ربما يعتقد البعض بالخطأ أن الرزق في المال فقط، ولكن في حقيقة الأمر فإن "المال" أدنى درجات الرزق، بينما العافية هي أعلى درجات الرزق، وصلاح الأبناء أفضل الرزق، ورضى الله تعالى " تمام الرزق".
الرزق ليس مالًا فقط، ولكن أشياء كثيرة، قد يكون في البركة، أو في الزوجة، أو قلوب يقودها الله إليك لتسعدك، وكل نعمة من الله -سبحانه وتعالى- رزق، فإذا أردت السعادة فلا تنظر لمن قسم له أكثر منك، بل لمن قسم له أقل.
للآسف، هناك أشخاص يشتكون من قلّة الرّزق، وقلّة الحظ، وسوء الحياة، في حين أن خزائنهم مليئة وغنيّة، ولكنّهم فقدوا مفاتيح كنوزهم، وهي "التفاؤل، والصّبر، والإيمان" و"الجد والاجتهاد"، فكلها مفاتيح للرزق.
وفي عصرنا هذا، بات البعض يتكاسل منتظرا "الرزق"، فهيهات له!!، فيهب الله كل طائر رزقه ولكن لا يلقيه في العش، فلا يقعد الشخص عن طلب الرزق ويقول اللهم ارزقني، فإن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة، ومن ثم يجب أن يكون لدينا ثقافة "العمل" و"الجد والاجتهاد"، حتى يطلبنا "الرزق"، فإن الرِّزقَ ليطلُب العبدَ أكثرَ مما يطلبه أجله، والرزق رزقان: رزق تطلبه، ورزق يطلبك، فإن لم تأته أتاك، لكن لمن يستحق، ويخطط ويفكر ويجتهد ويعمل.
اطمئنوا على الغد، اجتهدوا فقط واتركوا الأمر كله لله، فلا تخافوا، فالله هو "الرازق" فقد رزق الطير والحوت في البحر، ومن ظن أن الرزق يأتي بقوة ما أكل العصفور شيئاً مع النسر، فاللهُم اجعل يومنا يحمل بشائر خيرك، واجعل لنا مع نسمات صباحه رزقاً وفرحاً وعافية.
