أجرى متحف فيلد للتاريخ الطبيعي بشيكاغو، مسح مقطعى لـ 26 مومياء محنطة داخل مجموعة المومياوات بمتحف فيلد، لتمكن الباحثون من التعرف على شخصية كل شخص متوفى والكشف عن ما يعتقد مجتمعهم أنه مهم بما يكفي لإحضاره معهم إلى حياتهم الأبدية بعد الموت.
متحف فيلد يقوم بمسح مومياء
ووفقا لما نشره موقع" news.artnet"، وقد تم إيقاف جهاز مسح مقطعي متحرك خارج المتحف الذي يبلغ عمره 130 عامًا لمدة أربعة أيام، يحتوي متحف فيلد على قطع أثرية من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك العديد من الجثث المحنطة لبشر وحيوانات، كجزء من مجموعته التي تضم 24 مليون قطعة.
ولعل أشهر شخص محنط في مجموعة المتحف هو هاروا، الذي عاش كبواب لمخزن حبوب في مصر منذ حوالي 3000 عام.
اشتهر هاروا بكونه أول شخص محنط يطير على متن طائرة في عام 1939، وأول مومياء تضيع في الأمتعة بعد نقلها جواً إلى سان فرانسيسكو عن طريق الخطأ في أوائل الأربعينيات.
تعمل أجهزة التصوير المقطعي عن طريق بناء صورة ثلاثية الأبعاد مكونة من آلاف الصور بالأشعة السينية التي يلتقطها الجهاز، وقد قدمت هذه التقنية بالفعل للباحثين إجابة على لغز حول أحد الأفراد المحنطين في متحف فيلد.
كان بقايا مومياء شينت آه، التي عاشت خلال العصر المصري الثالث (1070-664 قبل الميلاد)، والتي يبلغ عددها 3000، سبباً في حيرة علماء الآثار، حيث لم يكن هناك على ما يبدو نقطة دخول مناسبة لجثتها داخل صندوقها الجنائزي، المعروف باسم "الكرتوناج".
تمكنت عمليات المسح المقطعي من اكتشاف خط صغير أسفل الجزء الخلفي من الكارتوناج، مما كشف عن أن جسدها كان منتصباً وأن التابوت - الذي خففته الرطوبة ليصبح قابلاً للطرق - تم شقّه من الرأس إلى القدم وإبقاؤه مفتوحاً قبل إنزاله فوق الجسم وخياطته معًا.
كما ألقى التحليل الضوء على هاروا، فقد كشفت الفحوصات أنه عاش حتى سن الأربعين، ولم تظهر على رفاته أي علامات تشير إلى حياة شاقة من العمل البدني، كما أشارت أسنانه النظيفة إلى أنه عاش حياة مريحة تميزت بمكانته العالية وقدرته على الحصول على طعام جيد.
وسلط إعلان المتحف الضوء بشكل أكبر على الحاجة إلى اتباع نهج أكثر حساسية وتركيزًا على الإنسان في البحث حول بقايا المومياوات .
في حين أن "المومياوات غالبًا ما يُنظر إليها على أنها مخلوقات مخيفة أو غريبة ذات عيون متوهجة وأغطية ممزقة"، جاء في البيان، "إن بقايا البشر المحنطة تقدم لنا نظرة شخصية لا تصدق على حياة الأفراد الذين عاشوا منذ أكثر من 3000 عام واليوم، تؤكد معاييرنا لرعاية البقايا البشرية عليهم باعتبارهم أشخاصًا فرديين يستحقون الكرامة والاحترام".
وأضافت ستايسي دريك، مديرة مجموعة البقايا البشرية في المتحف، "من النادر للغاية أن تحظى بالفرصة للتحقيق أو رؤية التاريخ من منظور فرد واحد، هذه طريقة رائعة حقًا بالنسبة لنا للنظر في هوية هؤلاء الأشخاص - ليس فقط الأشياء التي صنعوها والقصص التي اخترعناها عنهم، ولكن الأفراد الفعليين الذين كانوا يعيشون في هذا الوقت ".
ويخطط المتحف لمواصلة أبحاث التصوير المقطعي حتى عام 2025.
مسح المومياء