رصد "تليفزيون اليوم السابع" جولة ساحرة داخل متحف التحنيط مع دخول الموسم السياحى الشتوى، وهو المتحف البديع الذي يكشف للأفواج السياحية من حول العالم والمصريين من طلبة المدارس وضيوف الموسم الشتوى، أسرار الحضارة المصرية في أحد أهم علومها التاريخية وهو علم التحنيط وفن الحفاظ على جثامين المتوفيين منذ آلاف السنين وحتى الآن.
ويضم متحف التحنيط على كورنيش النيل بمدينة الأقصر، عدد كبير من الأدوات التي كان يستخدمها المصرى القديم في عملية التحنيط في الأسرات الفرعونية المختلفة، وعلى رأسها مواد الراتنج والأدوات التي كان يستخدمها في تشريح الجسد وفصل أعضاؤه لحفظها وتحنيطها بالكامل، ولفائف للجسد والأعضاء المختلفة، بجانب الأسرة والوسائد التي كانت تستخدم في التحنيط، بجانب سلسلة من النماذج المحنطة من مومياوات وتوابيت لحفظ كل مومياء، وكذلك حيوانات محنطة من تماسيح وقرود وحيوانات وغيرها من القطع الساحرة التي تبهر ضيوف العالم.
ومن جانبها تقول زينب أبو حجاج كامل مفتش آثار بالمتحف، إن عملية التحنيط عند المصريين القدماء كان نابعا من العقيدة ويمارس بدقة للحفاظ على الجسد وضمان استمراره في الحياة الآخرة، وقد تناول المتحف التحنيط بشكل حصري، حيث يعرض في قاعاته اللوحات الجدارية التي توضح خطوات التحنيط ومراسم الدفن، مضيفةً أنه يتم تطهير جسد المتوفى باستخدام الماء المقدس المستخلص من البحيرة المقدسة في معبد الكرنك، وبعد ذلك تزال كافة الأعضاء القابلة للتحلل مثل الأحشاء، حيث يتم فتح الجانب الأيسر من بطن المتوفى لاستئصالها. أما الدماغ، فيستخرج بطريقة خاصة عبر فتحتي الأنف.
وعن محتويات المتحف قالت زينب أبو حجاج كامل مفتش آثار بالمتحف، إنه يحتوي على مجموعة مميزة من التوابيت المزينة بأغطية تحمل رسومات ونقوش دينية، وتمائم كانت توضع مع المتوفى لتقديم الحماية في الحياة الآخرة، بالإضافة إلى الأدوات الطبية المستخدمة في عملية التحنيط، مثل الأدوات التي كانت تستخدم لإزالة الأحشاء وتجفيف الجسد، والمواد المستخدمة في التحنيط كالزيوت والعطور وملح النطرون، ويضم المتحف أيضا حيوانات محنطة، حيث كان المصريون القدماء يقومون بتحنيط بعض الحيوانات التي كانوا يعتبرونها مقدسة، مثل القطط والصقور، إيمانا منهم بدورها المقدس وارتباطها بالمعبودات.
ومن الجدير بالذكر يعتبر متحف التحنيط أحد أهم مواقع زيارات السائحين في الموسم السياحى الشتوى، والذي يقدم عبر مقتنياته الفريدة تعريفًا شاملاً بعملية التحنيط بأكملها من خلال شرح الأهمية الدينية للتحنيط والطقوس المرتبطة به من عصر الدولة القديمة وحتى العصر المتأخر، كما يعرض المتحف مجموعة من الأواني الكانوبية، والتوابيت المزينة بشكل متقن، وتمائم، وتماثيل المعبودات، واللوحات الجنائزية. كذلك يعرض المتحف أيضًا عددًا من المومياوات البشرية ومجموعة من مومياوات الحيوانات مثل التماسيح، والقطط، والأسماك.