اختُتمت القمة العربية والإسلامية المشتركة في الرياض، وسط حالة من التضامن الكامل لوقف الحرب، والتأييد المطلق لدعم القضية الفلسطينية، والحشد الكبير لتجميد مشاركة إسرائيل في الأمم المتحدة وذلك بعد جرائم الحرب التي ترتكب يوميا من قبل دولة الاحتلال على مسمع ومرأى العالم كله، لنتساءل جميعا: هل حققت القمة ما كانت تستهدفه فعلًا خاصة أنها تأتى بعد عام من العدوان؟
الإجابة تكمن في المواقف والرسائل، حيث كان التأكيد على ثوابت مصر فى دعم القضية الفلسطينية بشأن وقف إطلاق النار، والرفض التام للتهجير القسري وتصفية القضية الفلسطينية، وإدانة العقاب الجماعي واستهداف المدنيين، وإدخال المساعدات الإنسانية دون شروط أو قيود لأهل غزة.
إضافة إلى التحذير من خطورة التصعيد الذي يعصف بالمنطقة وتبعاته الإقليمية والدولية، وتوسع رقعة العدوان الذي جاوز العام على قطاع غزة، وامتد ليشمل لبنان، ومن انتهاك سيادة العراق وسوريا، فضلاً عن تخاذل الشرعية الدولية.
واللافت، كان التوصيف القوى بشأن جرائم الاحتلال وهو ما يمكن البناء عليه مستقبلا، حيث تم توصيف ما يحدث على أنه إبادة جماعية، بما فيها المقابر الجماعية وجريمة التعذيب والإعدام الميداني، والإخفاء القسري والنهب، فضلاً عن التطهير العرقي خاصة في شمال قطاع غزة.
أما نجاح القمة العربية الإسلامية المشتركة في تحقيق أهدافها فعلا"؟.. مرهون بالتحرك لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، صحيح أن انعقاد القمة فى حد ذاته يُعطينا أملًا كبيرًا فى إيجاد رغبة حقيقية فى تنفيذ التوصيات والبناء عليها فى تدشين موقف عربى وإسلامى قوى، لكن أعتقد أنه لا نجاح حقيقى إلا بالوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار، بجانب التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 (2006) بكامل مندرجاته، وحماية الملاحة في الممرات البحرية اتساقاً مع قواعد القانون الدولي.
والمهم أيضا هو التنفيذ الفعلي للآلية الثلاثية لدعم القضية الفلسطينية باعتبادرها بادرة أمل هذه القمة، والتي رحب بها كثيرا بعد التوقيع عليها من قبل جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، والاتحاد الإفريقي.
وأخيرا .. كلنا أمل أن تنجح هذه المخرجات في بث روحًا مختلفة فى العمل العربى العام والإسلامى، والتأسيس لعهد جديد بشأن وحدة الموقف والتوجه والمصير تجاه القضية الفلسطينية وتجاه عدة قضايا أخرى متشابكة في المنطقة والإقليم.