مصر من الدول التى تمتلك قوة بشرية واقتصادية وعسكرية.. فعند ذكر الحضارة الإنسانية وفتح كتب التاريخ نجد فى مقدمته بطولات المصريين على مر التاريخ، وقد تعلمنا من قراءة المشهد الإقليمى والدولى أنه كلما نهضت مصر واستقرت استقر محيطها الجغرافى وضعف تدخل القوى الإقليمية والدولية فى المنطقة العربية ضمن منطقة الشرق الأوسط.
وتمتلك مصر رؤية متكاملة للصراعات والأزمات الإقليمية والدولية، وتحترم مصر وتدعم الدولة القومية وقد ساعدت مصر ثورات التحرر فى المنطقة العربية فترة الخمسينيات والستينيات، وساهمت فى تعليم ونهضة دول المنطَقة وقد أوقفت مصر مخطط الشرق الأوسط الكبير، وتعمل بجهد وإخلاص لعدم تصفية القضية الفلسطينية.
ومنذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى حكم مصر ويعمل جاهدا على ترسيخ الديمقراطية، وبناء الوطن، وتحقيق الأمن بالتنمية فى تجربة مصرية خالصة سيتكلم عنها التاريخ، عندما يكشف الستار عن حجم التحديات والإشكاليات التى تواجه الأمن القومى المحلى والإقليمى والدولى.
وبفضل الله تعالى ووحدة الشعب المصرى وتضحيات أبنائه من رجال الجيش والشرطة تم ترسيخ ركائز الاستقرار، وعادت مصر إلى دورها الريادى والقيادى والتاريخى فى المنطقة، وتعتبر مصر بوابة العبور لحل الأزمات والصراعات فى المنطقة والعالم منذ ثورة 30 يونيو وحتى إلى ما شاء الله تعالى.
وتتسم القيادة السياسية المصرية بوضوح الرؤية والثبات الانفعالى والصدق والقدرة على اتخاذ القرار بفضل الله تعالى فى كافة المسارات والقضايا الداخلية والإقليمية والدولية.
فمصر بحكم موقعها الاستراتيجى تنتمى جغرافيا لعدة مسارات ومنها المسار الأفريقى والمسار العربى والمسار الأورومتوسطى.. ومع عودة مصر لدورها القيادى عربيا وإقليميا ودوليا وتحقيقها الأمن بمفهومه الشامل بالتنمية فى تجربة مصرية خالصة تجنى ثمارها فى احترام وتقدير العالم لدورها الإقليمى والدولى.
ونرى جميعا توازن العلاقات المصرية مع جميع القوى الدولية فى العالم، فمصر توازن علاقاتها الدولية ومصالحها فى إطار الاحترام المتبادل وعدم التدخل فى الشؤون الداخلية للدول، وتحظى مصر بتقدير واحترام جميع القوى الكبرى حول العالم.
وتمثل دعوة الرئيس البرازيلى للقيادة السياسية المصرية لحضور قمة العشرين اعتراف ضمنى وواقعى بمكانة مصر وما تم بها من استقرار وتنمية خلال العقد الماضي وحتى الآن فالعلاقات بين الدول لا تحكمها العواطف والامنيات بل تحكمها الحقائق والإنجازات.
وتمتلك مصر رؤية واقعية لجميع مشاكل وأزمات منطقة الشرق الاوسط والعالم وركائز الرؤيا المصرية مبنيه على احترام الحقوق المشروعة مع طرح حلول قابله للتحقيق تحترم إرادة الشعوب فى إطار الدولة القومية والمصالح الوطنية للدول.
ومن خلال تلك الرؤيا نجد أن مصر تنظر لحل الصراع الفلسطينى الإسرائيلى فى إطار حل الدولتين، مع حتمية وحده الفصائل الفلسطينية، وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وتتمحور الرؤية المصرية حول لبنان على حتمية انتخاب رئيس يتوافق حوله جميع القوى اللبنانية مع وجوب المصالحة والاتفاق فى اطار رؤية تتيح تطبيق القرارات الأممية بشان إيقاف اطلاق النار بين إسرائيل ولبنان مع ضرورة العودة للدولة القومية.
وتتمحور الرؤيا المصرية حول سوريا على احترام الدولة القومية وانسحاب جميع القوى الاجنبية من الأراضى السورية وعوده الوحدة بين جميع القوى الوطنية السورية فى إطار وطنى توافقى يتفق عليه الجميع مع ضرورة أحياء المحور التفاوضى بين سوريا وإسرائيل لعودة الجولان المحتل إلى الاراضى السورية.
وتتمحَور الرؤيا المصرية حول ليبيا على وحدة الأراضى الليبية ووحدة المؤسسات، بحيث يكون فى ليبيا حكومة واحدة ومجلس تشريعى واحد مع ضرورة أجراء انتخابات رئاسيه بتوافق ليبيى كامل مع ضرورة مغادرة القوى الخارجية للاراضى الليبية مع حتمية الحفاظ على الجيش الليبى بتوافق كامل بين القوى السياسية فى اطار الدولة القومية.
وتتمحور الرؤيا المصرية حول السودان على إنها دولة جوار مباشر مثل ليبيا وفلسطين وتقع داخل نطاق الأمن القومى المصرى، وبالتالى لابد من وقف الصراع العسكرى بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع وعودة العملية السياسية وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية بتوافق وطنى بين جميع القوى الوطنية بعيدا عن أى تدخل أجنبى.
وتتمحور الرؤية المصرية حول دول الخلج العربى أنها ضمن نطاق الأمن القومى المصرى، وأن مصر بحكم التاريخ والعروبة ملتزمة بالحفاظ على أمنها واستقراراها، وقد لخص السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى السياسة المصرية تجاه دول الخليج فى جملة "مسافة السكة".
وفى الختام لابد أن يعلم الجميع أن السياسة هى ترجمة لقدرات الدولة الشاملة فى محيطها القومى والإقليمى والدولى، والقوى الكبرى حول العالم إذا أرادت استقرار منطقة الشرق الأوسط، فلابد لها من احترام الرؤية المصرية والتعاطى معها كونها مبنية على تفهم كامل لكافة الأبعاد والمستويات، وكون السياسة المصرية تتعامل بصدق وشرف.. فما تقوله فى الغرف المغلقة متطابق مع ما يتم إعلانه أمام وسائل الإعلام.
فجمهورية مصر العربية على مر التاريخ هى رمانة الميزان فى المنطقة العربية ضمن منطقه الشرق الأوسط وقوه مصر واستقرارها عامل أساسى فى نشر الاستقرار والسلام فى مختلف بلدان العالم وما تقوم به القيادة السياسية من إجراءات ومشروعات تنموية فى ظل توافق وطنى جعل من مصر واحة أمن وأمان فى ظل إقليم مضطرب وعالم متغير تحكمه ازدواجية المعايير فى ظل غياب آليات تطبيق القانون الدولى وضبابية دور المنظمات الأممية فالعالم يعيش فترة مخاض صعبة للتحول من عالم أحادى القطبية إلى عالم متعدد الأقطاب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة