كتاب "مسرح الطفل.. الإلهام والاستلهام"، للكاتبة عائشة العاجل، وهو يتضمن دراسة تسعى لفك مغاليقها في خصوصية التعامل مع الطفل الإماراتى وإنتاج فن يناسب خصائصه في ظل تواجد أكثر من 30 جنسية تقطن هذه الأرض وتنفتح على مختلف الثقافات والديانات والأعراف، والعادات والتقاليد، والتشكيلات الجديدة للفكر الإنسانى المتعالق مع الانفتاح الكونى والتقنيات الحديثة التي أنتجت الدراما في فصول مشوقة وماتعة للطفل.
ويكمن أهمية كتاب "كتاب "مسرح الطفل.. الإلهام والاستلهام"، الصادر عن دائرة الثقافة بالشارقة، في أبعاده إلى النزوح غير المرئي لكتاب مسرح الطفل.. إلى عقلنة الخيال، وتصريف نتاجاته للتموقع في ظل تصريفات المجتمع ودلالاته على الطفل الإماراتى، متجاوزًا بذلك خيال الطفل الذى تعدى في مستواه حدود العالم بانفتاحه على الآخر حضاريًا وفكريًا وثقافيًا.
وتقول الكاتبة عائشة العاجل عبر كتابها: إن اللغة تشكلت في ظل هذه الظروف، ولذلك لابد لمسرح الطفل من لغة مخصوصة تسند الفكر والمخيال لنتاج يتواشج فيها مع هويته وكينونته.
غلاف كتاب مسرح الطفل
وتضيف الكاتبة أن مسرحيات الطفل تتسم بسمات خاصة تجعلها ذات لون خاص، ونكهة مميزة، وقد اهتم المجتمع الإماراتى بالمسرح بشكل عام، ودعم مسرح الطفل بشكل خاص، لما يمتلك من قيمة استثنائية تضاف للفعل الإنساني، ولأن النشء قادر على الامتصاص والتشكيل، فهو اللبنة الحقيقية والأساسية للفعل المسرحى المتفرد بالتحديات، وتأتى أهمية الدارسة محور الكتاب من الاهتمام بالفعل المسرحى الذى توليه الشارقة عناية استثنائية، مما يدلل على الوعى بأهمية مهرجان مسرح الطفل واهمية اكتشاف المواهب ورعايتها وكذلك تقديم ثقافة مسرحية لجيل يصنع المستقبل، ولأن للمسرح تأثيرًا كبيرًا في تكوين شخصية الطفل والارتقاء بذوقه ومعارفه وبناء علاقة متينة بينه وبين المجتمع والحياة.
وتؤكد الكاتبة عائشة العاجل ، أن الأهمية أيضًا على أساس أن التربية المسرحية مثل التربية الموسيقية والتربية الرياضية، تسهم في علاج بعض الحالات النفسية والحالات الاجتماعية ومشاكل النطق والدمج المجتمعى، ومساعدة الذين يعانون من اختلال بعض السلوكيات مثل التوحد والانزواء.
الكاتبة والباحثة عائشة العاجل
وقد اعتمدت الدراسة محط الكتاب على المنهج الفينومينولوجى (الظاهراتية أو الفينومينولوجيل"، وهى مدرسة فلسفية تعتمد على استقراء الظواهر كنقطة بداية، ثم تنطلق من خذخ الخبرة لتحليل الظاهرة وأساس معرقتنا بها.
وتختتم الباحثة والكاتبة عائشة العاجل كتابها بأن الطفل هو مرآة الحاضر والمستقبل، ولابد لمسرحه أن يمثله ويتماهي معه في فكرة التطور المنطقى، والمخطط له، والذى يتضمن استراتيجية استمراره ونمائه، فليس بالإمكان فصل التطور في مجالات الحياة عن تطور الطفل وفكره وبنائه المعرفى والاجتماعي، وأن الرأسمال المشكل لدى الطفل في المسرح من خلال علاقاته بتفاصيل المسرح من الخشبة وليس انتهاء بالصوت والضوء والموسيقي وحتى الكراسي وستار المسرح، يمكن الطفل بشكل استثنائي من خلق علاقة موازية لتشكيله مع كل الحيثيات المحيطة به والتي من شانها أن تكون رافعة لذاته وتكوينه الإنساني، حتمًا "يبقى المسرح ما بقيت الحياة سلطان القاسمى 2017"، وحتمًا نجد للطفل مؤسسته المسرحية الخاصة يومًا ما في ظل قيادة رشيدة ووعي بأهمية ودور مسرح الطفل في الإمارات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة