تحدث المخرج بسام مرتضى عن كواليس فيلمه "أبو زعبل 89" الذى ينافس ضمن أسبوع النقاد الدولى بالدورة الـ45 من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، معبرا عن سعادته البالغة بعرض الفيلم ضمن فعاليات المهرجان، وإقبال الجمهور الكبير عليه، فضلا عن حصده إشادات واسعة من النقاد والصناع، خاصة أنه يخوض به تجربة شخصية، ويستعرض حادثة اعتقال والده محمود مرتضى عام 1989، وتأثير ذلك على الأسرة بأكملها وترابطها.
وقال بسام مرتضى، خلال حواره لـ"اليوم السابع"، إنه تأثر للغاية بعرض الفيلم ضمن فعاليات المهرجان، خاصة بعد رحلة الـ7 سنوات التى خاضها فى التحضير له، وأن اختياره للمنافسة ضمن الدورة الـ45 من المهرجان بمثابة تحقيق الحلم، وتفاعل الجمهور فى القاعة مع عرضه الأول من المعجزات التى شاهدها، لافتا إلى أنه تأثر كثيرا بالحضور الجماهيري للعرض، فضلا عن حرص عدد كبير من النجوم والفنانين والصناع على حضوره ودعمه، خاصة بعد المجهود والتعب الكبير الذى بذله لإيصال الفيلم إليهم.
وعن كواليس استغراقه 7 سنوات للعمل على الفيلم، أشار إلى أن الفرصة الإنتاجية للأفلام التسجيلية فى مصر صعبة، وكان لا بد أن يتواجد معه عدد من السينمائيين المتحمسين للفيلم ويتعاملون معه كمشروع عمرهم، لافتا: "وهذا ما حدث معي أثناء التحضير للفيلم، إذ أن كل كرو الفيلم من ممثلين وصناع حرصوا أن يوهبوا سنوات من عمرهم للفيلم، وإخلاصهم وتضحيتهم الكبيرة ومشاركتهم لي، ساعد في خروج الفيلم للنور".
وعن مشاركة الفيلم فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى عرضه العالمى الأول بالتوازى مع مشاركته أيضا فى فعاليات مهرجان أمستردام للأفلام الوثائقية، قال: "بعد صبر وعمل طويل، كنا ننتظر كيفية خروج الفيلم إلى الناس، وأن يعرض حاليا عالميا في أكثر من مهرجان دولي كبير، مثل مهرجان القاهرة السينمائي وبلد الفيلم، ومهرجان أمستردام للأفلام الوثائقية وهو واحد من أكبر المهرجانات التسجيلية في أوروبا، فحضور الفيلم حاليا المهرجانين وأنه يتعرف عليه جمهورين مختلفين شيء مؤثر وكبير جدا".
وتابع: "أعمل طول عمري على أفلام تسجيلية عن أشخاص لا أعرفها جيدا، لكنهم دائما ما يفاجئونا بمشاركة أشياء خاصة عن أنفسهم، ومساحات خاصة عن تجاربهم، وهذا شجعني أن تأتي اللحظة التي أشارك فيها الناس قصتي الخاصة، وقصة عائلتي، خاصة أن السينما التسجيلية دائما ما تشجعنا لنراجع أنفسنا من جديد، وشعرت في هذه اللحظة أنني أحتاج أن أحكي وأن أراجع نفسي مجددا".
وعن تحمس والده للمشاركة في الفيلم، أوضح: "الحادثة التي نناقشها في الفيلم دائما ما نتحدث عنها بشكل عائلي، وعندما أخبرت والدي عن فكرة الفيلم تحمس لها في البداية، لكنه كان لا يعلم بأي تصور، وكان من المفترض أن نبقى لوقت طويل نعمل على فكرة الفيلم وتفاصيله الخاصة، خاصة أنني لا أرغب في أن يظهر للناس كالأفلام الوثائقية التليفزيونية كأنه "إنترفيو"، كنت أحتاج أن يظهر أمام الناس والجمهور، وأن يشاهدوا والدي الذي أعرفه، استغرقنا وقتا كبيرا حتى نخرج في النهاية بالشكل الذي نرغب في أن يظهر به، وأن تكون الكاميرا جزء من حياتنا، ونتعامل ونبنى الفيلم سويا، وهذا ساعده في أن يكتشف نفسه من جديد، ونكتشف علاقتنا ببعض"، مؤكدا أن والده كان يرى الفيلم وقت عرضه في المهرجان لأول مرة، لأنه رفض الاطلاع على النسخ السابقة منه وقت التحضير.
وعن ظهور والدته الراحلة في الفيلم، أوضح أن والده تفاجأ بظهورها لأنه لم يتطلع على ظهور باقي شخصيات الفيلم، خاصة أن والدته رحلت وقت التحضير، وهذا ما أوقفه لفترة من الوقت، مشيرا: "بالنسبة لوالدي حضور والدتي من جديد، ويشاهدها على الشاشة لأول مرة تعاتبه وتلومه، شيء معقد ومؤثر وثقيل على قلبه، ولكن أن يرى الشخص نفسه مجددا على الشاشة هو سحر السينما التسجيلية".
وعن مشاركة الفنان سيد رجب في الفيلم، أشار دائما ما أقول إنني أحد جمهور سيد رجب، لأنه ممثل عظيم وجبار، وحكاء بارع، ولديه قدرة مذهلة على التواصل مع الجمهور، سيد رجب كان صديقا لوالدي وفى فترة العمل على الفيلم، اكتشفت بالصدفة أنه كان مع والدي في نفس الحبسة، وأنه لديه حكايات عن تلك الفترة، ذهبت إليه وتحدثت معه عن كيفية أن وجوده وحكاياته سوف تفتح آفاق جديدة للفيلم، ومختلفة، وانني سوف أتمكن من مزج أنماط وأشكال مختلفة من السينما التسجيلية والأرشيف والأشياء الروائية، تحمس للغاية وأخبرني انه سيشارك في تلك التجرب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة