باعت دار بونهامز للمزادات العالمية مشكاة مصرية، نادرة ومزخرفة بصورة إبداعية من مسجد ومدرسة السلطان سيف الدين صرغتمش بحى السيدة زينب فى القاهرة، حيث إن المشكاة حطمت الرقم القياسى كأغلى مصباح يتم بيعه فى العالم بعدما أعلنت الدار بيعه بنحو 6.5 ملايين دولار، وفي خلال السطور سوف نستعرض تاريخ فن المشكاوات.
فهي من أهم أدوات الإضاءة التي استخدمت في العصور الوسطى وخاصة في مصر والشام، وتعني كلمة (مشكاة) الزجاجة أو القنديل الذي يوضع فيه المصباح للحفاظ على نار المصباح من الهواء، وتحويلها إلى ضوء ينتشر في أرجاء المكان لينيره، وقد ورد ذكر المشكاة في القرآن الكريم "مثل نوره كمشكاة فيها مصباح".
كانت تستخدم لإنارة المساجد والأضرحة، وهي من الأمور الهامة التي أولاها سلاطين المماليك عناية فائقة، وكانت تُزين بآيات قرآنية وكتابات تاريخية، وقد كتبت هذه الزخارف الخطية بخط الثلث المملوكي أو الخط الكوفي المضفور على أرضية مورقة جميلة.
المشكاة تشبه في شكلها إناء الزهور، وتختلف ألوانها بين الأخضر والأحمر والأبيض والوردي، وهذا ما يضيف نوعا من الثراء الجمالي لحرفة الزجاجين.
وتتسم الكتابات على المشكاوات بعرض حقائق تاريخية واجتماعية وادعية وآيات قرآنية ، واسماء المكان ، الصانع وصاحبها، المالك، والتواقيع.
وتنفذ الكتابات على شكل أشرطة عريضة تلف جسم المشكاة ورقبتها وقاعدتها ويستخدم في الكتابة خط النسخ المملوكي وبأسلوب معروف ومميز لدى علماء الآثار والفنون ، ويمتاز بانه خط فخم وجميل حروفه انسيابية فيما حروف الالف واللام رشيقة، ونسبة متوازنة وقد يمزج الخط بزخارف نباتية او ازهار منخورة، او وحدات هندسية مكررة
وتتشابه المشكاوات بين مصر وسوريا من حيث الزخارف والصناعة، إلا أن صناعتها تدهورت وتراجعت في القرن (10هـ/16م) بعد أن تدهورت مجمل الأحوال الاقتصادية لدولة المماليك من جراء اكتشاف البرتغاليين لطريق رأس الرجاء الصالح، والذي تحولت إليه تجارة الشرق الأقصى والهند مع أوروبا.