مشاركة أفريقية فعالة فى قمة G20 بالبرازيل.. الاتحاد الأفريقى يشارك كعضو دائم للمرة الأولى.. جنوب أفريقيا تتسلم قيادة المجموعة مطلع ديسمبر.. ومكافحة الجوع وإعادة هيكلة المؤسسات الدولية على رأس أولويات القارة

الأحد، 17 نوفمبر 2024 09:00 م
مشاركة أفريقية فعالة فى قمة G20 بالبرازيل.. الاتحاد الأفريقى يشارك كعضو دائم للمرة الأولى.. جنوب أفريقيا تتسلم قيادة المجموعة مطلع ديسمبر.. ومكافحة الجوع وإعادة هيكلة المؤسسات الدولية على رأس أولويات القارة الاتحاد الإفريقى_ أرشيفية
ريهام عبد الله

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تنطلق الاثنين، قمة مجموعة العشرين في البرازيل، وتجرى فعالياتها على مدار يومي 18 و19 نوفمبر، في العاصمة ريو دي جانيرو، وفى هذا القمة يشارك الاتحاد الإفريقي للمرة الأولى كعضو دائم في مجموعة العشرين، بعد أن كان منظمة دولية ضيفة فقط، وحصل على العضوية الكاملة في قمة مجموعة العشرين في دلهي بالهند، سبتمبر 2023.

وتأسس الاتحاد الأفريقي، بشكله الأخير في عام 2002، ويمثل 20% من أراضي العالم، ويبدأ الاتحاد الذي يمثل دول افريقيا، مشاركته هذا العام كعضو دائم في مجموعة العشرين، ويقدم آفاقًا جديدة للمجموعة ويعزز أجندة بلدان دول الجنوب، وفقا للموقع الرسمي لقمة العشرين بالبرازيل.

وقبل أن يصبح الاتحاد الأفريقي عضوًا دائمًا في مجموعة العشرين، كانت جنوب أفريقيا هي الدولة الأفريقية الوحيدة الممثلة في القمة، وترفع هذه الخطوة القارة الإفريقية، إلى نفس تمثيل الاتحاد الأوروبي و19 دولة أخرى.

ويمكن اعتبار ضم الاتحاد الأفريقي لمجموعة العشرين حدث تاريخي، حيث يعزز دور أفريقيا في معالجة القضايا العالمية الحرجة مثل التنمية الاقتصادية، والتحولات في مجال الطاقة، والاستدامة.

وبدأت مفوضية الاتحاد الأفريقي بالفعل في المشاركة في أنشطة مجموعة العشرين المختلفة تحت الرئاسة البرازيلية لعام 2024، والتي أعطت الأولوية لتعزيز الإدماج الاجتماعي ومكافحة الجوع والفقر، وتسهيل التحولات المستدامة في مجال الطاقة، وإصلاح هياكل المؤسسات الدولية، وفقا للموقع الرسمي لمفوضية الاتحاد الإفريقي.

ومن جهتها، قالت أنالوسيا دانيليفيتش بيريرا، أستاذة في قسم الاقتصاد والعلاقات الدولية في الجامعة الفيدرالية في ريو جراندي دو سول ومنسقة المركز البرازيلي للدراسات الأفريقية (Cebrafrica)، إنه من المتوقع أن يتضاعف عدد السكان الشباب في أفريقيا بحلول عام 2050، وهذا يشير إلى قوة عاملة محتملة كبيرة، فضلاً عن النمو الاقتصادي التصاعدي.

ومن الناحية الاقتصادية، يبلغ الناتج المحلي الإجمالي للاتحاد الأفريقي نحو 3 تريليون دولار أمريكي، كما يتمتع بوفرة من الموارد الطبيعية، وتمتلك المنطقة 60% من أصول الطاقة المتجددة في العالم و50% من المعادن الأساسية للتكنولوجيات منخفضة الكربون، الأمر الذي يضع أفريقيا كقوة ناشئة في الاقتصاد العالمي، وهي ثالث أكبر منطقة من حيث عدد السكان في العالم، بعد الصين والهند.

لقد نشأ الاتحاد الأفريقي من أولى المنظمات السياسية الأفريقية المتعددة الأطراف، والتي كانت أولها منظمة الوحدة الأفريقية التي تأسست عام 1963 أثناء الفترة التي شهدت نهوض كبير لحركات التحرر الوطني لاستقلال الدولة الإفريقية، وفي عام 2002، تم تغيير اسم منظمة الوحدة الأفريقية إلى الاتحاد الأفريقي، وهي منظمة قارية تضم جميع البلدان الإفريقية.

وفي ظل الرئاسة البرازيلية، ستواجه مجموعة العشرين تحديات تتعلق بإعادة هيكلة المؤسسات العالمية، ويتماشى انضمام الاتحاد الأفريقي إلى مجموعة العشرين مع هذا الهدف، حيث يوفر صوتًا أكثر تمثيلاً لبلدان الجنوب العالمي، وتشير أنالوسيا بيريرا إلى أن الوجود الأفريقي يمكن أن يلعب دورًا حاسمًا في إعادة تشكيل الأجندة الاقتصادية العالمية، وتقديم وجهات نظر ومنهجيات جديدة.

وتؤكد أن الاتحاد الأفريقي، عندما ينضم إلى مجموعة العشرين، سيواجه تحديات داخلية مثل توحيد الأجندات بين أعضائه من أجل التأثير بشكل فعال على القرارات العالمية، وفي الوقت نفسه، توفر عضوية أفريقيا في مجموعة العشرين فرصة فريدة للقارة لتشكيل السياسات الاقتصادية والمالية العالمية التي تعكس احتياجاتها وأهدافها التنموية.

ودخول الاتحاد الأفريقي إلى مجموعة العشرين يشكل حدثا تاريخيا يرمز ليس فقط إلى الاعتراف بإمكاناته الاقتصادية والديموغرافية، بل أيضا إلى صعوده كلاعب مؤثر في الحوكمة العالمية.

وقالت الباحثة :"إننا نشهد تشكيل توازن جديد للقوى مع دخول الاتحاد الأفريقي، الذي سيكون له ثقل يمكن أن يعيد تعريف أجندة مهمة تتعلق بقضايا في أولويات الدولة النامية والجنوب العالمي".

وفي إطار تضافر الأجندات والأولويات، يعتقد ألبرت موشانجا، المنسق المقيم للاتحاد الأفريقي، أن تجربة أفريقيا في مكافحة عدم المساواة والجوع والفقر يمكن أن تساعد في تعزيز اقتراح البرازيل بإنشاء التحالف العالمي ضد الجوع والفقر.

وقال "إننا ندعم بشكل كامل الأولويات التي قدمتها الرئاسة البرازيلية لأنها ذات صلة مباشرة بالقارة الأفريقية، ونحن بحاجة إلى الشروع في إصلاح المؤسسات السياسية والمالية العالمية، وكل هذه الأجندات مهمة للغاية وسوف تدعمها أفريقيا".

وكانت الأمم المتحدة قد رحبت بالقرار فور صدوره في سبتمبر 2023، وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة:" إن هذا يعكس النفوذ المتزايد لأفريقيا وأهميتها على الساحة العالمية ".

وأضاف: "عندما تم بناء جزء كبير من البنية الدولية المتعددة الأطراف القائمة، كانت معظم أفريقيا لا تزال مستعمرة ولم تتح لها الفرصة لسماع صوتها، وهذه خطوة أخرى نحو تصحيح هذا الخلل".

ومن المقرر أن تتسلم جنوب أفريقيا رسميًا رئاسة مجموعة العشرين خلال قمة القادة، التي تبدأ الاثنين 18 نوفمبر وستواصل البناء على مبادرات أسلافها من بلدان الجنوب العالمي اعتبارًا من 1 ديسمبر 2024، تحت شعار "التضامن والمساواة والاستدامة".

وبحسب الرئاسة الجنوب افريقيا، فإن مشاركة جنوب أفريقيا في مجموعة العشرين تسترشد بأربعة ركائز استراتيجية للسياسة الخارجية، وتشمل هذه الأهداف تعزيز المصالح الوطنية لتحقيق الأهداف المحلية، وتعزيز الأجندة الأفريقية وتشجيع التنمية المستدامة في أفريقيا، والتعاون فيما بين بلدان الجنوب، والتأثير على البنية العالمية المتعددة الأطراف من خلال تعزيز أجندة الجنوب من خلال الحوار بين الشمال والجنوب.

الأعضاء الدائمون في مجموعة العشرين هم الآن الأرجنتين وأستراليا والبرازيل وكندا والصين وفرنسا وألمانيا والهند وإندونيسيا وإيطاليا واليابان وكوريا الجنوبية والمكسيك وروسيا والمملكة العربية السعودية وجنوب أفريقيا وتركيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، إلى جانب الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي.

تمثل مجموعة العشرين حوالي 85% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي و75% من التجارة العالمية، فضلاً عن ثلثي سكان العالم، قبل انضمام الاتحاد الأفريقي.

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة