أكرم القصاص يكتب: محمد صلاح.. نجومية بالطموح ووطنية ببساطة وثقافة بالفطرة

الجمعة، 22 نوفمبر 2024 10:00 ص
أكرم القصاص يكتب: محمد صلاح.. نجومية بالطموح ووطنية ببساطة وثقافة بالفطرة أكرم القصاص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بمناسبة الجدل الذى أثاره البعض حول النجم ليفربول محمد صلاح، وما أعلنه فى معرض الشارقة للكتاب، حيث تتم استضافته كنجم ومؤثر وقدوة، الواقع أن محمد صلاح تحدث كالعادة على طبيعته وعلاقته بالقراءة، وكالعادة تحدث النجم الكبير ببساطة ومن دون تكلف أو ادعاء، عن الدور الذى لعبته القراءة فى تطوير سلوكه وشخصيته، وقال أمام رواد معرض الشارقة للكتاب، «أقرأ كثيرا، وأشاهد العديد من الفيديوهات حتى أتعلم».


وقال إنه « فترة احترافى فى نادى تشيلسى الإنجليزى عام 2014، كنت أجلس على دكة الاحتياطى كثيرا وقررت عدم إلقاء اللوم على الظروف وكونى عربيا مصريا، واتجهت للقراءة، وبدأت «أبص» للحياة من منظور آخر، وبدأت أتعلم وأرى ماذا يفعل الشخص الذى يريد أن ينجح فى مجال ما، جعلتنى القراءة لاعبا أفضل، والشخص الذى أنا عليه الآن، وقال إنه يقرأ فى علم النفس، والتاريخ، «الإنسان عندما يفهم نفسه يصبح أفضل مما كان عليه سابقا»، والقراءة تلهمك وتعلمك كيف تتدرب وتأكل وتشرب، وتكسبك عادات صحية».


وقال صلاح إنه بدأ بقراءة كتب الدكتور مصطفى محمود والدكتور إبراهيم الفقى، وتحدث عن كونه تعلم أن يعيش الحياة بطريقته وليس بالطريقة التى يريده الآخرون أن يعيشها، وأن من يريد أن ينجح يفعل ذلك لأنه يريد النجاح وليس لأنه يضع شخصا فى اعتباره ليكون أفضل منه» من يتفوق يفعل ذلك لأنه يريد النجاح وليس لأنه يريد أن يصبح أفضل من فلان».


صلاح قال إنه يقرأ للكاتب الكبير نجيب محفوظ، ولغيره وأن القراءة فى حد ذاته تعليم وخبرة وتوجيه، وسبق وظهر محمد وهو يقرأ فى كتب متنوعة، منها « فن اللامبالاة» لعيش حياة تخالف المألوف،  للكاتب مارك مانسون هو كتاب فى التنمية البشرية، يتحدث فيه عن أن الإنسان لا يجب بالضرورة أن يكون إيجابيا طوال الوقت وأن المفتاح إلى بشر أكثر قوة وسعادة كامن فى التعامل مع الشدائد تعاملاً أفضل. وقد وجه مؤلف الكتاب الشكر للنجم « مو صلاح»، لما سببته صورته فى رفع نسب مبيعات الكتاب وتصدره لمحركات البحث الإلكترونى فى العديد من دول العالم، وظهر ومعه كتاب «محاط بالحمقى»، للكاتب توماس اريكسون، فى عالم ملىء بالتحديات والتعقيدات، يبحث الكثيرون عن الفهم والوعى الذاتى الذى يمكن أن يمنحهم رؤى أعمق وفهما أكبر للحياة، وأيضا كتاب « الملك الذهبى»، الذى يتحدث عن توت عنخ آمون الذى أصبح ملكا حيث كان مجرد طفل عندما اعتلى عرش الأرضين ومات قبل أن يصل إلى ريعان شبابه، أو كتاب « فكر وازدد ثراء» من كتب المساعدة الذاتية الحديثة، تأليف نابليون هيل، وأيضا كتاب كفاح طيبة لنجيب محفوظ، وغيره.


المهم أن ذكر محمد صلاح لأسماء كتاب فى التنمية البشرية أو لا يعجبون الجميع، أثار عليه هجمات وانتقادات، من بعض مدعى العمق، أو من فصائل اعتادت مهاجمة صلاح، مع كل نجاح وكل خطوة أو موقف، خاصة أن محمد صلاح اعتاد بالفعل أن يتصرف بما يراه، ويمتلك نوعا من الفطرة، تجعله يمارس حياته بشكل متوازن ومن دون ارتكاب الأخطاء المتعلقة بالنجومية، وقد رد كثيرون من المثقفين على من هاجموا صلاح، بسخرية: هل يجب أن يذكر كتب رأس المال، أو ماركيز ليكون مرضيا عنه.


الواقع أننى شخصيا بالرغم من أننى لست من المتعصبين لكرة القدم، وأعتبر التعصب مرضا، لكن أتابع بإعجاب تجربة محمد صلاح، والذى ينتمى إلى نفس  بلدتى، بسيون، وهو من قرية نجريج التى تتبع مركز بسيون، وأعرفه وأعرف أسرته وأصدقاءه، وتحدثنا مرات، وبيننا معارف وأصدقاء مشتركون، وأرى أن صلاح الذى خرج من أسرة متوسطة، نجح فى أن يصنع لنفسه مكانة لم يصل إليها أى لاعب مصرى أو ربما عربى من قبل فى عالم الاحتراف، فقد طور من أدائه، وقدراته وسلوكه واندمج فى مجتمع أوروبا من دون أن يتخلى عن طريقة حياته، بل إن صلاح ومن دون جهد انتصر على كل منافسيه المعلنين وغيرهم،  فهو من النجوم الكبار جدا فى المجتمع البريطانى، من خلال مواقفه مع أطفال وكبار ومن ذوى القدرات،  بجانب أنه قدم صورة معتدلة لشاب متدين من دون تعصب، وهو أمر عالج كثيرا من أمراض الأنواع المتطرفة التى أساءت للعقائد، وقد رأيت بنفسى صورة مصر فى مناطق مختلفة بلندن ما إن تذكر مصر حتى يشير محدثنا إلى  الأهرام أو القاهرة أو الآثار ومعهم « مو صلاح»، الذى يفخر دائما بمصريته وعروبته، ويفعل كل ذلك بهدوء وتواضع.


محمد صلاح قدم وما زال الكثير من أعمال الخير لمدارس ومراكز شباب ومستشفيات فى مركزه وقريته ومحافظته، وتبرعات لجهات كثيرة، داخل مصر وحولنا، من دون ادعاءات، حسن لغته العربية، وتعلم الإنجليزية ويتحدثها بشكل جيد، ثم  لغات أخرى، كل هذا من دون أن يتخلى عن تدريباته إلى جانب احتفاظه بخصوصياته وأسرته وحياته بعيدا عن الأضواء بتوازن دقيق، كل هذا يجعل محمد صلاح نموذجا نادرا لنجم طموح وقدوة، فى اللعبة الأكثر شعبية بالعالم، وهو لم يدع أنه مفكر أو أديب، وليس « بتاع كله»، احترم لعبته ونفسه وتقاليده ومجتمعه وبلده، فحاز كل هذا الاحترام.


 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة