في جريدة الجمهورية وفي صفحة السينما التي كان يحررها الناقد الكبير الراحل سمير فريد، نشر الخبر الآتي بتاريخ 20 يوليو 1987، اجتماع بين دكتور يوسف والي ووفد من النقابات الثلاثة، اجتمع الدكتور يوسف والي الأمين العام للحزب الوطني مع وفد من النقابات الثلاثة واستمع إلى وجهة نظرهم في تعديل قانون النقابات وصرح الدكتور والي عقب الاجتماع أن أحدا لا يستطيع أن يفرض شيئاً على الجمعيات العمومية للنقابات المهنية عامة وليس الفنية فقط.
تكون الوفد من جلال الشرقاوي وسعد اردش وتحية كاريوكا وسعاد حسني وفاطمة مظهر ومحمد خيري ومحمد جبريل ومحمد فاضل واحمد الحريري ومحرم فؤاد وماهر العطار وسيد الملاح ومنير الوسيمي.
وبصرف النظر عن إحترام الأمين العام لكلمته أو وعده فأن دلالة الموقف نفسه لمن يتأمل حالنا اليوم تعطينا شعوراً عظيما بالتراجع والعجز عن الفعل والتأثير..هذا تجمع نادر من الفنانين يتركون فنهم من أجل التوحد حول موقف سياسي واضح لا يسعون إلي صدام ولكن إلي فهم ديمقراطي في حقهم لإدارة مؤسساتهم وحرص حتى لو كان شكليا من مؤسسات الدولة على التواصل ومحاولة إيجاد حلول إدراكاً لأهمية القوى الناعمة المصرية وأن تجاهل الثقافة والمثقفين أمر مشين لا يجب أن تتورط فيه أي إدارة وطنية تبحث عن مستقبل أفضل لبلد لا فائدة من إهدار عقوله و طاقاته وابداعته الهادفة إلي خيره وانطلاقته.
وكان هناك عدد من أعضاء مجالس النقابات قد تقدموا باستقالتهم إحتجاجا على تعنت النقيب وإصراره على إجراء الإنتخابات طبقاً للقانون المعيب وهم إيهاب الليثي ومحمد فاضل وفريدة غرمان بنقابة السينمائيين ومحمد وفيق وعبد العزيز مخيون وفهمي الخولي بنقابة المهن التمثيلية وأحمد شفيق وأبو عوف وصلاح عرام وفؤاد الشربيني بنقابة الموسيقيين.
وبالطبع لم تفلح كل هذه الخطوات، الأمر الذي أدى إلى إعتصام ثم إلي إضراب عن الطعام الأمر الذي أحدث دويا إعلامياً ضخما دفع الدولة إلي تكليف وزيرين بالذهاب الي مكتب الأستاذ مكرم محمد أحمد وانهاء الأمر بما لا "يحرج" الدولة وفي نفس الوقت بوعد التغيير والأهم بإبطال ترشيح سعد الدين وهبة لمنصب النقيب وتأجيل الإنتخابات التي كانت على وشك الإجراء..وتم إرضاء سعد وهبة بعد ذلك عندما أصبح فاروق حسني وزيرا للثقافة بتعينه رئيساً لمهرجان القاهرة السينمائي اختطافا من جميعة أهلية كانت تديره برئاسة كمال الملاخ وهو الأمر الذي أستمر حتى الآن فلا نعلم كيف تدير وزارة الثقافة كما يحلو لها مهرجان اسسته جمعية أهلية وأعتقد أنها إداريا وماليا ما زالت هى المسئولة عنه!
ما علينا تأملوا قبل أن نغادر الاعتصام بعض كواليسه
تلقى الفنانون المعتصمون برقية عاجلة من سعيد صالح الذي يرقد فوق فراش المرض بعد إجراء جراحة دقيقة قال فيها معكم حتى الموت.
الفنان أحمد زكي توجه مباشرة بعد عودته من مهرجان موسكو إلي نقابة السينمائيين وقال في ندوة أدارها محمد فاضل، هذه أول مرة يتم فهيا الاعتصام في النقابات الفنية والموقف جديد علينا ولكننا نشكر القانون الجديد لأنه استطاع أن يجمعنا لقد اعتصمت في نقابة السكة الحديد من أجل الحوافز ولكننا نعتصم هنا من أجل حضارة وفن وسمعة وطن !!
وقال عمار الشريعي : إن هذا الصراع الاول من نوعه في التاريخ بين حرية الفنانين واحترامهم للقانون وبين المتلاعبين بالقانون علينا أن نثبت للشعب المصري أن الفنانين هم الضمير الحي للوطن!
في صباح الجمعة 7 اغسطس بدأ الإجتماع بحضور السيد أحمد سلامة وزير الحكم المحلى والدكتور أحمد هيكل وزير الثقافة ثم إنضم وفد النقابات السينمائية الثلاثة محمد فاضل وجلال الشرقاوي وتوفيق صالح ويوسف شاهين وأحمد متولى وصلاح عرام ودكتور حسين عبد القادر وحسام الدين مصطفي وفردوس عبد الحميد، وأصدر المجتمعون البيان التالي: بناءاً على الإجتماعات المشتركة التي تمت أمس واليوم والتي حضرها السيد الدكتور أحمد هيكل وزير الثقافة والسيد احمد سلامة وزير الحكم المحلى وبموافقة السيد رئيس الجمهورية وبتأييده تم الاتفاق على تأجيل انتخابات الإتحاد لموعد يحدد فيما بعد كما تم الإتفاق على فتح باب الحوار حول قانون يحقق صالح جموع الفنانين و بناءاً على ذلك تم التوقيع على التنازل عن القضايا جميعها وبالطبع ..فض الاعتصام وانهاء الإضراب عن الطعام وانطلقت الزغاريد في النقابة في عيد الاضحي فهل كان فعلا حلا سعيدا!؟ لنرى