يختبر الزمن صدق مشاعرنا وقوة أرواحنا، وحده الوقت الذى يمكن أن يكون مقياسًا شديد الدقة لتصرفاتنا وتفكيرنا ومنهج حياتنا، ميزان حساس للغاية، لا يحتمل سوى الذهب ليزنه، وليس أكثر من المشاعر ذهبًا نمتلكه.
في بعض الأحيان ينكسر ميزان المشاعر أمام تصرفات الطرف الآخر، حين لا يُقدر قيمة الموزون، فيضع حجارة على ميزان لا يتحمل قسوةً ولا وزنًا ثقيلا، حينها تتحطم الأرواح الزجاجية.
وقتها فقط نشعر بخيبة أمل كبيرة، لا تعوضها اعتذارات أو ندم، نكون حينذاك شعلة من نيران موقدة، تغلي من قسوة الموقف وانكسار الروح، نصمت صدمةً وليس عجزًا، ويتخلل الأرواح والمشاعر ارتباك لا نهائي.
تمر الأيام والليالي، ويخف من ميزان المشاعر قسوتها، ويعود لأرواحنا تدريجيًا بريق كان يلمع في العين فينير القلب، بريق القريبين لأرواحنا، يتحول الغضب إلى حنين، بعدما يشتاق الإنسان لظله.
في أوقات الحنين نصير كمن يريد أن يخبط بشدة على كتف الطرف الآخر، وهو يمعن النظر في عينيه، يقول في صمت أيضًا: لماذا الخذلان في وقت وهج القلب.
أعني من ذلك أن كل إنسان يمر بمواقف وتصرفات عديدة، يمكن للزمن أن يختبر قوة بقائها، وفي تلك الحالة لا يخلو أحدنا من مناوشات مع شخص غالي لديه.
في اليوم العالمي للرجل، يتاح لنا معشر النساء فرصة لنعبر بصدق عن مشاعرنا، ولكن لكل رجل ترك بصمة في حياتنا، آبائنا وأخواتنا وعائلتنا، وأيضًا من كانوا شركاء لأرواحنا، نخالطهم وهج القلب وننتظر إضاءة منهم.
نقول لجميعهم، وجودكم في حياتنا فارق ورحيلكم أحيانًا قاسٍ، لكن الأرواح لا تزال متلاقية، فقط علينا أن نزن القلوب بميزانها.