ملحمة مصرية دبلوماسية من أجل فلسطين ولبنان.. القاهرة تواصل جهودها من أجل وقف الحرب على غزة وبيروت.. تدابير وقرارات ذات طبيعة سياسية لمساندة القضية الفلسطينية.. وتأكيد على مواصلة تقديم الدعم للبنان وشعبه الشقيق

الثلاثاء، 12 نوفمبر 2024 03:23 م
ملحمة مصرية دبلوماسية من أجل فلسطين ولبنان.. القاهرة تواصل جهودها من أجل وقف الحرب على غزة وبيروت.. تدابير وقرارات ذات طبيعة سياسية لمساندة القضية الفلسطينية.. وتأكيد على مواصلة تقديم الدعم للبنان وشعبه الشقيق علم مصر
كتب عبد الوهاب الجندى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يدخل العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة يومه الـ403، حيث تواصل قوات الاحتلال حصارها وحربها البرية والبحرية والجوية على القطاع، مرتكبة المئات من المجازر والجرائم، منذ السابع من أكتوبر 2023، كما تواصل عمليات التصعيد العسكري في الأراضي اللبنانية منذ شهور، وسط تحذيرات أممية ودولية من نشوب حرب إقليمية بالمنطقة، لذلك تواصل مصر جهودها الدبلوماسية والإنسانية مع كل الأطراف المعنية والدولية والإقليمية، من أجل وقف تلك العمليات العسكرية التى تهدد السلم والأمن الدوليين فى المنطقة والعالم بأكمله.

الجهود المصرية لوقف العدوان الإسرائيلي على فلسطين لم يبدأ من أكتوبر 2023، بل هو ممتد منذ عقود، حيث تعمل القاهرة على دعم تطلعات أبناء الشعب الفلسطينى فى إقامة دولتهم المستقلة على حدود 4 يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم، من خلال وضع استراتيجية ثابتة وواضحة، ولأن فلسطين جزء لا يتجزأ من الأمن القومى المصرى، ونظرا لارتباط مصر بالقضية الفلسطينية، الذى يعد ارتباطا دائما ثابتا تمليه اعتبارات الأمن القومى المصرى، وروابط الجغرافيا والتاريخ والدم مع شعب فلسطين، تبذل القيادة المصرية كل الجهود من أجل حقن دماء الشعب الشقيق، وتعمل كل المحاولات من أجل إعادة الحق لأبناء الشعب الفلسطينى.

وباعتبار مصر هى القوة الإقليمية الأكبر والمساند الأكثر فى نصرة القضية الفلسطينية، نفذت القاهرة ملحمة دبلوماسية عابرة للحدود، واتخذت تدابير وقرارات ذات طبيعة سياسية لمساندة القضية منذ نشأتها، وتمثل ذلك فى مواقف القيادة المصرية، فى المحافل والمؤتمرات الإقليمية والدولية.

وجه الرئيس عبد الفتاح السيسى، منذ اللحظة الأولى لاندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة فى السابع من أكتوبر عام 2023، بتكثيف اتصالات مصر مع جميع الأطراف ذات الصلة والأطراف الإقليمية والدولية وحتى الآن، من أجل وقف الحرب وتجنب مخاطر وخيمة للتصعيد الجارى.

ومنذ اندلاع أحداث السابع من أكتوبر، وقفت الدولة المصرية وقفة جادة وحازمة، وبذلت جهودا مكثفة من أجل وقف النزيف المستمر ومعالجة الأوضاع الإنسانية الكارثية فى غزة عبر عدة مسارات متوازية، أبرزها التصريحات التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى، وشددت على الوقف الفورى لإطلاق النار، وتنظيم قمة القاهرة للسلام، وبادرت بالجهود الحثيثة لتنفيذ هدنة إنسانية ووقف إطلاق النار بقطاع غزة، وفتح معبر رفح لإدخال المساعدات الإنسانية، وكذلك عمليات الإنزال الجوى، بالإضافة إلى المرافعة التاريخية للقاهرة فى محكمة العدل الدولية، ولم تعتمد مصر فى التعامل مع تلك الحرب من خلال الجهود الدبلوماسية والسياسية فقط لحل الأزمة، وإنما اعتمدت أيضا على قوتها الناعمة التى سيظل التاريخ يتحدث عنها للأجيال القادمة، كما استطاعت خلق رأى عام عالمى داعم لحل الدولتين، ووأد مخطط التهجير الصهيونى.

والتقى الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال حضوره القمة العربية الإسلامية في العاصمة السعودية الرياض، أمس، رئيس الوزراء اللبنانى نجيب ميقاتى، على هامش أعمال القمة العربية الإسلامية غير العادية المنعقدة بالرياض في المملكة العربية السعودية.

وصرح المتحدث باسم الرئاسة، بأن اللقاء استعرض تطورات الاتصالات الجارية مع مختلف الأطراف الدولية والإقليمية للدفع نحو الوقف الفورى لإطلاق النار بلبنان، والتطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701، وقد أكد الرئيس في هذا الصدد موقف مصر الداعم للبنان وسيادته وسلامة أراضيه، ورفض وإدانة العدوان الإسرائيلي سواء في الأراضي الفلسطينية أو لبنان، مشددا على أهمية دور المجتمع الدولى فى وقف التصعيد بالمنطقة، ومنع الانزلاق نحو حرب إقليمية ذات تداعيات كارثية على حاضر ومستقبل شعوبها.

كما أكد الرئيس السيسي مواصلة مصر تقديم جميع صور الدعم للبنان وشعبه الشقيق، حيث ثمن رئيس الوزراء اللبنانى المساندة المصرية الثابتة والراسخة للبنان، وأكد دعم جهود مصر الرامية لتحقيق السلام والاستقرار بالمنطقة.

لعبت مصر دورا بارزا فى إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، من حيث تقديم الغالبية العظمى منها، حيث ساهمت مصر فى دخول قوافل المساعدات وانتظارها عبر معبر رفح الحدودى إلى قطاع غزة وكان لها فى ذلك أهمية قصوى.

وعن الجهود الخارجية، عقد د. بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة، العديد من اللقاءات على هامش هامش القمة العربية الإسلامية بالرياض، التي عقدت الاثنين الموافق 11 نوفمبر 2024، واستعرض الوزير عبد العاطى المساعي المصرية الحثيثة لإنهاء العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة ولبنان، ووقف إطلاق النار، والسماح بالنفاذ الآمن والسريع للمساعدات الإنسانية.

كما ناقش الوزير مع المسئولين الذين التقوا بهم، سبل التعامل مع الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة وإنفاذ المساعدات الإنسانية اللازمة للتخفيف من معاناة المدنيين الفلسطينيين داخل القطاع.

الوزير عبد العاطي أعرب خلال اللقاءات التي عقدها على ضرورة العمل على الانفاذ الفوري والمستدام للمساعدات الإنسانية العاجلة للفلسطينيين في قطاع غزة، والضغط على إسرائيل لتحمل مسئولياتها تجاه المدنيين داخل القطاع وفقاً لالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني وباعتبارها قوة الاحتلال.

وأدان وزير الخارجية قرار إسرائيل الأخير بالانسحاب من الاتفاق المنظم لعمليات وكالة الأونروا، مؤكداً على أن هذه الخطوة تعتبر تصعيداً خطيراً تستهدف تصفية القضية الفلسطينية وقضية اللاجئين.

كما نوه الوزير عبد العاطي إلى ضرورة العمل على مضاعفة الاستجابة الإنسانية لاحتياجات الفلسطينيين بالقطاع مع دخول فصل الشتاء وفى ظل ما تسببت فيه السياسيات والإجراءات الإسرائيلية من تفشى المجاعة والأوبئة، مشدداً على أن المعدل اليومي لدخول المساعدات الإنسانية غير كاف للتعامل مع حجم الكارثة الإنسانية التي يشهدها القطاع.

كما أكد على أن استمرار السيطرة العسكرية الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني لمعبر رفح، وتقاعس إسرائيل عن فتح معابرها الأخرى بشكل كامل أدى إلى تقويض عملية النفاذ الإنساني، وهو أمر ترفضه مصر بشكل قاطع ويعكس اصراراً اسرائيلياً على اعاقة دخول الشاحنات الإنسانية في مخالفة صارخة للقانون الدولي الإنساني.

كما حرص وزير الخارجية على الاستماع لرؤية وتقييم المسئولة الأممية لآخر تطورات الوضع الإنساني المتردي في قطاع غزة، مستعرضاً الجهود المصرية خلال الفترة الأخيرة لتحقيق التقارب بالداخل الفلسطيني، مشدداً على موقف مصر الثابت بشأن تمكين السُلطة الوطنية الفلسطينية من الاضطلاع بواجباتها في قطاع غزة، وحرص على التأكيد على ثوابت الموقف المصري، وفي مقدمتها رفض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وضرورة توحيد الضفة الغربية وغزة تحت قيادة السلطة الفلسطينية باعتبارها وحدة متكاملة من الأراضي الفلسطينية، وأهمية تنفيذ حل الدولتين.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة