حرصت المنسقية الوطنية لمتابعة القرار 1591 لسنة 2005 المعنى بولاية دارفور، على إطلاع فريق خبراء تابع لمجلس الأمن الدولى، على انتهاكات الدعم السريع في إقليم دارفور غربي البلاد.
يأتي هذا فيما يواصل الآلاف النزوح من مدينة الفاشر، هربا من نيران الحرب، خاصة مع اشتداد حدة المعارك بين ميليشيا الدعم السريع التي تهاجم المدينة في محاولة للسيطرة عليها، فيما يواصل الجيش السوداني الدفاع عنها بضراوة.
وفد أممي يطلع على انتهاكات الدعم السريع في دارفور
يزور فريق خبراء مجلس الأمن، السودان، لعقد لقاءات وجلسات مع المؤسسات الوطنية المعنية بالقرار رقم 1591 الخاص بحظر الأسلحة إلى دارفور، لذلك التقى فريق المنسقية الوطنية، والتي يرأسها عضو مجلس السيادة ومساعد قائد الجيش إبراهيم جابر.
ومن جهته قال رئيس المنسقية، اللواء المتقاعد عز الدين عثمان طه، إنهم أطلعوا فريق الخبراء على حجم الانتهاكات والاعتداءات التي ارتكبتها قوات الدعم السريع بحق المدنيين في دارفور وعدد من ولايات السودان، وفقا لصحيفة سودان تربيون.
وأوضح أنه جرى إطلاع الفريق الأممى على الوضع الحالي في البلاد ومساعي السودان لتحقيق السلام، مجددًا ترحيبه بهذه الزيارة واستعدادهم لتقديم كافة التسهيلات اللازمة لتنفيذ مهمة فريق الخبراء.
ومجلس الأمن الدولي، كان قد فرض، بموجب القرار رقم 1591 الصادر في عام 2005، حظرًا على تزويد الكيانات العاملة في دارفور بالأسلحة والعتاد العسكري، بما في ذلك المساعدة التقنية والتدريب، مع فرض عقوبات تشمل حظر السفر وتجميد الأصول لمن يخالف القرار.
وكلف المجلس لجنة مكونة من 15 عضوًا بمتابعة تنفيذ القرار، حيث تعمل اللجنة وفق نظام العقوبات الذي فُرض في عام 2004 وعُزز لاحقًا بالقرار رقم 1591.
نزوح جماعي من مدينة الفاشر هربا من نيران الحرب
وفى سياق آخر، استمر سكان مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، حالة النزوح الجماعي، والفرار من منازلهم، مع تصاعد حدة الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وحلفائهما باستخدام الأسلحة الثقيلة، بما في ذلك القصف الجوي والمدفعي، إذ تواصل ميليشيا الدعم السريع مهاجمتها للمدينة منذ مايو الماضي، وتفرض حصارا عليها في محاولة للسيطرة عليها، بينما يدافع الجيش وحلفاؤه عن المدينة بضراوة.
وكشف شهود عيان، ازدياد نزوح السكان من الفاشر مع اشتداد المعارك، ومن جهتها أفادت منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة، الأحد، بأن 350 أسرة نزحت من الفاشر بين 7 و9 نوفمبر الجاري، بسبب الاشتباكات.
وقالت المنظمة إن معظم الأسر نزحت إلى مواقع داخل محلية الفاشر وطويلة وكبكابية في شمال دارفور وعبر الحدود إلى تشاد، وأشارت إلى وجود تقارير تتحدث عن قتلى وإصابات بين المدنيين.
مقتل 11 مدنيا في قصف على سوق المواشي في الفاشر
وفى سياق متصل، قُتل 11 مدنيًا على الأقل وأصيب آخرين، الأحد، جراء قصف مدفعي جديد لقوات الدعم السريع على سوق المواشي بالفاشر عاصمة شمال دارفور، وكشف شهود عيان تعرض سوق المواشي، لقصف مدفعي من الدعم السريع، تسبب في وقوع ضحايا وسط المدنيين وتدمير عدد من المنازل والمحال التجارية بالسوق، وفقا لدارفور 24.
وقال شاهد عيان، إن القصف أودى بحياة 11 شخصًا بينهم 10 أفراد في موقع واحد، كما أصيب آخرين، وأكدت مصادر طيبة بالمستشفى العسكري في الفاشر، على أن المستشفى استقبل اليوم عشرات القتلى والجرحى.
وحذر مسئول طبي بالمستشفى العسكري الأسبوع الماضي، من خطر الانهيار نتيجة الاكتظاظ الذي يشهده المشفى في ظل نقص الكادر الطبي وبعض الإمدادات الطبية الرئيسية مع استمرار المعارك.
مقتل أكثر من ألف شخص على يد الدعم السريع في الجزيرة خلال 3 أسابيع
وانتقالا لولاية الجزيرة، التي تشهد أعمال عنف شديدة، كرد فعل انتقامي على انضمام قائد الدعم السريع في الولاية أبو عاقلة كيكل، للقوات المسلحة السودانية، إذ كشف مؤتمر الجزيرة عن مقتل أكثر من 1.237 مواطنًا في مناطق شرق وشمال ولاية الجزيرة، على يد قوات الدعم السريع، خلال أسابيع.
وقال مؤتمر الجزيرة، في بيان، إنه منذ 20 أكتوبر الماضي سقط أكثر من 1237 مواطنًا بمناطق شرق وشمال الجزيرة، إما بالرصاص المباشر كما هو الحال في مدن مثل تمبول والهلالية وقرى مثل السريحة والعقدة تمبول وود السيد، ومن لم يمت بالرصاص مات تحت الحصار، والتسمم والأوبئة، كما يحدث لسكان الهلالية، وفقا لموقع دارفور 24.
وشدد الكيان المدني، على أن الدعم السريع هجر سكان أكثر من 400 قرية من قرى شرق الجزيرة البالغة 515 قرية قسريًا، فيما بقية القرى واقعة تحت الحصار والتهديد.
وذكر أن عدد الضحايا في الهلالية بلغ 359 قتيلًا وفي تمبول 300 قتيلا وقرية السريحة 140 قتيلًا وقرية العقدة تمبول 57 قتيلًا ومدينة رفاعة 28 قتيلًا وقرية ود السيد 27 قتيلًا وقرية مكنون 25 قتيلًا وقرية العزيبة 21 قتيلًا.
وقال مؤتمر الجزيرة إن 16 شخصًا قُتلوا في قرية عد الغباش و16 آخرين قُتلوا في صفيتة غنوماب، كما قُتل 55 فردًا بواقع 11 قتيل في كل من الصقيعة والحضور وأزرق وعمارة البنا والطندب، 55 قتيلا، علاوة على 20 قتيل بواقع 10 قتلى في قريتي الفعج البشير وود الهميم.
وكشف عن مقتل 20 فردًا بواقع 5 قتلى في كل من قرى ديم الياس والقرية خمسين وود الماجدي وأم سرحة، فيما قُتل 18 شخصًا بواقع 4 قتلى في قرى القراعة والسعدوناب والشرفة بركات، كما قُتل 7 أشخاص في قرية برانكو ومثلهم في قرية ود الكاشف.
وتابع: "قتل 13 شخصًا في قرية البروراب و12 فردًا في قرية الحضور و12 شخصًا في قرية البويضل و6 أشخاص في قرية ود الفضل و6 أفراد في قرية سليم، فيما قتل فردين في كل من قرى الفولة العفصة وآب جلفة والجقوقاب والهجليج والبشاقرة والمقاريت وقوز حماد وتميرة وبريدة وأم مغد والمتمة والجعافرة والعيدج ودلوت البحر ورغوة باكر والرواشدة ومدينة الكاملين".
وأفاد مؤتمر الجزيرة، بمقتل 9 أشخاص بواقع ثلاث قتلى في كل من قرى الحشيشاب وبانت والسديرة الغربية.
وأضاف: "قرى القوة العوامرة والسروفاب والكاهلي وود الأبيض والحريز والنصوراب وحاج موسى وود جودات والركيب وقوز أحمد نور وشرفت الحلاويين والعك والكديوة وعد الخضر وود فلوقة والعمارة وديم كريم وصفيتة تيراب وكترة الضقالة والسيال ولحليلة والمهيدات أم علير والقراعة التاي والعريباب ريفي رفاعة؛ قتل فيها 26 فردًا بواقع قتيل في كل قرية".
وأردف: "عدد القرى التي تمكنا من حصرها وتوثيق اعتداء الدعم السريع عليها بشرق وشمال الجزيرة في هجماتها الأخيرة بلغت 77 قرية، فيما تجاوز عدد الضحايا 1.237 قتيلًا قتلهم الدعم السريع في 21 يوما بشرق ووشمال الجزيرة".