أكد اللواء دكتور خالد مبارك محافظ جنوب سيناء أنه لا صحة لما تردد حول وجود مخطط لإخلاء دير سانت كاترين مجددًا التزامه بدعم دير سانت كاترين وجميع المعالم الأثرية والدينية بالمحافظة، بما يحقق التوازن بين التنمية والحفاظ على التراث الإنساني والحضاري والثقافي، وفى هذا التقرير نتعرف على الأهمية التاريخية والثقافية لدير سانت كاترين.
ماذا يعنى اسم الدير؟
اسمه الفعلي هو "دير الله المقدس لجبل سيناء". تم بناؤه بأمر من الإمبراطور البيزنطي جستنيان الأول (527-565 م) في 548-565 ميلادي لإيواء الرهبان الذين كانوا يعيشون في شبه جزيرة سيناء منذ القرن الرابع الميلادي.
استشهدت القديسة كاترين في أوائل القرن الرابع الميلادي حيث يحمل الدير اسمها لإكتشاف رهبانها جسدها بالقرب من جبل سانت كاترين في القرن التاسع الميلادي ، حيث تم وضعه من قبل الملائكة بعد استشهادها.
ويشتمل الدير على هياكل متعددة أهمها كنيسة تجلي السيد المسيح المخلص ، والتي تضم في حد ذاتها تسع كنائس أصغر. إحدى هذه الكنائس هي الكنيسة المحترقة التي تكلم عندها الله مع النبي موسى. يشتمل دير سانت كاترين أيضًا على عشر كنائس أخرى ، وأماكن إقامة الرهبان ، وقاعة طعام ، ومكبس زيتون،وصناديق عظام الموتى، ومسجد فاطمي من القرن الثاني عشر الميلادي ، ومكتبة تضم كتبًا نادرة و 6000 مخطوطة.
دير سانت كاترين من المواقع المدرجة في اليونسكو
تأسس الدير في القرن السادس وهو الدير المسيحي الأقدم الذي حافظ على وظيفته الأساسيّة، فجدرانه ومبانيه ترتدي أهميّةً بالغةً لدراسة الهندسة البيزنطيّة.
تم إدراجه عام 2002، ويقع دير سانت كاترين عند قدم جبل حورب، المذكور في العهد القديم، حيث حصل نبى الله موسى على لوحة الوصايا، والمنطقة مقدّسة للديانات السماويّة الثلاث المنتشرة في العالم أجمع، أي المسيحيّة والإسلام واليهوديّة.
مكتبة دير سانت كاترين
تعد مكتبة دير القديسة كاترين مع كتبها ومخطوطاتها النادرة واحدة من أهم المكتبات المرتبطة بأي دير وتقع في مبنى قديم إلى الجنوب من كنيسة تجلي السيد المسيح المخلص وتحتوي على حوالي 6000 مخطوطة حول مواضيع مختلفة بما في ذلك الدين والتاريخ والجغرافيا والفلسفة يرجع تاريخ أقدمها إلى القرن الرابع الميلادي.
تحتوي مجموعة المخطوطات في المكتبة على العديد من اللغات ، بما في ذلك 2،319 باللغة اليونانية و600 باللغة العربية و284 باللغة اللاتينية، و86 باللغة الجورجية.
وقد انطلق مشروع لحفظ المكتبة تم الانتهاء منه في نوفمبر 2017 شمل مخطوطة طبية من القرن الخامس إلى السادس من القرن العشرين تضمنت مقتطفات من أعمال أبقراط بالإضافة إلى أعمال مؤلف مجهول مجهول حتى الآن.
مخطوطات دير سانت كاترين
مكتبة دير سانت كاترين تمد العالم بالعديد من الاكتشافات فالمخطوطات التى توجد بالمكتبة والتى خضعت مؤخرا للمعالجة الرقمية تبوح بأسرار تعود إلى العصور القديمة.
وقد ظهر مؤخرا دليل جديد على مدى مصداقية فهرس النجوم المفقود لعالم الفلك اليوناني القديم هيبارخوس بفضل التصوير متعدد الأطياف لمخطوطة طِرس وما تلاها من فك لرموز مخطوطة دير سانت كاترين التى يبلغ عمرها مئات السنين ويسمح بإحراز تقدم كبير في إعادة بناء فهرس هيبارخوس للنجوم وفقا لدراسة بريطانية قادها خبير علوم الفلك البريطانى بيتر ويليامز.
وتؤكد المخطوطة التى كانت موجودة في دير سانت كاترين أن فهرس النجوم قد تم وضعه في الأصل على أساس إحداثيات استوائية، وأن فهرس النجوم لبطليموس لم يكن يعتمد فقط على بيانات من فهرس هيبارخوس، وأخيرًا يتوافق الدليل العددي المتاح في المخطوطة مع الدقة الحقيقية بفارق درجة واحدة عن الإحداثيات النجمية الحقيقية ، مما يجعل فهرس هيبارخوس أكثر دقة بكثير من فهرس خليفته كلوديوس بطليموس.
واشتهر فهرس النجوم المفقود لهيبارخوس في تاريخ العلم باعتباره أقدم محاولة معروفة لتسجيل الإحداثيات الدقيقة للعديد من الأجرام السماوية التي يمكن ملاحظتها بالعين المجردة والأدلة على محتوى هيبارخوس نادرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة