في مبادرة قيمة، وللعام الثاني على التوالي ، تقم كلية الدراسات الافريقية العليا، بجامعة القاهرة، خلال أيام بعقد ملتقى لشباب الأنثروبولوجيين بمقر الكلية، تحت عنوان " رؤى أنثروبولوجيا للأزمات الصحية بالقارة الإفريقية بين الآثار والاستجابة"، تحت رعاية الدكتور سامى عبد الصادق رئيس جامعة القاهرة.
الملتقى فرصة لمشاركة عدد من وفود إفريقية، وقيادات من وزارة الصحة، والمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية للشرق الأوسط، بجانب مسؤولون من الهلال الأحمر المصر، بالإضافة لحضور رئيس جامعة القاهرة، والدكتور عطية طنطاوي عميد كلية الدراسات الإفريقية العليا ورئيس الملتقى، وسيدير الملتقى الذى سيستمر يومين، كلا من الدكتور محمد عبد الراضي محمود مقرر المؤتمر ورئيس القسم، و الدكتور محمد جلال أمين الملتقى .
الملتقى سيناقش العديد من الرؤي من خلال الأوراق البحثية التي سيقدمها شباب الباحثين بالشأن الإفريقي، مع القاء عدد من المختصين لكلمات بنفس الهدف.
إفريقيا تلك القارة العجوز، المليئة بالكنوز، والمرهقة بالأثقال ، من فقر ومرض ، وجهل، وان كان المرض خاصة الأوبئة من اكثر الصور الذهنية التي تسيطر على افريقيا ، فهو حقيقة للأسف منتشرة بأفريقيا خاصة في مناطق جنوب الصحراء، خاصة نيجيريا، الكاميرون، و سيشل، و موريتانيا، و أثيوبيا، وغيرها من الدول التي استوطنت بها الامراض، والتي استفحلت لتكن خطرا كبير على السكان، مثال لتلك الامراض المعدية كالكوليرا، والملاريا ، والايبولا، والامراض الفيروسية"الايدز" ، وجدري القرود، وكأن تلك الامراض تقيد وتكبل القارة السوداء من التقدم واستثمار مواردها الكبيرة جدا، والتي بدلا من ان يستثمر فيها أهلها ، استثمرها الاستعمار على مدار تاريخ افريقيا، ولعل مميزات افريقيا كان هو اكبر ابتلاءاتها ، فلولا طمع المستعمر في كنوز الأرض السوداء، ما كان الهدف الدائم والمستمر هو تعجيزها، وتقييدها، ومنع التقدم عنها، واستمرار الجهل ، والفقر، لينتشر المرض، الى التصق بالسكان، واصبح اكبر تحدى ، وعقبة أمام أى نية للتنمية بإفريقيا.
لذا جاء ملف الازمات الصحية، ومحاولة الحد من تفشي الامراض، والاوبئة بأفريقيا ، من خلال حصر الأسباب، وتحليلها لإيجاد نتائج قابلة للتطبيق، وذلك من خلال استخدام علو الأنثروبولوجيا، اهم العلوم التي اثبتت فاعليتها، في معالجة العديد من الازمات والكوارث والاوبئة التي انتشرت بإفريقيا، من خلال دراسات ميدانية ، وحقيقة هدفها الأوحد مساعدة القارة في التقدم وركوب قطار التنمية أخيرا.
يأتي ذلك من خلال عدة محاور على رأسها واقع الجالة الصحية بأفريقيا، مع تحديد العوامل المؤدية لتلك الازمات الصحية ومنها الحروب والصراعات ، والفقر والمعتقدات الثقافية البالية، ثم يأتي دور رصد ، مدى إيجابية الجهات المحلية والدولية المعنية بتقديم حلول.
كل ذلك وسط العديد من الأوراق البحثية لشباب الأنثروبولوجيين المختصين الذين سيحاولون من خلالها تقديم رؤى مستقبلية ، للحد من تفشى تلك الامراض ، وتحديد معوقات التنمية الصحية بإفريقيا .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة