شتاء صعب أمام غزة (2).. مليون شخص مهدد بالموت جراء البرد والجوع.. تحذيرات من عدم توفر غاز الطهى والفحم والأخشاب وتعرض آلاف الأطفال وكبار السن والمرضى فى الشمال للخطر.. 2 مليون فلسطينى يعيشون فى 30 كيلو مترا فقط

الأحد، 10 نوفمبر 2024 07:00 م
شتاء صعب أمام غزة (2).. مليون شخص مهدد بالموت جراء البرد والجوع.. تحذيرات من عدم توفر غاز الطهى والفحم والأخشاب وتعرض آلاف الأطفال وكبار السن والمرضى فى الشمال للخطر.. 2 مليون فلسطينى يعيشون فى 30 كيلو مترا فقط مخيمات النازحين
كتب أحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

** فلسطيني مقيم على أنقاض بيته: غطيت السقف بصاج ومياه الأمطار تدخل منزلي وملابسنا الشتوية لم تعد صالحة

** رئيس بلدية رفح: الخيام صنعت من البلاستيك والنايلون ومع مرور هذا الصيف ذابت أغلبها

** نازح بالجنوب: أعيش داخل خيام لا تصلح للحياة ولا نستطيع شراء القماش لإصلاحها

** مدير العلاقات العامة ببلدية غزة: ننتظر إدخال المعدات والأدوات اللازمة لصيانة بركة الرضوان 

** رئيس بلدية دير البلح: 250 ألف نازح يقيمون خيامهم أمام شاطئ البحر وفي الوديان

 

على مدار 13 شهرا لا تتوقف فيه آلة الحرب الإسرائيلية ضد سكان غزة، القطاع الذي كان يشتهر بمناطقه التاريخية وشواطئه الجميلة لمدينة من الأشباح، كان سكان القطاع ينتظرون الشتاء من العام للعام، الآن أصبحوا يتمنون لو أن تنشق الأرض وتبتلعهم خوفا من الأهوال التي سيعيشونها مع قدوم فصل الشتاء واهتراء الخيام ونقص الطعام والأدوية، وغرق العديد من الشوارع التي هي بالأساس مدمرة وأصبحت عبارة عن كومة من الأنقاض.

"فصل الشتاء فصل جميل وكلنا نتمنى المطر يسقط لأنه يسقى الزرع والأرض لكن في حالتنا الوضع أصبح صعبا"، هنا يشرح عبد الغني الشامي كيف تحول الشتاء الجميل في غزة بفعل العدوان الإسرائيلي إلى كابوس، قائلا :"ما زلنا في بيوتنا رغم أنها مدمرة ونسكن في شبه مباني ولكننا أفضل من غيرنا الذين يعيشون في الخيام يكفى أن هناك جدران تسترنا رغم أن السقف مهدوم والجدران أغلبها بها ثقوب، لكن وضعنا أفضل من الخيام، وأنا أعيش في الدور الأخير ووضعت صاج فوق السطح، ولكن هذا لا يمنع تسرب مياه المطر داخل الشقة لأن الإغلاق ليس كامل والجدران مثقوبة وحال كان المطر شديد يدخل داخل الشقة".

مخيمات النازحين أمام البحر
مخيمات النازحين أمام البحر

معاناة مواطن فلسطيني يقيم على أنقاض منزله مع حلول الشتاء

ويواصل عبد الغني الشامي حديثه عن مأساة أسرته مع حلول فصل الشتاء، قائلا :"كل الشبابيك والأبواب والزجاج مكسرة بسبب شدة القصف ولا يوجد أي شباك عليه زجاج أو مغلق، والطقس يكون قارس في المنزل، والمطر يؤذينا ويدخل الفراش وكأننا نعيش تحت خيمة، ولكن الجدران تسترنا فقط، كما أن البرد يحتاج ملابس خاصة في الشتاء ومع القصف أغلب الملابس الشتوية أصبحت غير صالحة ولذلك من الصعب بعد أكثر من عام على العدوان ارتدائها، ولا يوجد أي دخل ثابت أو أموال كي نشترى أي ملابس شتوية".

هناك معاناة أخرى يعيشها سكان غزة خلال فصل الشتاء متعلقة بعدم توافر غاز الطهي، واضطرارهم إشعال النيران لطهي الطعام، ولكن الرياح في الشتاء تطفئ بشكل متكرر هذه النيران ويصبح من الصعب إشعال الحطب، وهنا يقول عبد الغني الشامي :"الشتاء يؤثر علينا سلبيا لأنه لا يوجد غاز طبيعي لدينا لطهى الطعام، ونوقد النيران لطهي الطعام وإشعال النيران يكون صعب في الشتاء وهذه أبرز المخاوف ونتمنى وقف إطلاق النار كي نستطيع ترميم منزلنا، ولكن علينا الآن أن نتحمل فصل الشتاء بكل ظروفه الصعبة".

مخيمات النازحين أمام الشواطئ
مخيمات النازحين أمام الشواطئ

مخاوف من مضاعفة أعداد الشهداء من جراء البرد والسيول

تحدثنا مع الدكتور أحمد الصوفى رئيس بلدية رفح الفلسطينية، حول مأساة النازحين الفلسطينيين في غزة مع حلول الشتاء، ليؤكد أن الوضع كارثي من جميع النواحي وخاصة في الشتاء الذي يهدد مليون نسمة بالموت من جراء البرد والجوع والمرض الذي يعانى منه القطاع منذ بداية العدوان الإسرائيلي.

ويضيف رئيس بلدية رفح الفلسطينية، في تصريح لـ"اليوم السابع"، أنه إذا لم يتحرك العالم من أجل إنقاذ أهالى غزة مع حلول فصل الشتاء، فإننا مقبلون علي مضاعفة أعداد الشهداء من جراء البرد والسيول التي ستجرف خيام النازحين مع سقوط الأمطار الغزيرة.

ما تحدث عنه الدكتور أحمد الصوفى، يتقارب بشكل كبير مع ما تحدث به معنا، المواطن الفلسطيني، صبحي الشاويش، والذي يعيش في خيمة جنوب القطاع، مع أكثر من مليون ونصف فلسطيني، والذي كشف هو الأخر عن حجم المعاناة الصعبة التي يعيشها داخل الخيام مع حلول فصل الشتاء، قائلا إنه يعيش داخل الخيام لا تصلح للحياة الحيوانية وليس فقط الآدمية، وهذا الحال منذ أكثر من عام، ومر الشتاء الماضي بالكامل عليهم وكان صعبا للغاية لأن هذه الخيام صنعت من البلاستيك والنايلون والشوادر والقماش ومع مرور هذا الصيف ذابت أغلب تلك الخيام.

90 % من الخيم لا تصلح للحياة أو تستر الأطفال ونساء

ويضيف "الشاويش"، في تصريحات خاصة لـ"يوم السابع"، أن بعض الخيام يتم تغطيتها لتستر الأسر، ولكن 90 % من الخيم لا تصلح للحياة أو تستر الأطفال ونساء، ونسبة كبيرة من المرضى والأطفال والنساء وكبار السن يعيشون في تلك الخيام التي ذابت، ولا يتوافر شوادر ولا خيام في قطاع غزة في الفترة الراهنة، وخلال الفترة الماضية أمطرت السماء مرتين، و90% من الناس غرقت خيامهم ولا يوجد شئ يسترون به أنفسهم، وعطلت هواتفهم واللاب توب وأجهزتهم الكهربائية بعد دخول مياه الأمطار خيامهم".

وبشأن استعدادات الفلسطينيين للشتاء الحالي يقول صبحي الشاويش: "نحن مقبلون على كارثة إنسانية، والسكان ليس لديهم القدرة المادية على شراء أي شئ يسترهم في الشتاء، وإذا لم يتم توزيع مساعدات من مؤسسات دولية، فلن يستطيع سكان غزة شراء النايلون والقماش لإصلاح خيامهم في الشتاء، كما أن ملابسنا ذابت وخشب الخيام تكسرت، وهو ما يعني أننا سنعيش شتاء سئ خاصة أن كل التوقعات تؤكد أن هذا الشتاء سيكون أكثر شتاء من حيث سقوط الأمطار".

مخيمات النازحين في شواطئ خان يونس
مخيمات النازحين في شواطئ خان يونس

آلاف الأطفال وكبار السن والمرضى معرضون للوفاة في شمال غزة

خلال الأسابيع الماضية، أصدرت لجنة حماية المرأة والطفل بوزارة التنمية الاجتماعية الفلسطينية، نداء استغاثة للمجتمع الدولي بشأن قرب فصل الشتاء، مؤكدة أن آلاف الأطفال وكبار السن والمرضى معرضين في شمال غزة للوفاة بسبب البرد المصاحب لفصل الشتاء لعدم توفر وسائل التدفئة.

وقالت خلال المنشور الذي اطلع عليه "اليوم السابع"، إن كل لحظة تمر تزيد من معاناة سكان غزة وتعرض حياتهم للخطر، وفي ظل الظروف القاسية التى يواجهها السكان نتيجة الحرب، نحذر من عدم توفر غاز الطهي والفحم والأخشاب ومشتقات الوقود مما يعرض آلاف الأطفال وكبار السن والمرضى في محافظتي غزة والشمال لخطر الموت بسبب البرد وعدم توفر وسائل التدفئة.

457066953_451170403985992_1462497267434101546_n

وزارة التنمية الاجتماعية شمال غزة

وخلال المنشور أكدت وزارة التنمية الاجتماعية الفلسطينية، أن الوضع يتفاقم بسبب الدمار الواسع الذي لحق بالمنازل، حيث إن العديد من الأسر تعيش في الخيام ومراكز الإيواء وهناك من يعيش بدون مأوى، والعديد من الأسر استخدمت الأخشاب الموجودة لديهم من قطع الأثاث المنزلي كوقود للطهي في ظل عدم توفر أي وسائل أخرى بعد أكثر من عام من الحرب والحصار، مطلقة نداء إلى كافة المؤسسات لضرورة العمل على إدخال غاز الطهي ومشتقات الوقود المختلفة ووسائل التدفئة الأخرى خوفا من وقوع كارثة إنسانية.

ذوبان بعض الخيام قبل حلول الشتاء أمام شواطئ غزة

لا يختلف الأمر كثيرا مع المواطن الفلسطيني، عاهد الريس، الذي يعيش في خيمة أيضا بحر خان يونس في منطقة المواصي، والذي يؤكد أن تلك المنطقة تتعرض لرياح شديدة وأمطار غزيرة في فصل الشتاء وهو ما يزيد من صعوبات الحياة عليه وعلى أسرته داخل الخيام التي يعيشون فيها.

يقول "الريس" لـ"اليوم السابع"، إن الخيمة التي يعيش فهيا  شاطئ البحر، بعد أن نزحت أسرته لتلك المنطقة، كما طلب جيش الاحتلال من الفلسطينيين الذهاب لتلك المنطقة، متابعا أن تلك المنطقة تعرضت قبل أيام لمنخفض خفيف ورياح كادت أن تجعل الخيام تطير في الهواء، بجانب دمار بعض الخيام التي ذابت بفعل أشعة الشمس في الصيف ولم تعد تصلح للعيش في الشتاء ولا يوجد شوادر ولا أشياء تحمى النازحين من الشتاء والأمطار.

مخيمات النازحين
مخيمات النازحين

165 ألف متر طولى من شبكات المياه الصرف الصحي والأمطار المتضررة في غزة

من جانبها تسعى عدد من البلديات لمحاولة السيطرة على الأمور ومواجهة أمطار الشتاء لمنع غرق الخيام، وهو ما يؤكده المهندس عاصم النبيه مدير العلاقات العامة ببلدية غزة، الذي يؤكد أن أوضاع شبكات الصرف الصحي في المدينة صعبة للغاية، وهناك 165 ألف متر طولى من شبكات المياه الصرف الصحي والأمطار المتضررة في مدينة غزة وهذا يؤثر بشكل مباشر على عمليات تصريف مياه الأمطار والصرف الصحي في المدينة، بجانب أضرار في كل مضخات الصرف الصحي الثمانية الموجودة في مدينة غزة.

ويشير عاصم نبيه، في تصريحات لـ"اليوم السابع"، إلى أن المهندسين والطواقم الفلسطينية أجرت عملية صيانة أولوية ومؤقتة لمعظم هذه المضخات لكن لا زالت الشبكة متضررة وبعض هذه المحطات فيها أضرار، قائلا: "هناك خطر يهدد المواطنين بسبب غرق بركة الشيخ رضوان بمياه الصرف الصحي والعادمة وهذه البركة معدة لتجميع مياه الأمطار وعادة تكون في هذه الأوقات فارغة لاستقبال مياه الأمطار، ولكنها في هذه الأوقات شبه ممتلئة ونحتاج لتدخل عاجل لتصريف هذه المياه لكن هناك أضرار في الخط الرئيسي الناقل لهذه البركة".

ويوضح مدير العلاقات العامة ببلدية غزة، أن هناك مشروع بالفعل لصيانة هذا الخط وننتظر إدخال المعدات والأدوات اللازمة لصيانة هذا الخط، حيث إن عدم صيانة هذا الخط وتهيئة وتفريغ البركة يعني تهديد حياة المواطن بطفح هذه البركة في أول موسم قريب للأمطار.

وحول الإجراءات التي اتخذتها البلدية للسيطرة على الأمور يقول: "نحن خاطبنا ونخاطب الجهات الدولية والأمم المتحدة وكل المؤسسات العامة بضرورة التدخل العاجل من أجل إدخال المستلزمات والأدوات المهمة لصيانة الخطوط والمحطات وكذلك إدخال الآليات الثقيلة وكميات كافية من الوقود والمعدات اللازمة لتشغيل هذه المرافق الحيوية، حيث إن التأخر في إدخال هذه الأدوات والمستلزمات يجعل تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين صعبا للغاية ويعطل حياة الموطنين خاصة مع استمرار الحرب لأكثر من عام".

رغم علم سكان قطاع غزة خطوة وضع خيامهم في أماكن شاطئية مع حلول الشتاء، إلا أنهم اضطروا لوضعها في هذا المكان رغم احتمالية تعرضهم للغرق، ولكن بالتأكيد هناك أسباب دفعتهم لاتخاذ هذه الخطوة واللجوء لتلك الأماكن، وهو ما يكشفه دياب الجرو رئيس بلدية دير البلح، والتي استقبلت أغلب النازحين من مدينة رفح الفلسطينية، حيث يؤكد أن كثير من النازحين وبسبب ضيق المساحة التي ادعى الاحتلال أنها إنسانية وآمنة وتشكل ما يقرب من 11 % من قطاع غزة أي حوالي 30 ميلو كتر مربع من مساحة غزة بالكامل والبالغة حوالي 360 كيلو متر والتي كان يتواجد بها هؤلاء الناس اضطروا للذهاب لشواطئ غزة لإقامة خيام فيها.

دعوات بضرورة توفير شوادر وخيام ونايلون للتغلب على صعوبة فصل الشتاء

ويضيف رئيس بلدية دير البلح، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن أكثر من 2 مليون فلسطيني كانوا يتواجدون في كامل هذه المساحة من قطاع غزة ورغم ذلك كان العالم ينظر لتلك المنطقة على أنها الأكثر ازدحاما حول العالم فكيف اليوم وهناك 2 مليون فلسطيني أجبرهم الاحتلال على التواجد في شريط ضيق لا تتجاوز مساحته الكلية 30 كيلو متر مربع، فما كان من هؤلاء الناس إلا أن يضعوا خيامهم في أي مكان يجدونه فارغا .

"بعض النازحين وضعوا خيامهم على الشاطئ فكانت أمواج البحر تضرب في خيامهم، وبعض النازحين وضعوا خيامهم في الأودية ومصاب الأودية وهؤلاء الأهالى تزداد خطورة تواجدهم مع اقتراب الشتاء والمد والجزر في البحر وارتفاع أمواجه"، هنا يشرح دياب الجرو خطورة طقس الشتاء على الآلاف من النازحين وإمكانية تعرضهم للغرق بسبب الأمطار الغزيرة، موضحا أن الخيم الموجودة على شاطئ البحر معرضة للغرق الكامل مع ارتفاع أمواج البحر في فصل الشتاء ومن وضعوا خيامهم في مجرى ومصاب الأودية معرضون أيضا للهلاك المحقق إذا ما بقيت خيامهم خلال فصل الشتاء في هذه الأماكن .

ويؤكد أن الأسر المتواجدة في هذه الأماكن قريبة من 250 ألف نازح، ومطالبين الآن بإخلاء تلك المناطق والنزوح لمناطق أكثر أمنا من ناحية فصل الشتاء وليس الأمن الكلى في ظل ما يتعرضون له من جانب الاحتلال الإسرائيلي، لافتا إلى أن هناك 100 ألف خيمة قد تهالكت وبحاجة إلى تغيير.

وفي ختام حديثه يوجه دياب الجرو رسالة للعالم قائلا :" رسالتنا للعالم وكل العاملين في قطاع الإنساني أن انقذوا الإنسانية في قطاع غزة، وانقذوا هؤلاء الأهالى المعرضين للخطر الحقيقي والموت المحقق إذا ما بقوا في أماكنهم في فصل الشتاء ومعرضون للغرق وكذلك من تهالكت خيامهم معرضون للموت بسبب مياه الأمطار وبرودة الشتاء، ويجب توفير لهؤلاء ما يحتاجونه من شوادر وخيام ونايلون من أجل التغلب على صعوبة فصل الشتاء والتي تنذر هيئة الأرصاد الجوية أن الشتاء القادم هو أكثر مواسم الشتاء شدة ولم يمر مثله على المنطقة منذ 30 عاما، وهنا يجب أن تدخل المجتمع الدولي من أجل إنقاذ هؤلاء النازحين التي كفلت لهم كل الأعراف والمواثيق الدولية بتوفير حياة كريمة لهم والحماية والغوث وإعانة ولكن في ظل وجود احتلال مجرم وظالم لا نتمكن أن نقوم بالواجب الإنساني والخدمى تجاه هؤلاء الأهالي".

495 ألف شخص يواجهون مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد بالمرحلة الخامسة

وفي 6 أكتوبر الماضي، أصدر الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، تقريرا يكشف فيه حجم المجاعة وسوء التغذية الذي يهدد صحة سكان غزة خاصة النساء والأطفال، موضحا أن 2.15 مليون إنسان في غزة يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد حتى سبتمبر 2024، من بينهم حوالي 49300 امرأة حامل، حيث يواجه أكثر من 495 ألف شخص مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد بالمرحلة الخامسة منهم 11 ألف امرأة حامل، و3500 طفل معرضون للموت بسبب سوء التغذية ونقص الغذاء، كما استشهد 36 طفلا نتيجة المجاعة وسوء التغذية.

تقرير الجهاز المركزى للإحصاء الفلسطيني
تقرير الجهاز المركزى للإحصاء الفلسطيني

كما كشف تقرير الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، حجم التدمير الذي لحق بشبكات الطرق والكهرباء في غزة والذي يزيد من معاناة السكان في القطاع مع حلول الشتاء، مؤكدا أن 65% من إجمالي شبكات الطرق تم تدميرها، ما يؤثر على الوصول إلى المرافق الصحية وأماكن الإيواء، ووصول المرضى إلى المستشفيات، هذا الشلل في حركة التنقل بين المدن عزل المجتمعات وضاعف من مشاعر الخوف وانعدام الأمن، وهناك 1,100 كيلومتر من الطرق المدمرة، و350 كيلومترا من الطرق المتضررة بشدة، و1,470 كيلومترا من الطرق المتضررة بشكل معتدل، كما أن ما يقرب من 65٪ من إجمالي شبكة الطرق قد تضررت.


وأشار التقريرـ إلى تدمير البنية التحتية مثل شبكات الكهرباء وشبكات الهاتف المحمول، والمخابز، ومخازن الأغذية بالكامل، ما أدى إلى تقييد الوصول إلى الموارد الأساسية مثل المياه والغذاء بشكل كبير، وهو أدى هذا إلى تحويل قطاع غزة إلى واحدة من أكثر المناطق جوعا على مستوى العالم وتحول الطعام إلى حلم بعيد وأصبح الحصول على لقمة العيش كفاحا مريرا، بينما تنتهي الأجساد إلى الضعف والهزال في سجن مكتظ بالسكان بسبب الحدود المغلقة.

البنية التحتية في غزة أصبحت صفر

هنا يتحدث الصحفي الفلسطيني المقيم في شمال غزة، عماد زقوت، عن الأوضاع المأساوية التي يعيشها سكان غزة في ظل اكتظاظ المخيمات بالنازحين، وعودة بعض السكان لمنازلهم المدمرة، في ظل أجواء مناخية صعبة يعيشها القطاع مع حلول الشتاء، موضحا أنه بعد أكثر من عام من الحرب الإسرائيلية التدميرية استهدفت قطاع غزة بكل مكوناته من بنى تحتية التي أصبحت صفر، بعدما تم تدمير كل البني التحتية من شوارع وشبكة كهرباء وشبكة اتصالات وإنترنت وأبار مياه وكل شيء تم تدميره.

ويضيف الصحفي الفلسطيني المقيم في شمال غزة، في تصريح لـ"اليوم السابع" من شمال القطاع، أن الوضع في شمال غزة أصبح صعبا للغاية، بعدما استهدف الاحتلال المعابر وعمل على تقسيم قطاع غزة إلى شمال وجنوب، وأصبحت عشرات آلاف العائلات التي كانت تسكن في شمال ووسط قطاع غزة، تسكن في الجنوب الذي يوجد به ما يقرب من مليون و700 ألف مواطن يتواجدون الآن في جنوب قطاع غزة في خيام ومدارس النزوح ومراكزها والوضع صعب بشكل كبير للغاية خاصة مع حلول الشتاء والطقس القارس والأمطار الغزيرة.

ويوضح "زقوت"، أن العائلات التي تبقت في شمال القطاع أكثر من 600 ألف مواطن فلسطيني معظمهم يتواجدون في مراكز النزوح وفي خيام ومنازل كلها دمرت ولكنهم يتواجدون فيها، وهؤلاء يعانون كثيرا في ظل المناخ الصعب في الشتاء، لافتا إلى أن الاحتلال تعمد أيضا تدمير القطاع التعليمي سواء مدارس أو جامعات التي أصبحت إما مدمرة أو مراكز تأوي نازحين، بالإضافة إلى تدمير القطاع الزراعي خاصة أن آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية تم تجريها وتجريفها وتدميرها، بالإضافة إلى تدمير المرافق الزراعية والمحال التجارية والأسواق، وهو ما يزيد من معاناة سكان القطاع.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة