يعانى السودانيون من تدهور الأوضاع الإنسانية، مع تفاقم أزمة الجوع والنزوح القسرى، نتيجة الحرب التى تسبب فى أزمة نزوح هى الأكبر فى العالم وفقا لبيانات الأمم المتحدة، فيما تشتعل حدة المعارك وتشتد المواجهات العسكرية بين القوات المسلحة السودانية وميليشيا الدعم السريع، فى عدة جبهات.
ومن جهته كشف يان إيجلاند، الأمين العام للمجلس النرويجى للاجئين، عن أن أكثر من 20 مليون سودانى، يعانون من عنف مستمر وقال إنه بعد عام ونصف من الحرب فى هذا البلد، بدأ العد التنازلى نحو الانهيار الشامل.
وقال إيجلاند :"قبل عشرين عامًا، قمنا بحشد الرؤساء ورؤساء الوزراء لوقف الفظائع فى دارفور، يوجد الآن أضعاف عدد الأشخاص المعرضين للخطر، هذه أسوأ أزمة فى العالم، ولكننا نواجه صمتًا مدويًا، يجب أن نوقظ العالم قبل أن تلتهم المجاعة جيلاً من الأطفال"، وفقا لصحيفة سودان تربيون.
وأضاف: "رأيت بعينى فى دارفور وفى الشرق النتائج المدمرة للهجمات العشوائية والحرب، ففى الشهر الماضى فقط، قُتل أكثر من 2,500 شخص ونزح أكثر من 250,000 آخرين"، وتابع: "لقد بتنا على وشك الانحدار الخطير نحو المجاعة والمعاناة، أن التأخير فى اتخاذ الإجراءات والجهود الدبلوماسية غير الكافية يزيد من معاناة الشعب السودانى الذى يحتاج إلى تحرك فورى وحاسم من المجتمع الدولي".
وأكد إيجلاند، أن واحد من كل خمسة أشخاص فى السودان يُعدُّ نازحاً، مشيرا إلى أن المناطق الآمنة القليلة المتبقية مكتظة للغاية، حيث تعيش مئات الأسر فى مخيمات مزدحمة للغاية، وبالكاد تستطيع البقاء على قيد الحياة بسبب محدودية الموارد.
وفى جميع أنحاء السودان، يتسبب الجوع الشديد فى وفاة أشخاص كل يوم، ويُقدر أن 24 مليون شخص، أى نصف السكان، فى حاجة ماسة إلى الغذاء، بما فى ذلك 1.5 مليون شخص على حافة المجاعة.
وقال إيجلاند :"تعانى الاستجابة الإنسانية للسودان من نقص حاد فى التمويل، مما يترك المنظمات بما فى ذلك المجلس النرويجى للاجئين أمام قرارات مستحيلة بشأن من يمكن مساعدته".
وفى سياق آخر، ومع اشتداد المعارك، يخسر المدنيين حياتهم بشكل يومى فى السودان، ومن جهته، أعلن المدير العام لوزارة الصحة بولاية شمال دارفور، أن إحصائية ضحايا المعارك من المدنيين فى مدينة الفاشر، تجاوزت 9 آلاف بين قتيل وجريح وذلك منذ اندلاع القتال فى إبريل من العام 2023، وتشهد المدينة تصاعد كبير لحدة العمليات العسكرية.
وأكد المدير العام لوزارة الصحة بالولاية، إبراهيم خاطر، أن عدد الإصابات جراء المعارك فى الفاشر بلغ 9,131 إصابة، و516 وفاة منذ 15 أبريل 2023 وحتى 21 نوفمبر الجارى.
وشدد على أن عدد القتلى قد يكون أكبر من الأعداد المسجلة فى المستشفيات، حيث تم دفن أكثر من 300 شخص بواسطة ذويهم قبل وصولهم إلى المستشفيات.
وكشف عن إجراء حوالى 3,127 عملية جراحية، من بينها 1,541 عملية متعلقة بجراحة العظام نتيجة الإصابة بطلق نارى، بالإضافة إلى العديد من الإصابات الطفيفة التى يتم علاجها فى مراكز الرعاية الصحية الأولية.
وأشار مدير وزارة الصحة فى ولاية شمال دارفور، إلى أن مستشفيات مدينة الفاشر، تواجه تحديات عديدة، من بينها نقص الكوادر الطبية والصحية، وشح الأدوية والمستلزمات الطبية، إضافة إلى الاستهداف الممنهج من قوات الدعم السريع، إلى جانب تذبذب وارتفاع أسعار السلع التموينية والوقود، وقلته فى الأسواق، وضعف التمويل المالى.
وأكد أن النظام الصحى فى الفاشر، على حافة الانهيار الكامل، بعد توقف أغلب المستشفيات عن العمل نتيجة وقوعها فى مناطق المواجهات العسكرية، بالإضافة إلى استهداف قوات الدعم السريع للمرافق الطبية بالمدفعية، مما أدى إلى تدمير عدد كبير منها.
ومن جهة أخرى، لقى سبعة أشخاص على الأقل مصرعهم، وأُصيب العشرات السبت، فى قصف مدفعى نفذته قوات الدعم السريع على مخيم "أبوشوك" للنازحين بمدينة الفاشر.
ويُعد معسكر أبوشوك مأوى لنحو 400 ألف شخص، لكنه يتعرض لهجمات مكثفة من الدعم السريع، مما دفع أكثر من 60% من سكانه إلى النزوح نحو بلدة طويلة الواقعة غرب الفاشر، ومناطق أخرى فى جبل مرة.
وقالت غرفة طوارئ معسكر "أبو شوك" فى بيان لها:"مواصلة لسلسلة جرائمها وانتهاكاتها ضد المواطنين قامت قوات الدعم السريع بقصف سوق معسكر أبوشوك بأكثر من عشرة قذائف، مما أدى إلى مقتل 7 نازحين وإصابة آخرين".
واستهدفت مدفعية الدعم السريع مواقع مدنية فى الأحياء الغربية والجنوبية للفاشر، وطال القصف أيضاً مقر قيادة الفرقة السادسة مشاة ومحيطها، إلى جانب مطار الفاشر ومحيطه.
فى المقابل، نفذت طائرة حربية تابعة للجيش غارات جوية استهدفت مواقع انتشار قوات الدعم السريع فى الجزأين الشرقى والجنوبى من مدينة الفاشر، ما أسفر عن انفجارات قوية وتصاعد أعمدة الدخان.
وتشهد عاصمة ولاية شمال دارفور، تصاعد كبير للعمليات العسكرية الأسابيع الأخيرة، فى إطار المعارك العنيفة المستمرة منذ مايو الماضى بين الجيش وحلفائه، وميليشيا الدعم السريع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة