعل عوامل الزمن، من ناحية، والهدوء النسبى رغم هشاشته، وسياسة ضبط النفس ومحاولة الجنوح نحو السلام، ومحاولات إعادة العلاقات الطبيعية بين الشعب الإسرائيلى وشعوب المنطقة من ناحية أخرى، جاءت القرارات الغاضبة بالحرب البربرية، لتوقظ الشعور القومى لدى الأجيال العربية الجديدة ووضع القضية الفلسطينية فى بؤرة اهتماماتهم.

ويمكن القول - فى قوالبه المختلفة، سواء قالب الحكمة والعقل والمنطق، أو قالب الدبلوماسية، أو حتى قالب المشاعر - إن حكومة بنيامين نتنياهو، بحربها الوحشية على قطاع غزة، نجحت بجدارة فى إعادة شحن بطاريات الكراهية من جديد فى صدور الأجيال الجديدة، وأوقفت قطار رغبتها فى إعادة العلاقات الطبيعية مع الشعوب، ومع كل ساعة تمر على هذه الحرب، يرتفع منسوب السخط والغضب فى صدور الشعوب العربية من مخطط محاولة تصفية القضية وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم.

ما أكدناه فى مقالنا المنشور منذ أكثر من عام، تحقق حرفيا، وما أحداث أمستردام إلا بداية لسيناريوهات أكثر سوءا، إن لم يسارع نتنياهو وحكومته بإيقاف الحرب والرضوخ لقواعد العقل والمنطق، وأن السلام هو اختيار الضرورة!










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة