تعتبر مسكنات الألم من أكثر الأدوية استخدامًا في جميع أنحاء العالم، حيث توفر راحة سريعة من الألم، وعلى الرغم من فعاليتها، إلا أن الإفراط في استخدامها أو استخدامها لفترات طويلة قد يؤدي إلى مشاكل صحية كبيرة.
يمكن لمسكنات الألم، وخاصة الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية (NSAIDs) والأفيونيات، أن تجهد الأعضاء الحيوية مثل الكلى والمعدة، ووفقا لموقع " NDTV"، يؤدي إساءة استخدامها إلى تعطيل وظيفة الأعضاء الطبيعية، مما قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
كيف تؤثر مسكنات الألم على الكلى والمعدة
تتحمل الكلى والمعدة العبء الأكبر من استخدام مسكنات الألم لفترات طويلة، فمع مرور الوقت، يمكن أن تلحق هذه الأدوية الضرر ببطانة المعدة، مما يؤدي إلى القرحة والنزيف، في حين تضعف ترشيح الكلى.
كما تقلل مسكنات الألم من إنتاج المواد الواقية في المعدة، بينما تغير أيضًا تدفق الدم إلى الكلى، وتزيد هذه الاضطرابات من خطر حدوث مضاعفات الجهاز الهضمي وتلف الكلى، وخاصة بالنسبة لأولئك الذين يعانون من حالات مرضية موجودة مسبقًا.
آثار الإفراط في استخدام مسكنات الألم على الكلى والمعدة
1. تلف الكلى وانخفاض وظائفها
قد يؤدي استخدام مسكنات الألم لفترات طويلة إلى الإصابة بأمراض الكلى المزمنة، تعمل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية على تثبيط البروستاجلاندين، وهو الهرمون الذي ينظم تدفق الدم إلى الكلى، مما يسبب الجفاف، يزيد هذا النوع من الأدوية من خطر الإصابة بإصابة الكلى الحادة أو ضعف الكلى على المدى الطويل.
2. خطر الإصابة بحصوات الكلى
يمكن لبعض مسكنات الألم، وخاصة الأنواع المتاحة دون وصفة طبية، أن تزيد من مستويات الكالسيوم في البول، وهو ما يساهم بشكل كبير في تكون حصوات الكلى، يؤدي الإفراط في استخدامها بشكل منتظم إلى تفاقم تكوين الحصوات، مما يسبب عدم الراحة وإعاقة وظائف الكلى.
3. قرحة ونزيف في المعدة
يمكن أن تؤدي مسكنات الألم إلى إتلاف بطانة المعدة عن طريق تثبيط الإنزيمات المسؤولة عن إنتاج المخاط الواقي، ويؤدي هذا إلى زيادة الحموضة، مما يخلق بيئة مواتية للقرحة والنزيف المعدي، وخاصة مع الاستخدام لفترات طويلة.
4. التهاب الجهاز الهضمي
يؤدي الإفراط في استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية غالبًا إلى التهاب الجهاز الهضمي، مما يؤدي إلى حالات مثل التهاب المعدة، يمكن أن يسبب هذا الالتهاب الغثيان والانتفاخ وعدم الراحة في البطن.
5. انخفاض امتصاص المعدة
يؤدي الإفراط في استخدام مسكنات الألم إلى إضعاف قدرة المعدة على امتصاص العناصر الغذائية الأساسية مثل الحديد وفيتامين ب12، وهذا يؤدي إلى نقص الفيتامينات والإرهاق ومشاكل صحية أخرى بمرور الوقت.
6. زيادة خطر الإصابة بعدوى الكلى
تعمل مسكنات الألم على تغيير نظام الترشيح في الجسم، مما يخلق بيئة مواتية لتراكم البكتيريا في الكلى، يمكن أن تتطور هذه العدوى إلى تعفن الدم إذا تُركت دون علاج، مما يشكل مخاطر صحية خطيرة.
7. تطور سرطان المعدة
يرتبط الاستخدام طويل الأمد لمسكنات الألم بزيادة خطر الإصابة بسرطان المعدة، يؤدي التعرض المستمر للحموضة العالية والالتهابات إلى تسريع التغيرات الخلوية في بطانة المعدة.
8. اختلال توازن الإلكتروليت
تنظم وظائف الكلى مستويات الأملاح في الجسم، تتداخل مسكنات الألم مع هذه العملية، مما يسبب اختلال التوازن الذي يؤدي إلى أعراض مثل ضعف العضلات، وعدم انتظام ضربات القلب، والتعب.