يواصل الجيش السودانى، تحركاته لمحاصرة ميليشيا الدعم السريع، والسيطرة على المناطق التى تقع تحت نفوذهم، وفى استمرار للعملية العسكرية الشاملة التى بدأها الجيش 26 سبتمبر الماضى، كشف أنه استعاد السيطرة على بلدة اللكندى بولاية سنار، كما أعلن بسط سيطرته على مدينة سنجة، عاصمة ولايو سنار.
وتشهد جبهات القتال فى ولاية سنار نشاط حذر، وكشف بيان للجيش أن قوات العمل الخاص بالفرقة 17 مشاة – سنجة وبإسناد من الكتيبة الاحتياطية بالفرقة الرابعة بالدمازين فى إقليم النيل الأزرق، استولت الخميس على بلدة اللكندى وعدد من المناطق على ذات المحور بشمال الروصيرص حتى قرية أبو تيقا شمالى اللكندى.
وتابع البيان "تم طرد مليشيا الدعم السريع الإرهابية من داخل منازل المواطنين والأعيان المدنية".
وتقع بلدة اللكندى جنوب شرق سنجة قرب كركوج ومدخل جسر ود العيس على الضفة الشرقية للنيل الأزرق المؤدى إلى مدينة سنجة.
ومن جهته أعلن خالد الأعيسر، المتحدث الرسمى باسم الحكومة السودانية، وزير الثقافة والإعلان، استعادة القوات المسلحة السودانية، لمدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من قبضة الدعم السريع، السبت، وبسط سيطرته عليها، مؤكدا أن لحظة المحاسبة قادمة.
وأضاف فى منشور بصفحته الرسمية على فيسبوك، أن العدالة والمحاسبة ستطال كل مرتكبى الجرائم، مشيرا إلى أنه سيتم معاقبة المجرمين بما يتناسب مع أفعالهم، وفقا لوكالة أنباء سونا.
وقال الأعيسر فى منشوره :"إن عزم الشعب السودانى وإرادته فى مواجهة التحديات والمحن يعكسان قوة وصمود الشعب وأجهزته العسكرية والأمنية التى لا تعرف الانكسار".
وتابع :"إن الثقة التى يتمتع بها السودانيون فى قواتهم المسلحة والمخابرات والقوات النظامية الأخرى، بالإضافة إلى القوات المشتركة والمستنفرين، ستظل ثابتة وراسخة رغم حجم الاستهداف الداخلى والخارجى، وهذه الثقة هى دليل على وحدة الهدف ووضوح الرؤية وتماسك الإرادة الوطنية".
واستمر: "إن هذا الصمود المستمر يؤكد أن الشعب السودانى وقواته على موعد مع تحقيق المزيد من الانتصارات التى ستعيد للبلاد أمنها واستقرارها، وتطهرها من الفتن التى زرعها المتمردون والعملاء ومن يقف خلفهم من دول وأطراف متورطة".
واختتم: "عادت مدينة سنجة اليوم إلى حضن الوطن بفضل الله وعزيمة الأبطال، ولحظة تطبيق العدالة والمحاسبة قادمة، وستطال كل من ساهم فى هذه الجرائم، وسيتم معاقبة المجرمين بما يتناسب مع أفعالهم، التحية للقوات المسلحة السودانية والأجهزة الأمنية والقوات المشتركة والمستنفرين، ولكل من حمل همّ الوطن من زاويته وموقعه وإسهامه، وما النصر إلا من عند الله، والله أكبر".
وأطبق الجيش السودانى حصاره على سنجة عاصمة ولاية سنار منذ أسبوعين بعد أن استعاد السيطرة على منطقة جبل موية الاستراتيجية وأبو حجار ومدينة الدندر وعدة بلدات فى طريقه إلى سنجة.
ومن المتوقع أن يبدأ الجيش عملية عسكرية موسعة، لاستعادة ولاية الجزيرة، بعد استعادته للسيطرة على سنجة.
وفى الوقت ذاته، أسفرت هجمات قادتها عناصر الدعم السريع على بلدات رورو وجريوة وقيلى وجمام بمحلية التضامن شمال غرب إقليم النيل الأزرق، فى عمليات نزوح واسعة صوب مدينة بوط رئاسة محلية التضامن.
وكشفت مصادر حكومية، عن وصول مئات الأسر من قرى رورة وجريوة وقيلى وجمام إلى مدينة بوط فى أوضاع مزرية ووسط غياب للتدخلات الإنسانية، وفقا لصحيفة سودان تربيون.
وكشف النازحون عن قتلى فى أوساطهم لدى دخول الدعم السريع إلى قراهم، فضلا عن فقدان آخرين وممارسة القوات المهاجمة للنهب تحت تهديد السلاح، وهاجمت قوات الدعم السريع هذه المناطق التابعة لإقليم النيل الأزرق.
وتفقد عضو مجلس السيادة نائب القائد العام للجيش شمس الدين كباشى الخطوط الأمامية بالمنطقة الشرقية محور الفاو فى إطار سلسلة زياراته للفرق والوحدات العسكرية، للوقوف على مدى الاستعداد والجاهزية للقوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى.
وحسب تصريح لمجلس السيادة فإن كباشى تلقى لدى لقائه ضباط وضباط صف وجنود المنطقة الشرقية والمستنفرين، تقريرا شاملا حول سير العمليات العسكرية بحضور اللواء أحمد محمد الحسن العماس قائد المنطقة الشرقية.
ومحور الجيش فى الفاو هو ضمن عدة محاور تحيط بولاية الجزيرة، حيث تتمركز قوات للجيش فى المناقل غربى مدينة ود مدنى عاصمة ولاية الجزيرة، حيث تمددت حتى بلدة المدينة عرب على بعد حوالى 15 كيلومتر غربى ود مدنى.
كما تتمركز قوات للجيش فى جبل موية الاستراتيجية الواقعة على الطريق القومى الرابط بين ولايات سنار والجزيرة والنيل الأبيض.
وفى سياق متصل، كشفت تقارير أممية، عن أن أكثر من 30 ألف شخص اضطروا للنزوح من بلدة التكينة والقرى التى حولها شمالى ولاية الجزيرة، بسبب هجمات لقوات الدعم السريع.
وكشفت صحيفة سودان تربيون، أنه خلال يومى الثلاثاء والأربعاء الماضيين، سقط حوالى 13 شخصا من سكان التكينة الواقعة على بعد نحو 75 كيلومترا جنوبى العاصمة الخرطوم بسبب هجمات للدعم السريع.
وقالت مصفوفة تتبع النزوح الصادرة عن منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة فى آخر تحديثات لها، أن ما يقدر بحوالى 6 ألاف أسرة نزحت من التكينة والقرى المحيطة بها فى محلية الكاملين بسبب هجمات قوات الدعم السريع.
واضطر سكان التكينة إلى الهروب إلى محلية الحصاحيصا شمالا وغربا، فضلا عن العبور إلى الضفة الشرقية للنيل الأزرق بغية الوصول إلى قرى شرق النيل بالخرطوم وقرى شرق الجزيرة التى تعانى أيضا من هجمات الدعم السريع وانتشار الأوبئة ما تسبب فى مقتل ووفاة العشرات من المدنيين.
وتضم التكينة نازحين من قرى السريحة وازرق التى تعرضت خلال أكتوبر الماضى لهجمات انتقامية من قبل قوات الدعم السريع أسفرت عن عشرات القتلى والجرحى، فضلا عن تهجير الألاف من السكان بشكل قسرى.
ومن جهة أخرى، تمكن الجيش السودانى، من إسقاط طائرة مسيرة فى محلية بربر بولاية نهر النيل السبت، إذ استيقظ الأهالى بمنطقة جادالله غرب محلية بربر بولاية نهر النيل على صوت انفجار قوى فى ساعات الفجر الأولى.
وكشفت مصادر أن سقوط الطائرة المسيرة لم يسبب أى اصابات وسط المواطنين.
وتشهد مدينة عطبرة بولاية نهر النيل على مدار 3 ايام متوالية هجوم بطائرات مسيرة حاولت الهجوم على مطار عطبرة شرق المدينة ولكن دفاعات الجيش نجحت فى التصدى لها وإسقاطها دون خسائر، وفقا لصحيفة المشهد السودانى.
ومن جهة أخرى، كشف المدير التنفيذى لمحلية شرق النيل بولاية الخرطوم، أن قوات الدعم السريع، اقتحمت منطقة "الشيخ عوض الكريم أبو حنة"، وهجرت سكانها، إلى جانب منعها إقامة الصلوات، بالإضافة إلى نهبها جميع ممتلكات السكان، تحت تهديد السلاح.
ومن جهتها كشفت منصة مؤتمر الجزيرة، فى بيان رسمى، أن ميليشيا الدعم السريع، أقدمت الجمعة على قتل الدكتور يحيى مختار الأستاذ الجامعى وإخصائى جراحة العظام بالحصاحيصا مع والدته.
وقال البيان، :"كانت قوة من المليشيا قد اقتحمت منزله بغرض السلب والنهب، وحاولت الاعتداء على أسرته، فدافع عنها حتى استشهد هو ووالدته".