في العصر الرقمي الحالي، أصبح من المستحيل تقريبًا تجنب وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يستخدمها العديد من البالغين للتواصل والترفيه وتزويد أنفسهم بالمعلومات، ولكن الأطفال أيضًا ينجذبون بشكل متزايد إلى منصات التواصل الاجتماعي في سن مبكرة.
وفي حين يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تقدم بعض التجارب الإيجابية، فإن التعرض المبكر وغير الخاضع للإشراف يمكن أن يكون له أيضًا آثار سلبية كبيرة على الصحة العقلية للأطفال.
وفقا لموقع " onlymyhealth"، نتعرف على السبب وراء الوصول المبكر للأطفال لوسائل التواصل الاجتماعي دون توجيه أو رقابة
التعرض المبكر لوسائل التواصل الاجتماعي للأطفال.
صُممت منصات التواصل الاجتماعي في الأصل للبالغين، مع تحديد الحد الأدنى للعمر عند 13 عامًا أو أكثر، ومع ذلك، يتعرض الأطفال غالبًا لوسائل التواصل الاجتماعي في وقت أبكر كثيرًا، غالبًا من خلال أجهزة الوالدين.
يجد العديد من الأطفال طرقًا للالتفاف على القيود العمرية، وفتح حسابات على منصات التواصل التي تعرض محتوى الفيديو في سن مبكرة جدًا، وأحيانًا في سن مبكرة تصل إلى 8 أو 9 سنوات، في الواقع، يوجد أطفال في كل منزل تقريبًا لا يأكلون دون مشاهدة الرسوم المتحركة المفضلة لديهم.
كيف يؤثر المحتوى على وسائل التواصل على الطفل
1 . التأثير على تقدير الذات لدى الأطفال
أحد التأثيرات المباشرة لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي دون إشراف على الأطفال هو التأثير على احترام الذات، فغالبًا ما تصور وسائل التواصل الاجتماعي نسخة مثالية من الحياة، حيث ينشر المستخدمون صورًا معدلة ويشاركون أبرز أحداث يومهم، بالنسبة للطفل الصغير، الذي لا يزال يبني صورته الذاتية وقيمته الذاتية، فإن مقارنة نفسه بهذه المعايير غير الواقعية يمكن أن تؤدي إلى الشعور بعدم الكفاءة والغيرة وانخفاض احترام الذات.
2 . زيادة القلق والاكتئاب
أظهرت الدراسات وجود صلة بين الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ومشاكل الصحة العقلية مثل القلق والاكتئاب، حتى عند الأطفال، فالتعرض المستمر لـ "الإعجابات" و "المتابعين" كمقاييس للقيمة يمكن أن يدفع الأطفال إلى ربط احترامهم لذواتهم بالتحقق عبر الإنترنت، ويمكن أن تتسبب هذه الدورة من البحث عن الموافقة في زيادة القلق، حيث يصبح الأطفال قلقين بشأن صورتهم على وسائل التواصل الاجتماعي ويخشون قبولهم عبر الإنترنت.
بالإضافة إلى ذلك، فإن التعرض لمحتوى مؤلم، أو التنمر الإلكتروني، أو التعليقات السلبية دون إشراف الكبار يمكن أن يؤثر بشدة على الحالة العاطفية للطفل، مما يزيد من خطر إصابته بالقلق والاكتئاب.
3. التنمر الإلكتروني ومخاطر السلامة على الإنترنت
كما أن الأطفال الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي دون إشراف هم أكثر عرضة للتنمر الإلكتروني، ويمكن أن يكون التنمر عبر الإنترنت ضارًا بشكل خاص، لأنه يمكن أن يحدث في أي وقت، مما يجعل الأطفال يشعرون بالفخ وعدم وجود مساحة آمنة.
وعلى عكس التنمر التقليدي، يمكن أن يشمل التنمر الإلكتروني جمهورًا أكبر، مما يجعل الأطفال يشعرون بالإذلال العلني والعجز، كما أن التعرض لمحتوى غير لائق أو التفاعل مع الغرباء من المخاطر الأخرى التي قد لا يدركها الأطفال على أنها خطيرة، مما يسلط الضوء بشكل أكبر على الحاجة إلى التوجيه والإشراف.
4. وقت الشاشة وانخفاض النشاط البدني
الطبيعة الإدمانية لوسائل التواصل الاجتماعي قد تدفع الأطفال إلى قضاء وقت مفرط على الشاشات، مما يحد من النشاط البدني والتفاعلات الاجتماعية في الحياة الواقعية، كما قد يعاني الأطفال الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع من مشاكل النوم، حيث يؤدي الإفراط في استخدام الشاشات، وخاصة قبل النوم، إلى تعطيل أنماط النوم الطبيعية، ويمكن أن يساهم انخفاض النشاط البدني وقلة النوم في حدوث حالات مزاجية سلبية وانخفاض الصحة العقلية بشكل عام.
كيف يمكن للوالدين المساعدة
أفضل طريقة لمنع هذه المشكلات هي مراقبة تعرض الأطفال لوسائل التواصل الاجتماعي والحد منها، وإليك بعض النصائح:
وضع الحدود عند استخدام الانترنت
التثقيف بشأن السلامة على الإنترنت
تشجيع التفاعل في العالم الحقيقي
ورغم أن وسائل التواصل الاجتماعي قد تكون أداة قيمة، فإن التعرض المبكر وغير الخاضع للرقابة لها قد يضر بالصحة العقلية للأطفال بشكل عميق، ويلعب الآباء دورًا مهمًا في توجيه الأطفال عبر العالم الرقمي ومساعدتهم على تطوير علاقة متوازنة وصحية مع التكنولوجيا.