لا شك أن استهداف العقول وانتشار السطحية والتفاهة يبدأ بضياع منظومة القيم، وبانقلاب قطار الأخلاق الحميدة، لذا بات من الضرورة المُلحة أن يتم العمل على غرس القيم المختلفة في سن مبکر، خاصة أننا نعانى جميعا في ظل انتشار التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعى وتأثيراتها السلبية على أخلاقنا وقيمنا.
وأنا هنا أتحدث عن الأطفال باعتبارهم براعم المستقبل والنواة الحقيقية لصلاح المجتمعات، وبالتالي علينا الاتحاد والاصطفاف لمواجهة هذا الخطر بالعمل على تعزيز الوعى القيمى في المدارس والجامعات، وحتى نكون إيجابين نرصد الظاهرة، ونحذر من مخاطرها، ونقدم أيضا المقترحات، وفى اعتقادنا أن أول هذه المقترحات تأتى بالبدء بتعزيز قيم المواطنة الرقمية والهوية الوطنية باستخدام التکنولوجية، وتشجيع الأطفال على استخدام التکنولوجيا الحديثة بأمان.
قد يأتي أحد ويتحدث أنه صعب التطبيق في ظل ضعف المهارات التدريبية للمدرسين الخاصة بالتكنولوجيا، وارتفاع التکلفة المادية، أقول له، ليس هناك أغلى من أولادنا، وأن أي نهضة تأتى أولا بتطوير التعليم، وأن الحفاظ على الجبهة الداخلية يبدأ بتعزيز القيم المجتمعية، وبالتالي فإن الأمر في غاية الأهمية وهو ما يستوجب تشجيع استخدام التكنولوجيا في تعليم الأطفال وإکسابهم المفاهيم والقيم المختلفة، وتقديم دورات تدريبية للمدرسين في لنشر ثقافة المواطنة الرقمية خاصة بين أطفال الروضة.
فإذا كان الوعى والعمل على التوعوية من مخاطر انهيار المجتمع القيمى ضرورة، فإن العمل على تضمين المناهج التعليمية مادة للرقمية الوطنية والقيمية والتربية الإعلامية بدءا من رياض الأطفال حتى الجامعات لمواكبة المتغيرات وللتحصين من الآفات المجتمعية والعالم الافتراضى وكذلك لمجابهة أخطار ومخاطر حروب الجيل الرابع والخامس..
والأهم، أن حماية قطار الأخلاق الحميدة من الانقلاب بحمولته، حتى لا يعاد تحميله بحمولة من الأخلاق الرديئة، فيضيع الاحترام ويصبح الوفاء هبلا والإخلاص خبلا والمروءة هطلا، وتنتشر البذاءة وتحل التفاهة في حياتنا..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة