في الساعة 4:45 صباحًا من يوم 1 سبتمبر 1939، فتحت قوات أدولف هتلر النازية النار على بولندا ، مما أدى إلى إطلاق أولى الرشقات مما أدى إلى تصاعد أكبر وأشد حرب دموية في التاريخ.
وفي تلك الساعات المبكرة من الصباح، كانت هناك تعبئة كبيرة أخرى جارية في جميع أنحاء بريطانيا العظمى.
فى الساعة الخامسة صباحًا، تجمع الأطفال في مدرسة ميردل في ستيبني، وهم يرتدون شارات تحمل أسمائهم حول أعناقهم، تجمع طلاب مدرسة سانت دومينيك الابتدائية في هاكني مع أمتعتهم في الساعة السابعة صباحًا.
وبذلك تجمع أكثر من 800000 طفل في سن المدرسة يعيشون في مناطق حضرية مستهدفة في جميع أنحاء البلاد، في 3 سبتمبر،أعلنت بريطانيا العظمى وفرنسا الحرب على ألمانيا، لتبدأ الحرب العالمية الثانية، وفقا لما ذكره موقه هيستورى.
في المجمل، تم إجلاء نحو 1.5 مليون شخص، بما في ذلك 800 ألف طفل ، من المراكز الحضرية على مدار ثلاثة أيام فقط، وتم نقلهم إلى مجتمعات ريفية أخرى تعتبر أكثر أمانًا من تهديد القنابل الألمانية.
اطفال انجلترا
وعلى الرغم من التعبئة السريعة، فإن الإجلاء لم يكن رد فعل انفعالي للوضع في أوروبا، ولكن كانت خطط الإجلاء وضعت قبل أكثر من قرن في دورست تحت تهديد الغزو الفرنسي.
لقد أدت الحروب في القرن العشرين واستهدافها للسكان المدنيين من الجو إلى زيادة المخاطر بشكل كبير، خلال الحرب العالمية الأولى ، في عام 1937، اختبرت ألمانيا قوتها الجوية الجديدة، من خلال القيام بهجوم دام ثلاث ساعات بالقنابل وإطلاق النار فوق مدينة جيرنيكا الباسكية في شمال إسبانيا .
ومن هنا أنشأت الحكومة البريطانية لجنة احتياطات الغارات الجوية في عام 1924، ولكن لم تتقدم المناقشات بشأن تدابير الإجلاء حقًا إلا بعد تشكيل لجنة فرعية تابعة للجنة الدفاع الإمبراطورية المعنية بالإجلاء في عام 1938.
في وضع وتنفيذ خطط لسياسة الإخلاء في زمن الحرب لنقل المدنيين من المدن والمناطق الأخرى التي تعتبر معرضة لخطر القصف (والتي تعتبر مناطق "إخلاء" إلى مواقع أكثر أمانًا نسبيًا، وعادة ما تكون مجتمعات ريفية
ومن بين الأشخاص الموصى بإجلائهم الأطفال في سن المدرسة، والنساء الحوامل، والأمهات مع أطفالهن الصغار (أقل من خمس سنوات)، والمعلمين.
كما نص التقرير على إلزام أصحاب المنازل الخاصة في مناطق الاستقبال باستقبال النازحين، في حين كان إجلاء المدنيين عملية طوعية.
وفي بث إذاعي على هيئة الإذاعة البريطانية في مساء السادس من يناير 1939، أعلن وزير الصحة والتر إليوت: "نريد أن تكون هذه مسألة تتعلق بالعلاقات الإنسانية الحقيقية والعاطفة، وأن يكون هناك مضيف راغب وضيف راغب، وسيتعين على الأمة بأكملها أن تشعر بأنها واحدة إذا حدثت مثل هذه الأزمة حقًا".
كانت خدمة التطوع النسائي تجوب أنحاء البلاد لإجراء مسوحات على ملايين المنازل، وجمع المعلومات عن عدد الغرف والسكان الحاليين للتأكد من عدد "المنازل" الخاصة المتاحة.
وكانت الأسر المضيفة تحصل على 10 شلنات وستة بنسات عن أول طفل غير مصحوب، و8 شلنات وستة بنسات عن أي أطفال لاحقين.
واجه الآباء في جميع أنحاء البلاد معضلة مؤلمة: إما إرسال أطفالهم للعيش مع غرباء في مناطق "آمنة نسبياً"، أو البقاء في المدينة ومواجهة خطر القصف المحتمل معاً.
وبالنسبة للأطفال الذين اختار آباؤهم الإخلاء، "يتذكر الكثيرون منهم أنهم غادروا دون فرصة لتوديع والديهم"، كما كتب ماوسون. وكانوا يذهبون إلى المدرسة ــ وهم يرتدون أقنعة الغاز ويحملون بطاقات بريدية مختومة مسبقاً تحمل اسم والديهم وعنوانهم، من بين أشياء أخرى موصى بها ــ ولا يعودون إلى المنزل. وكان الآباء يتلقون أخباراً عن وجهات أبنائهم، وكيف يمكن الوصول إليهم عن طريق البريد، من خلال إشعارات معلقة على بوابة المدرسة.
وأُرغمت الحكومة على اتخاذ إجراءات: ونشأ قانون الأطفال لعام 1948 كقانون تاريخي غيّر كيفية حماية الأطفال المعرضين للخطر من قبل الدولة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة