حالة من الصدمة الشديدة فى الداخل الإسرائيلى بعد أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتى اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه المقال يوآف جالانت.
يعتبر هذا القرار من القرارات التى سيسجلها التاريخ ضد كيان الاحتلال الإسرائيلي وما ارتكبه من جرائم ومجازر في حق الشعب الفلسطيني على مدار76 عاما، وأخرهم مجازر قطاع غزة التى أدت إلى استشهاد أكثر من 40 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 100 ألف أخرين.
هذا العدد الكبير من الشهداء والمصابين والتعامل الإجرامى من قبل الاحتلال الإسرائيلي مع الفلسطينيين وممارسة أفصى درجات العنف والاضطهاد واستخدام سلاح الجوع كان كفيل أن يغير وجهة نظر الدول الغربية وأوروبا الداعمة بشكل كبير لدولة الاحتلال.
هناك تحول كبير في سياسة تلك الدول جهة الكيان المحتل، فنجد فرنسا وكندا وإيطاليا وهولندا وبلجيكا والعديد من الدول الأوروبية التي كانت داعمة لهذا الكيان أصبحت الأن فى حالة رفض لما يقوم به نتنياهو من جرائم ضد الفلسطينيين وأعلنوا ترحيبهم بقرار الجنائية الدولية ضد نتنياهو وجالانت.
لكن دعونا نقول أن محاسبة الذات أكثر ما يؤلم، فلا يوجد إهانة أو ذل أكبر من أن المحكمة التي أنشئت من أجل إنصاف إسرائيل، هي اليوم التي تقوم بوضعها في قفص الاتهام.
فأكثر ما يؤلم كيان الاحتلال الإسرائيلي الآن هو أن تل أبيب أصبحت قضاياها يتم عرضها وإصدار فيها أحكام من محكمة تم إنشائها أصلا لكى تحقق العدالة لأجدادهم وأسلافهم بسبب مجازر النازية فى حقهم ،ونجد اليوم نفس المحكمة تقوم بمحاكمتهم بسبب المجازر والجرائم التى يرتكبوها فى حق الشعب الفلسطيني.
فلا شك أن قرارات المحكمة الجنائية الدولية ستزيد من عزلة دولة الاحتلال الإسرائيلي دبلوماسيا واقتصاديا، بشكل كبير فى وقت تحتاج فيه إلى وقوف كل حلفائها بجانبها.
فقد أضاعت حكومة نتنياهو الكثير من الفرص على دولة الاحتلال فى أن تعيش فى سلام فى الشرق الأوسط ، فلا شك أن حل الدولتين هو الحل الوحيد لإحلال السلام والاستقرار في المنطقة، فكل الدول الغربية، أصبحت فى حالة تحول سياسى كبير تجاه دولة الاحتلال، فيجب أن يكون الحكومة الإسرائيلية الحالية أو القادمة حال انتهاء الحرب والإطاحة بنتنياهو أن تكون على قدر من الوعى بأن فرض الأمر الواقع، لا يمكن أن يكون حلا للقضية، بل الحل الأمثل هو حل الدولتين حتى يتم إرساء السلام فى المنطقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة