يدرس الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب عدة مرشحين لقيادة وزارة الخزانة وهو المنصب الذي يتضمن جهود خفض الضرائب في الكونجرس، وإدارة المفاوضات التجارية مع الصين، والإشراف على سوق السندات الأمريكية التى تبلغ 30 تريليون دولار.
ووفقا لنيويورك تايمز، يبحث ترامب عن شخص مستعد لتنفيذ خططه التي وصفتها بغير التقليدية مع الحفاظ في الوقت ذاته على مصداقية لطمأنة الأسواق، وهذا المزيج من الصفات ليس من السهل إيجادها.
قال لورانس إتش سامرز، وزير الخزانة في إدارة الرئيس السابق بيل كلينتون: "أعتقد أن ترامب يواجه مشكلة تتمثل في رغبته تحقيق أمرين متناقضين، إذ يريد شخصاً يكون موالياً بشدة، وفي الوقت نفسه يريد شخصاً يبعث الطمأنينة فى الأسواق. ونظراً لقلق الأسواق من أجندة الرسوم الجمركية، يصعب تحقيق كلا الأمرين".
وخلال الأيام القليلة الماضية، درس ترامب عدة مرشحين لهذا المنصب، حيث ترتفع وتنخفض فرصهم بين ساعة وأخرى، وهناك مرشحان هما الأوفر حظاً حالياً لتولي منصب وزير الخزانة هما سكوت بيسنت، الملياردير مدير صندوق التحوط، وكيفن وورش، العضو السابق في مجلس الاحتياطي الفيدرالي، كما يعتبر مارك روان، الرئيس التنفيذي لشركة "أبولو جلوبال مانجمنت"، أحد المرشحين لهذا المنصب.
وقالت الصحيفة ان ترامب يحتاج الى وزير يحظى بالاحترام في أوساط الشركات الامريكية ويمكنه تحقيق التوازن بين دعم الرسوم الجمركية وعدم الظهور كمن يسعى لإشعال حرب تجارية واسعة قد تؤدي لانهيار الاقتصاد العالمي.
وينما يواصل ترامب ومستشاروه دراسة المرشحين لهذا المنصب، أصبح الإيمان بجدوى الرسوم الجمركية أولوية رئيسية. وكان ستيفن منوتشين وزير الخزانة الأول لترمب، غالباً ما يعارض زيادة الرسوم على الصين، ويحذر من تأثيراتها المحتملة على الأسواق.
من ناحية أخرى، أشار المرشح للمنصب بيسنت مؤخراً، إلى أن تهديدات ترامب بفرض الرسوم هي استراتيجية تفاوضية قصوى تهدف إلى تأمين اتفاقيات تجارة حرة أفضل، معرباً عن قلقه من انتهاك قواعد منظمة التجارة العالمية، وأدت هذه التصريحات إلى انتقادات من البعض الذين يرون أن بيسنت ليس مؤمناً حقيقياً بسياسات الرسوم الجمركية، أو كما وصفه الملياردير إيلون ماسك، بأنه "اختيار تقليدي".
قال ماسك، الذي أعرب عن دعمه لترشيح لوتنيك لهذا المنصب، على وسائل التواصل الاجتماعي، السبت الماضي، إن "النهج التقليدي يدفع أمريكا نحو الإفلاس، لذا نحن بحاجة إلى تغيير بطريقة أو بأخرى".
وبالنسبة لترامب، قد ينتهي القرار في النهاية إلى اختيار الشخص الذي يثق أكثر في ولائه. وقال ستيفن مور، الاقتصادي في مؤسسة هيريتيج والمستشار لحملة ترامب الأولى، إن "تارمب يستفيد من المساعدين الذين يحاولون توجيهه بعيداً عن ارتكاب الأخطاء، لكنه تعلم إعطاء الأولوية لتعيين الأشخاص الذين يؤمنون بسياساته".، وأضاف: "إذا كنت ستعمل مع ترامب، فعليك أن تكون متفقاً تماماً مع أجندته".