د. ماريان جرجس تكتب: مرتزقة هذا العصر و"التريند فيليا "

الخميس، 14 نوفمبر 2024 10:58 ص
د. ماريان جرجس تكتب: مرتزقة هذا العصر و"التريند فيليا " د. ماريان جرجس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

" إنما الأمم الأخلاق ما بقيت، فان هو ذهبت أخلاقهم ذهبوا “... لا تدينوا لكي لا تدانوا.
هكذا علمتنا أدياننا السماوية عن مكارم الأخلاق ، عن عدم الإدانة ، عن احترام الأخر ولكن حدث ولا حرج ، فنحن في زمن أصبح الهوس بتصدر الترند شهوة نفسية ، من أعطي لصناع المحتوي الحق أو الرخصة لكي يحاكموا مجتمعًا بأكمله ، ويعمموا السيئات والذنوب التي حدثت وستحدث  إلي يوم الدين ، على مجتمع بأكمله .


مثل تلك المقاطع التي أثارت غصة الجميع علي السوشيال ميديا لا تدخل كل بيت فحسب ، كما كنا نقول قديما أن المسلسل أو العمل الدرامي يدخل كل بيت مصري ، بل ذلك السم تسلل إلى كل طفل وشاب وفتاة ، إلى السيدة الفاضلة والى الأم والأخت والأب .
إن سهولة صناعة أي محتوى من خلال السوشيال ميديا بدون ضوابط أو رقابة هي التي سهلت بث مثل تلك المقاطع الهدامة ، وان نجح أحدهم وحقق مشاهدات كثيرة، ستجد الباقون يصنعون نفس المحتوي في أيام قليلة وبدون أن يشعر هؤلاء المرتزقة – الذين يتحدثون من أجل المال وكثرة المشاهدات-  أنهم خلقوا حالة عامة  يتم تصديرها لكل رواد مواقع التواصل الاجتماعي ،  خاصة وأن كان المحتوي أسرى ذي بعد مجتمعي .


من المؤكد أن من يعبأ بالترند والشهرة لن يدرك خطورة تلك المحتويات على المجتمع أو خطورتها في تشكيل وعي ما، أو توجيه العقل الجمعي حتي من الناحية النفسية ، وذلك قد يكون أخطر الأضرار ، فحتى من لا يتجاوب مع تلك المحتويات الهدامة التي تشوه المجتمع المصري أمام العالم ؛ فيكفى أن يتضرر نفسيا من الحالة السلبية التي تم تصديرها من خلال هذا المحتوي .


إلى أصحاب مرض الترند فيليا ؛ أي حب الترند بقوة باللغة اللاتينية ، إن المجتمع المصري مملوء بالنماذج المشرفة ، بعظيمات مصر ، بالعالمات والطبيبات والمهندسات ، بأمهات الشهداء وزوجاتهم ، بأمهات فضليات ، بأول كابتن طيار امرأة وأول قاضية  وأول وزيرة، غير مسموح تشويه ذلك المجتمع بهذا الشكل المبتذل ، غير مسموح ليرضى صاحب المحتوي ذاته ويشعر كأنه وصي على المجتمع يحاكم ويعاقب ويحقق مشاهدات عالية ، على حساب المجتمع المصري أهي دعوة لختان الإناث ؟ أم لوأد الفتيات مثلا؟  أهي دعوة ضمنية لتدخل فاشية دينية كاذبة في المجتمع لإصلاح مجتمع فاسق؟ ألا يوجد كوارث أخلاقيه في البلدان  الأخرى ؟ أهي رسالة مرعبة لكل رب أسرة؟ ومحاولة للتشكيك وتفكيك الأسرة المصرية التي لا لطالما حرصت القيادة المصرية على تماسكها؟
عفوا  فضليات مصر ، عفوا عظيمات مصر ، عفوا مواقع التواصل الاجتماعي ، فلن تكونوا أدوات مدمرة لمجتمعنا الأصيل .









الموضوعات المتعلقة

د. ماريان جرجس تكتب: أحداث 24 سنة !

الإثنين، 21 أكتوبر 2024 01:19 م

مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة