عند الحديث عن أهداف التنمية المستدامة يمكن القول إن الإعلام رغم أهميته لا زال مقصرا في تناول أهداف التنمية المستدامة وزيادة الوعي بها.
وهو ما يتطلب النظر إلى ضرورة تبني إستراتيجية إعلامية تستهدف زيادة مهارات الإعلاميين في تقديم أهداف التنمية المستدامة ال 17 بمهنية وموضوعية، وأيضا أشكال برامجية جاذبة ومتنوعة، والتأكيد على أهمية التنمية المستدامة لصالح الإنسان العربي، وأن الإعلام شريك فيها.
فعند الحديث عن رسالة الإعلام وأهداف التنمية المستدامة، ينبغي النظر لرسالة الإعلام العربي بدقة لتوضيح التزامه بالمهنية والموضوعية والمسؤولية المجتمعية، وصولا إلى تطبيقه لذلك قي تناوله لأهداف التنمية المستدامة ال 17.. فهذه الأهداف هي أهداف تمس المواطن العادي بدرجة أساسية، لإنها أهداف ساعية لجودة حياة الإنسان العربي وهو ما يجب أن يظهر في وسائل الإعلام المختلفة.
وهنا يمكن طرح مفهوم جديد يسمى "أنسنة الإعلام" في التنمية المستدامة:
من خلال تفعيل المنهج الإنساني في التناول الإعلامي وتغيير مفهومه في التعامل مع أهداف التنمية المستدامة، ليصبح أكثر شمولا من خلال التركيز على البعد الإنساني لأهداف التنمية المستدامة، باعتبارها الأهداف الإنسانية بصفة عامة من خلال جميع الأهداف السبعة عشر للتنمية المستدامة.
وجعله آكثر ارتباطا بالإنسان في التعامل مع أهداف التنمية المستدامة، من خلال أنسنة الإعلام، بأن يصبح أكثر اهتماما بالإنسان منه بالسياسات والقضايا العامة في مجال التنمية، من خلال فكر إعلامي إنساني يؤمن بأخلاقيات الإعلام، كما يؤمن فكر الأنسنة الإعلامية بحق الإنسان في إعلام يساند حقوقه الإنسانية في جودة الحياة.
ويجب عند تعامل الإعلام مع أهداف التنمية المستدامة توافر مجموعة من المعايير لتحقيق الجودة المهنية الاعلامية لدعم خطط التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030 في إطار تبني القيادة السياسية لهذه الأهداف ضمن توجهات بناء الإنسان ومنها المعايير السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
مع ضرورة الاهتمام بتأهيل الكوادر الإعلامية في مجال الإعلام البيئي لمفهوم متطور وفقا لمنهج أنسنة الإعلام المقترح يعتمد علي تطوير القوالب الاعلامية المستخدمة وعدم الاكتفاء بالبعد المعرفي المجرد، وبصفة خاصة زيادة استخدام القالب الدرامي في تقديم أهداف التنمية المستدامة بمفهوم مبتكر يعتمد على بناء الإنسان وتحقيق جودة أفضل للحياة.
وتوجيه الدعوة إلى جميع الجهات الشريكة لاعتماد هدف الشراكات المتعددة من أجل تحقيق التنمية المستدامة، من خلال تفعيل المسئولية المجتمعية، وبصفة خاصة للقطاع الخاص والمجتمع المدني.
وهنا يظهر عدد من النماذج الناجحة التي تم تقديمها في هذا الإطار ومنها مبادرة جسر أخضر للتعاون بين المنظمة العربية للحوار وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي، وكذلك مبادرة الإعلام الأخضر التي أطلقتها كلية اللغة والإعلام بالأكاديمية البحرية، بالتعاون مع المنظمة العربية للحوار وعدد من الجهات الشريكة ضمن حملة "اتحضر للأخضر" والحد من البلاستيك لضمان البيئة النظيفة والصديقة.
وكذلك يأتي الاهتمام بدمج أهداف التنمية المستدامة ضمن مناهج الإعلام الأكاديمي المختلفة وزيادة التطبيقات العملية في إطار هذه المناهج من أجل تأهيل جيل من الإعلاميين المتخصصين في هذا المجال.
وتفعيل دور الإعلام التنموي، واستخدام وسائل الإعلام الجديد لإقناع الرأي العام بضرورة التغيير الاجتماعي لتحقيق التنمية المستدامة، من خلال زيادة الوعي بأهدافها ونشر المعرفة لرفع الوعي بقضايا التنمية. وتبني استراتيجية قومية تنموية تحقق مصالح الدولة.
لربط أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الدولة بجهود الإعلام في التوعية، من منطلق أن قضية التنمية تمثل أهمية محورية للمجتمعات التي باتت تنشد التنمية المستدامة وتسعى لتحقيقها ومن بينها مصر، خاصة بسبب تداخلها مع مجالات أخرى متشابكة سياسية واجتماعية واقتصادية، و أهمية الإعلام في مناقشة ومعالجة مختلف القضايا والمشكلات.
وهناك علاقة وثيقة بين أهداف التنمية المستدامة والبيئة، ووُضعت قضية البيئة في إطار التنمية المستدامة منذ عام 1972 بشأن البيئة البشرية.
وترتبط جميع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة (SDGs) بطريقة ما بالبيئة. فأهداف التنمية المستدامة ذات الصلة المباشرة بالبيئة هي الهدف 6 (مياه نظيفة وصرف صحي)، الهدف 7 (طاقة نظيفة وبأسعار معقولة)، الهدف 11 (مدن ومجتمعات مستدامة)، الهدف 12 (استهلاك وإنتاج مسؤولان)، الهدف 13 (العمل المناخي)، الهدف 14 (الحياة تحت الماء)، والهدف 15 (الحياة على الأرض).
وتترابط مع أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر والبيئة الصديقة أهمية التحول إلى الاقتصاد الأخضر ودعم هدا التحول بقوة.
وهنا تأتي أهمية طرح رؤية استراتيجية طموحة تهدف إلى تعزيز التحول نحو الاقتصاد الأخضر من خلال الجهود الإعلامية، في سياق التزام القاهرة بالتنمية المستدامة وحماية البيئة، ويعكس دور الإعلام في توعية الجمهور وتشجيع التغيير نحو مستقبل أكثر استدامة.
وتشمل الرؤية الاستراتيجية عدة جوانب رئيسية تهدف إلى تحقيق أهداف الاقتصاد الأخضر، وتشمل التوعية، وتعزيز الحوار، وتعزيز الابتكار والتكنولوجيا، وتعزيز التشريعات والسياسات البيئية، وتعزيز المسؤولية الاجتماعية، وتعزيز الشراكات.
تهدف جهود التوعية إلى رفع مستوى الوعي بأهمية الاقتصاد الأخضر وفوائده، وتسليط الضوء على التحديات البيئية التي تواجه المجتمعات الحديثة،ويمكن تحقيق ذلك من خلال استخدام وسائل الإعلام المختلفة مثل التلفزيون والإذاعة والصحافة ووسائل الإعلام الاجتماعية.
وتعزز الرؤية أيضًا دور الحوار العام في تحقيق التغيير نحو الاقتصاد الأخضر، حيث يمكن تنظيم مناقشات وبرامج تلفزيونية ومقابلات مع خبراء ومتخصصين في المجال لتبادل الأفكار وتبني الروح الاستدامة.
تعزز الرؤية التكنولوجيا والابتكار في مجال الاقتصاد الأخضر، وتسلط الضوء على الابتكارات التكنولوجية الجديدة والمشاريع النموذجية التي تعزز التنمية المستدامة، وتحافظ على البيئة، وتشجع الرؤية التشريعات والسياسات البيئية التي تدعم النمو المستدام وتحفز الاستثمار في القطاعات الخضراء، وتسلط الضوء على السياسات الحكومية التي تعمل على حماية البيئة وتعزيز التنمية المستدامة.
وتعزز الرؤية المسؤولية الاجتماعية والبيئية للشركات والمؤسسات، وتسلط الضوء على الشركات التي تتبذل جهود مستدامة وتتبنى مبادرات صديقة للبيئة. وتشجع على تبني الممارسات الأخضر في الأعمال والإنتاج والاستهلاك.
وتعمل الرؤية على تعزيز الشراكات بين القطاع العام والقطاع الخاص والمجتمع المدني والمؤسسات الأكاديمية والبحثية، حيث يمكن تحقيق نتائج أكثر فعالية من خلال التعاون والتنسيق بين جميع الأطراف المعنية.
تعكس هذه الرؤية استراتيجية شاملة لدعم التحول نحو الاقتصاد الأخضر في القاهرة، وتسعى إلى تحقيق التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة من خلال قوة الإعلام وتأثيره في تشكيل الرأي العام وتوجيه السلوكيات.
من أجل تحقيق التغيير الإيجابي والمستدام، وتعزز الوعي وتشجع على اتخاذ إجراءات فعالة لتحقيق الاقتصاد الأخضر.
ومن المهم أن تتسق رسالة الإعلام مع أهداف التنمية المستدامة بمعناها الحقيقي، من خلال تعزيز رسالة الإعلام في التنمية المستدامة، ورفع مستوى المواطن بتأكيد التزام الإعلام بالمهنية والموضوعية والمسؤولية المجتمعية، وصولا إلى تطبيقه لذلك قي تناوله لأهداف التنمية المستدامة المختلفة، مع القناعة بأن هذه الأهداف هي أهداف تمس المواطن العادي بدرجة أساسية، فهي أهداف ساعية لجودة حياة الإنسان، وهو ما يجب أن يظهر في وسائل الإعلام المختلفة، حتى تستطيع الدولة الاستمرار في القيام بمهامها الكبرى في تحقيق إنجازاتها الكبيرة المتقدمة في ملفات التنمية المستدامة وبناء الجمهورية الجديدة والتي تسعي في المقام الأول إلى جودة حياة الإنسان المصري ركيزة البناء والتنمية وصانع المستقبل
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة