بمجرد الوصول إلى مطار إسطنبول الدولى الجديد تشعر أن كل شىء منظم.. كل الطرق تؤدى إلى بعضها.. مسارات واضحة لا تجعلك تفقد البوصلة أبدا.
دعتنا الوكالة التركية لترويج وتنمية السياحة TGA إلى زيارة للجمهورية التركية.. وصلنا إلى فندق بين شارع الاستقلال وقريب من ميدان تقسيم، حيث كان فى استقبالنا باشاك هانم من TGA ودوروق وزوجته جولشن هانم.
كان الجو مشمسا رغم علامات شتاء عاصف.. تجولنا فى منطقة إسطنبول التاريخية، حيث حكم سلاطين الدولة العثمانية إمبراطورية كبيرة.. عرفنا من مرشد الرحلة السياحى مجيد بيه بوغداي- الذى كان يتحدث اللغة العربية بطلاقة- أن إسطنبول كانت تسمى بيزنطنيوم قبل إسطنبول.. مرت حضارات العالم عبر بوابة تلك المدينة، تجولنا فى مسجد أيا صوفيا وسلطان أحمد والجامع الأزرق.. وفى كركوي Karaköy أكلنا فى مطعم على أوجاك باشا Ali Ocakbaşı الذى يطل على اسطنبول بشكل بانورامى جميل.
بعد الغداء ذهبنا إلى غلاطة تاور Kulesi Galata البرج البيزنطى الشهير.. تأسس كبرج لمراقبة الحرائق، وسُمّى بـ"برج غلطة للحرائق".
أُسس البرج لأول مرة من قبل الإمبراطور البيزنطى جستينيان بين عامى 507-508 بعد الميلاد. ولكن، أوضح موقع الجمهورية التركية ولاية إسطنبول أن الجنويين هم من أعطوا للبرج مظهره الحالى فى عام 1348.
فى شرفة البرج وطابقه التاسع والأخير رأينا اسطنبول التاريخية من أعلاه بزاوية 360 درجة.
انطلقنا إلى أنقرة حيث الثلوج الجميلة التى تغطى العاصمة وجبالها ومبانيها والأشجار والسيارات فى شكل جميل.. زرنا ضريح الزعيم اتاتورك مؤسس الجمهورية التركية. كانت النساء والأطفال والكبار فى صف طويل فى يوم عطلة معهم البيارق(الإعلام) وورود لزيارة رمز الأمة القومى الكبير.. مشهد تغيير الحرس بألوانهم الزاهية الخضراء والزرقاء الفاتحة والغامقة مهيب.. انطلقنا إلى قصر الرئاسة التركى حيث مكتبة الشعب التى تضم آلاف الكتب.. وكان هناك معرض ب 3D لتاريخ السلطان محمد الفاتح.
وقبيل الغروب زرنا متحف حضارات الأناضول الذى توجد به قطع أثرية من العصر الحجرى القديم وكتابات مسمارية قديمة .. من أعلى المتحف صعدنا درجات وراء درج إلى قلعة أنقرة أو ماتبقى منها.
فى المساء أخذنا جولة حرة فى كيزلاى KIZILAY وسط المدينة..حيث يدمج بين الأسواق الشعبية والمولات التجارية التى تشتمل على برندات معروفة.
السهرة الأخيرة قبل وداع أنقرة كانت بين العائلات التركية فى مطعم دافئ.. على أنغام الموسيقى التركية والمصرية تبادلنا الأحاديث الودية حول بلدينا والمشتركات بينهما ..هنا قضا زوجان شهر عسلهما فى شرم الشيخ وجهة الأتراك المفضلة وهذا يحب الإسكندرية فى الصيف.. عدنا إلى القاهرة ومازالت ذكريات رحلة تركيا لا تنسى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة