أحمد التايب

سيطرة "التفاهة".. وماذا بعد؟

الأحد، 17 نوفمبر 2024 12:12 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لاشك أن هناك اختفاءا كبيرا لكثير من القيم والمبادئ وسط زيادة التفاهة والسطحية والخوض في قضايا جدلية دون الانتباه إلى أن هناك تحديات وتهديدات تواجه المجتمع في ظل ما يتعرض له العالم من أزمات وتهديدات ومتغيرات غاية الخطورة.

ليكون السؤال الكبير..

هل من المعقول أن نسمح أن يتحول مجتمعنا شَتّاماً، وسَبّاباً وسَفيهاً، وبذيئاً!!.. ثم نشكو صعوبة الحياة وانعدام البركة، ونشكو اختفاء الضحكة الحلوة، والبسمة الحانية، والبهجة السارة، ونشكو ضيق الصدور والتقاضى والاختلاف لأتفه الأمور؟ .. والأخطر أننا لاندرى ماذا بعد؟

لذا، فإننا نحتاج إلى التأكيد على القيم الإنسانية والدينية والأخلاقية، والعمل على تعزيز تربية أجيال جديدة على القيم والعادات والتقاليد المصرية الأصيلة، خاصة أننا في أشد الحاجة لهذه القيم لتماسك المجتمع ووحدته فى ظل حروب الجيل الرابع والخامس التي تستهدف طمس هوية المجتمعات وثوابتها القيمية والوطنية.

ويجب أن نُدرك جميعا "أفراد ومؤسسات وحكومة" خطورة ضرب المنظومة القيمية فى المجتمع واستهدافها، وأن نتكاتف من أجل عودة القيم التى تعمل على ترابط المجتمع ووحدته، لنتحصن جميعا ضد أمراض الفوضى الأخلاقية، فقوة أي دولة تأتى أولا من اصطفاف وصلابة جبهتها الداخلية، وصلابة الداخل لا تأتى إلا من خلال روابط قيمية تعضد منها وتقويها

فالكل مسئول، في ظل عالم افتراضى بابت بمثابة سلاح فتاك للهدم، سواء بالتشجيع على الفوضى العبثية والأخلاقية، فبدلا من القيام على تماسك المجتمع يساهم فى تفكيكه، وفى قطع الأرحام، بل يُكرس "قلة الاحترام" من باب الحرية الشخصية، ويساهم فى إرباك المشاهدين في المعتقدات، والموروثات السليمة، ويعمل على تشكيكهم في ثوابتهم وهويتهم وعاداتهم وأخلاقهم.

ومن المهم أيضا، أن يعلم الجميع أن مخططات هدم الأوطان تبدأ دائما بضرب منظومته القيمية، وبنشر الشائعات فى المجتمعات، وبتزييف الوعى لدى الأفراد، وببث الشكوك بغرض هز الثقة بين المواطن ومؤسساته الوطنية.

وما أروع ما قاله الأديب الكبير نجيب محفوظ "أدب الناس بالحب ومن لم يؤدبه الحب، يؤدبه المزيد من الحب"..

إذن.. التحرر من سيطرة التفاهة مسؤولية الجميع.. خاصة أنه أصبح الحديث عن الثقافة ضربا من العبث بعد أن حاصر حياتنا التافهون من كل حدب وصوب بالأفكار الشاذة بالمشاهد بالصور حتى أصبحت الصورة وأى حركة شاذة أو كلمة تافهة هى الوسيلة الوحيدة للتفكير والانتشار، لذا علينا أن نفيق قبل فوات الأوان..










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة