يعتبر الطلاق أمر شائك ودائما ما تبتعد الكنيسة اللجوء إليه باعتباره سر مقدس في الكتاب، كما يوجد اختلافات في تفسيرات الكنائس بشأن الطلاق، ولكن بشكل عام، يشدد التقليد المسيحي على قيمة الوفاء بالعهد والزواج، فالطلاق أمر غير مرغوب ويستبعد الاستناد إليه في كل الحالات.
في هذا الصدد تواصل "اليوم السابع" مع مصادر من الطوائف المختلفة لتوضيح الأمر، إذا قال مصدر كنسي إنه تقضى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مجالس الأحوال الشخصية بفصل الزيجة في حالات البطلان لأسبابه المعروفة أو الغش أو الإكراه وخلافه، وحالات الزنا، وأيضا تغيير الدين لأحد الطرفين.
وأكد أن الكنيسة الآن تقر الفرقة، شرط حدوث واقع مثبت ببعد أحد الطرفين تماما عن الطرف الآخر والأسرة مدة متصلة ثلاث سنوات بدون أولاد وخمسة سنوات فى حالة وجود أولاد، كما تكون الفرقة لأسباب تمنع استمرار الحياة الزوجية مثل الإدمان والعنف المفرط أو الزنا الحكمي لوجود قرائن مثبته تدل على فعل، مضفيا أن فى كل الاحوال تدرس كل حالة على حدى وفى حال إثبات حق أحد الطرفين فى التصريح أو كلاهما يقتضى الأمر انقضاء عقد الزيجة المدني، وفى الوقت الحالي يستلزم الأمر فى غير حالات البطلان والزنا تغيير أحد الطرفين الملة لتفصل المحكمة فى ذلك، كما أن هناك قانون موحد مطروح من الكنائس بمصر قيد الدراسة حاليا عند صدوره سيسمح للقاضى بالحكم فى ظل شرائعهم دون الحاجة إلى تغيير الملة.
من جانبه، أوضح الأب الدكتور بولس جرس، راعي كاتدرائية القديس أنطونيوس الكبير بالفجالة، أن الكنيسة الكاثوليكية ترى أن الزواج هو سر مقدس لا يمكن فسخه ولا ينحل إلا بالموت، وبالتالي ليس معترفا بالطلاق في قوانين الكنسية الكاثوليكية. إذا انتهى الزواج بالفعل في المجتمع المدني، فإن الكنيسة لا تعترف بهذا الطلاق إلا إذا كان الزواج باطلاً من البداية (من خلال إعلان بطلان من قبل المحكمة الكنسية)، مما يعني أن الزواج لم يكن شرعيًا في البداية. وهي ثلاث حالات فقط: المشاكل الصحية المؤثرة على استمرار الزواج، عدم الرضى، الغش الجوهري، في هذه الحالات الثلاثة الزواج باطل لأنه لم يقم من الأصل ولا يمكن للزوجين الانفصال أو الزواج مرة أخرى، ومع ذلك، إذا كان الزواج صحيحا، يعتبر الطلاق غير مقبول في الكنيسة.
بينما في الكنيسة الإنجيلية، أكد القس رفعت فكري أمين عام مشارك بمجلس كنائس الشرق الأوسط عن، أن المبدأ المسيحي هو ارتباط رجل بإمرأة واحدة مدى الحياة، ولذلك فالطلاق غير محبب في المسيحية ونجده في أضيق نطاق كحالات الزنا أو تغيير الدين، كما يقوم المبدأ المسيحي على التسامح، فإذ أحد الطرفين زنا وهناك تسامح من الطرف الآخر مع وجود توبة يتم حل الأمر، والأسرة تستكمل بتسامح ومحبة، لكن في بعض الحالات التي يوجد بها استحالة العشرة أو إخفاء من أحد الطرفين، هنا يحدث إبطال وكأنه لم يكن، وفي جميع الحالات إذا الكنيسة تدخلت بالتوعية يتم حل الأمر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة