تعيش منطقة الشرق الأوسط مرحلة المفاوضات الشاقة داخل الغرف المغلقة، والكل يستعرض ما يمتلكه من أوراق تؤيد مطالبه على الأرض، وفى هذا الإطار بعد امتداد الصراع اللبنانى الإسرائيلى لمدة زمنية ليست قصيرة، نجحت المفاوضات بين الجانب اللبنانى والجانب الإسرائيلى لوقف الحرب فيما بينهما، برعاية دولية وإقليمية وعربية، وقد دخل الاتفاق حيز التنفيذ.
وقد رحبت جمهورية مصر العربية فى بيان أصدرته وزارة الخارجية المصرية تمنت فيه الاستقرار السياسى الذى يحقق مصالح لبنان بعيدا عن أى أجندات خارجية، وينص الاتفاق اللبنانى الإسرائيلى على وقف جميع العمليات القتالية، على أن يتم انتشار الجيش اللبنانى على الحدود بين البلدين مع حتمية امتلاك الجيش اللبنانى للسلاح دون غيره من الفصائل.
وفى إطار الجهود المصرية لوقف العدوان الإسرائيلى على غزة، ذلك العدوان الذى كشف عوار المجتمع الدولى المتشبع بازدواجية المعاير، وأبرز ملامحه غياب القانون الدولى وآليات تطبيقه، فمصر تقود جهودا دبلوماسية عربية وإقليمية ودولية من أجل حلحلة القضية الفلسطنية، ووقف العدوان وقد استقبل السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى، العاهل الأردنى الملك عبد الله الثانى بن الحسين، حيث عقدت جلسة مباحثات بين الزعمين الكبيرين بمشاركة وفدى البلدين.
وقد تناولت المباحثات الرسمية بين البلدين الأوضاع الإقليمية، وجهود تنسيق المواقف فيما يتعلق بالتطورات فى الأراضى الفلسطينية، وأكد الزعيمان ضرورة الوقف الفورى لإطلاق النار فى قطاع غزة، وإنفاذ المساعدات الإنسانية دون قيود أو شروط، مع ضرورة استكمال الجهود الدبلوماسية وأهمية البناء على مخرجات القمة العربية والإسلامية غير العادية التى عقدت مؤخرا فى الرياض، وذلك وفق تصريحات المتحدث الرسمى لرئاسة الجمهورية.
ووفق التصريحات الرسمية يحرص الزعيمان على نجاح مؤتمر دعم الاستجابة الإنسانية لغزة، والذى سوف تستضيفه القاهرة يوم 2 ديسمبر المقبل، فى تحقيق أهدافه، مؤكدين أهمية اضطلاع المجتمع الدولى بمسئولياته لضمان وصول المساعدات الإنسانية للقطاع، ومشددين على الدور المحورى لوكالة "الأونروا" فى هذا الإطار.
وقد ثمن السيد الرئيس الجهود الأردنية المستمرة لتقديم الدعم إلى الأشقاء الفلسطينيين، فيما أكد العاهل الأردنى تقدير بلاده للجهود المصرية لوقف إطلاق النار وإنفاذ المساعدات إلى القطاع.
وفى إطار التنسيق بين مصر والأردن اتفق الزعيمان على رفضهما المطلق لأى عمل يؤدى لتصفية القضية الفلسطينية أو تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، معتبرين أن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية فى إطار حل الدولتين، هو الضمانة الأساسية لاستقرار المنطقة العربية ضمن منطقة الشرق الأوسط.
كما ناقش الزعيمان الأوضاع فى لبنان، حيث أكدا الترحيب بوقف إطلاق النار، مشددين على حرصهما على أمن وسيادة واستقرار لبنان الشقيق، ورفضهما لأى اعتداء عليه، مؤكدين أهمية تحلى كافة الأطراف بالمسئولية لوقف التصعيد الجارى فى المنطقة.
ونؤكد أهمية التشاور والتنسيق العربى وفق محددات وطنية لحل القضايا المصيرية فى المنطقة، مع الوضع فى الاعتبار المكانة المرموقة التى تحظى بها القيادة السياسية المصرية بين قادة دول العالم.. فمصر رمانة ميزان الشرق الأوسط والمنطقة، تمتلك رؤية كاملة لكافة القضايا وكيفية الحل فى إطار الدولة القومية، بما لا يخل بالتركيب الديموجرافى لدول المنطقة، فما تقوله مصر فى الغرف المغلقة متطابق مع ما تعلنه عبر وسائل الإعلام، فمصر بوابة العبور لحل القضايا الإقليمية والعربية، إذا خلصت النوايا وتوافقت الرؤى الإقليمية والدولية مع القانون الدولى والإنسانى، وتطابقت تلك الرؤى مع الحقوق المشروعة للدولة القومية.
وسوف يذكر التاريخ ما قامت به إسرائيل من جرم وقتل وتدمير وتجويع للشعب الفلسطينى فى غزة، وفى هذا الإطار تبذل مصر والأردن ومعها الأشقاء من جميع دول العالم جهودا مضنية لفك الحصار عن غزة، ووقف العدوان والمؤتمر الذى سيعقد فى مصر يدور فى هذا الإطار. وأدعو مخلصا الفصائل الفلسطينية للوحدة تحت راية واحدة يتفق عليها الشعب الفلسطينى، وليكن واضحا لجميع الفصائل أن فلسطين أولا وسوف يقف العدوان الإسرائيلى فى لحظة ما، وسوف ننتظر جميعا من الشعب الفلسطينى الوحدة على الثوابت الوطنية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة