عبدالله السعيد موهبة حقيقية تثبت جدارتها فى كل مكان تظهر فيه مهما كانت الظروف والأجواء المحيطة به، يصول ويجول ويؤكد أن السن مجرد رقم والعبرة بالأداء فى المستطيل الأخضر.
الحديث عن السعيد ليس لتألقه فى مباراة أو إحراز هدف قاد فريقه للفوز على البنك الأهلى مؤخرا أو الوصول للهدف قم 130 فى مسيرته بالملاعب، ولكن الكلام مرتبط بالوقوف أمام عقلية كروية مختلفة.
السعيد واجه مواقف كثيرة، وعاش أزمات كبيرة نجح فى العبور منها بسلام حتى وصل لسن 39 عاما شارك فى 22 موسما كرويا فى محطات مختلفة عبرت فى أندية الإسماعيلى والأهلى وبيراميدز وأخيرا الزمالك بخلاف الاحتراف الخارجى ولكنه ثابت يتألق فى صمت لا يتأثر بأى عوامل أو ضغوط داخلية أو خارجية لعب سنوات للإسماعيلى فتألق وخطف الأنظار ورحل للأهلى ليكمل مشوار التألق وخطف الأنظار وعندما حدثت ضجة التوقيع للزمالك خرج للاحتراف ثم عاد هادئا ليلعب لبيراميدز ويكمل مشوار التألق ويواصل رحلة التهديف ليدخل نادى المائة لهدافى الدورى المصرى بجدارة ولكنه شعر بصدمة من التجاهل الإعلامى ، وبات على يقين أن النجاح والتألق يحتاج إلى الأضواء والصخب جماهيرى لإبراز النجاح فكان القرار الرحيل للزمالك فى يناير الماضى.
شهور قليلة منذ الانضمام للزمالك كانت كفيلة بعودة عبدالله السعيد لمكانته، نجح فى استعادة بريقه بالملاعب وخارجها، قائد للفريق فنيا ومعنويا وباتت تطلق عليه الجماهير البيضاء لقب «المعلم» الذى ارتبط عشرات السنوات بحسن شحاتة معلم الكرة المصرية وأحد الأساطير التدريبية فى تاريخ مصر وأفريقيا.
كان محقا الثعلب الصغير حازم إمام عندما قال إن الزمالك يضم أفضل عقلية فى الكرة المصرية وهو عبدالله السعيد يحسن التصرف داخل الملعب وخارجه، ونضيف عليها أن الذكى جدا فى الملعب وخارجه لا يتكلم كثيرا، ويفعل كثيرا، يحترم جميع الأندية التى لعب لها، لذلك يحظى بحب وتقدير الجماهير فى جميع الأندية.